مساحة من أبد ، تتهادى كالمستحيل ..
وعلى خط بعيد تلتقي السماء بالأرض .
أصوات مبعثرة لديكة و حمير تأتي
من خلفي ، وصمت نديّ يمتد أمامي
بلا مدى . أغمضت عينيّ و أسلمت
خطاي لرائحة مطر عتيق .
رحت أركض نحو الشمس حين
أطلت برأسها ، فيض من حبور
داخل روحي المترعة بالجروح
الطرية ، و أخذ بنكهة الغيم
و الشيح وتراب ماغادره البلل بعد .
شعرت بحلمي يحلق بلا قيد ..
بيدين مشرعتين لاحتضاني ..
بأمي .. الشمس ، تخبيء أبي من
خلفها .. ثم تعلنه لي كهلال العيد ..
كل شيء كان يحمل فرح المرة الأولى
دهشة المرة الأولى
وضحكة طفل امتلأ بالعالم فجأة
حملت جسدي على قدمي ، و مضيت
أجري باتجاهها
كانت هناك ، حيث الخط الذي تتعانق
فيه الأرض و السماء بمنأى عن أعين
أهل القرية الثرثارين ، وفي كل مرة ،
كانت ( أمي ) توغل بالبعد ، تاركة
قدمي نهباً للجروح ، حتى سقطت خائر الحلم .
اقتباس من قصة قصيرة
المؤلف : هديل الحضيف
كتاب : ظلالهم لا تتبعهم