حقيقة، لا يوجد مفر من أذى الناس، فالوجه العبوس يؤذي والكلمة السيئة التي يطلقها صاحبها لا يلقي لها بالا تؤذي
وكم من قلوب تفتت ومضاجع تأرقت بسبب الأذى
فَلا مناص من الهروب لكن عليك بالتغافل واستحضار الآخرة في قلبك والصبر على الأذى إن لم يكن في مقدورك دفعه أو دفعه كلما استطعت ..
لا تبخس حق قلبك في الدفاع عن نفسه وإن أصبحت وحيدا لا يلازمك ممن اعتدتهم، فالجار له حق على جاره لا يبخس منه شيئا
وأكثر الأذى يكمن في سوء الظن دون تثبت
فيظن فيك هذا وذاك ظنونا ظلما وعدوانا
وفي هذا يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه (من أخلاقنا الاجتماعية) والجماهير دائماً أسرع إلى إساءة الظنّ من إحسانه فلا تصدق كلَّ ما يُقال وإن سمعته من ألف فم حتى تسمعه ممن شاهده بعينه ولا تصدق مَن شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما يشاهد ولا تصدق من تثبت فيما يشاهد حتى تتأكد من براءته وخلُوّه عن الغرض والهوى ولذلك نهانا الله تعالى عن الظن واعتبره إثماً لا يغني من الحق شيئا .. قال الله تعالى في سورة الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾