|
۩۞۩ هبوب القصص والروايات الأدبية ۩۞۩ مجموعة من القصص والروايات الحقيقية والخيالية والأدبية |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
مغاليق العقول-قصه
يحكى أنّ رجلاً خرج يوماً ليعمل في الحقل كما كان يفعل كل يوم ودّع زوجته وأولاده وخرج يحمل فأسه ، لكنّ الرجل الذي أعتاد أن يعود لبيته مع غروب الشمس لم يعد ..!
☚ وعبثاً حاول النّاس أن يعثروا له على طريق ، لكن بعد عشرين عاماً سمعت زوجته طرقات على الباب عرفت منها أنّ حبيبها الغائب قد عاد ، فتحت الباب فوجدت شيخاً يحمل معوله وفي عينيه رأت رجلها الذي غاب عنها عقدين من الزمان ..! ☚ دخل الرجل بيته الذي غاب عنه سنين طويلة ، وألقى بجسده المتعب على أول كرسي أمامه ، جلست زوجته على ركبتيها أمامه ، ووضعت ذراعيها حول عنقه ثم همست في أذنه بصوتها الحنون : ☚ أين كنت يا حبيبي؟ ☚ تنهّد الرجل ، وسالت دمعة من عينه ، ثم قال : ☚ تذكرين يوم خرجت من البيت متوجهاً إلى الحقل كما كنت أفعل كلّ يوم ، في ذلك اليوم رأيت رجلاً واقفاً في الطريق وكأنّه يبحث عن شيء ، أو ينتظر قدوم أحد ، فلما رآني أقترب منّي ، ثمّ همس في أذني تماتم ما فهمت منها شيئاً ..! ☚ فقلت له : ماذا تقول؟! ضحك الرجل ضحكةً عالية ورأيت الشرّ يتطاير من عينيه ، ثمّ قال : هذه تعويذة سحر أسود ألقيت بها في أعماق روحك ، وأنت اليوم عبدٌ لي ما بقيتَ حيّاً ، وإن خالفتَ لي أمراً تخطّفتك مردة الجانّ فمزّقت جسدك وألقت بروحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث تبقى في عذابك ما بقي ملك الجانّ جالساً على عرشه! ☚ ثمّ سار بي الرجل إلى بلادٍ بعيدة ، وأنا أخدمه إذا كان النهار وأحرسه إذا جاء الليل ، فلمّا وصلنا إلى بلده التي جاء منها ، ودخلنا بيته الذي كان أشبه بالقبر ، رأيت رجالاً كثيرين مثلي يخدمون الرجل! ☚ وكان كلّ واحد منهم يحمل في رقبته قلادةً بها مفتاح ، فإذا جاء الليل دخل كلٌّ منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح ثمّ نام ، فصرت أفعل مثلما يفعلون ، فإذا نام القوم جعلت أنظر في المفتاح وأتذكّر وجهك الجميل وأبكي ، ذلك أنّه ليس بيني وبينك إلاّ أن أفتح هذا القفل بالمفتاح الذي معي ثمّ أرحل إليك ! ☚ ولقد رأيت من ظلم ذلك الرجل ما لم يخطر لي على بال ، فهو لا يعرف الرحمة ، ولا يكترث لعذاب البشر ، وكم سمعت من كان معي من الرجال يبكون كالأطفال ، ويرجونه أن يرفع عنهم ما أوقعه عليهم من السحر! ☚ فكان يقول : أقسم بالله أنّي لا أعرف لهذه التعويذة من خلاص ، ولا ينجو أحدكم بروحه إلاّ إذا مات وهو يخدمني وأنا عنه راضي ☚ ولقد كبر الرجل وهرم ، فلمّا مرض وشارف على الموت كنت واقفاً بجانب سريره ، فقلت له : يا سيّدي ، أنت الآن تموت ، ولا نعلم كيف يكون الخلاص من السحر الذي أبتلينا به ! ☚ ضحك الرجل ضحكةً ذكرتني بتلك الضحكة التي سمعتها يوم رأيته أوّل مرة ، ثمّ قال : يا أيّها الأحمق ، أنا لا أعرف شيئاً من السحر ، وما تلك التماتم التي همستها في أذنك إلاّ كذبةٌ أبتدعتها ، لكنّ نفسك الضعيفة جعلتك عبداً لي ، وخوفك من الهلاك جعلت روحك سجينةً في زنزانةٍ أنت تغلقها بيديك ! ☚ وقد أعطاك الله عقلاً كالمفتاح الذي وضعتّه في عنقك ، ولو لا أنّك رضيت لنفسك الذلّ والهوان لفتحت باب السجن الذي كنت تعذّب نفسك به ، وكنت أسمع صوت بكائك أنت وأصحابك في الليل فأعجب من ضعف عقولكم وقلّة حيلتكم! ☚ وهنا أسرعت إلى زنزانتي فألتقطتّ فأسي وعدتّ إلى الرجل أريد أن أقتله فوجدتّه قد فارق الحياة ، ثمّ أخبرتُ الرجال بما جرى فهرعوا إلى جسده فقطّعوه وأحرقوه! ☚ ثمّ جئتكِ راكضاً ، تكاد أرجلي تسبقني ، وأنا أسأل نفسي ، أتنتظرني أم هي الآن قد نسيتني؟! ☚ نظرت زوجته في عينيه ، وقالت : أنا روحي كانت معك في سجنك ، وكنت في ليلي أنظر إلى القمر فيخبرني أنّك تنظر إليه ، ولقد كنت أحسّ بالقيد الذي في يديك ، فأرجوك أن تفتح القفل بالمفتاح ، لكنّ صوت بكائك وبكاء من حولك جعلك لا تسمع صوتي وأنا أهمس لك! ☚ هذا هو الحزن في هذه الدنيا ، سجنٌ نصنعه بأيدينا ، والمفتاح هو الإيمان بالله ، ولو توقّفنا عن الشكوى لفرّج الله ما بنا من ضيق ، ولخرجنا من عالم الظلمة إلى عالم النّور حيث الفرح والرضا والسعادة ☚ الكثير منا يسجن روحه في سجن ما ، قد يكون سجن الخوف أو الحزن أو الطمع أو الكراهية أو عدم الرضا أو اليأس ....إلخ ، كلها سجون تمنعنا من الإستمتاع بالحياة ، بيدك أن تفتح القفل وتحرر نفسك من سجنها |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مغاليق, العقول-قصه |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سجن العقول | الوافي | ۩۞۩ هبوب النزف العام ۩۞۩ | 8 | 07-01-2024 09:27 AM |