منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - الروائي مؤرخاً.. رواية (يا فاطمة الجبل) للدكتور محمد سعيد القشاط (أنموذجا)
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 17-07-2021
نجوى الروح غير متواجد حالياً
Libya     Female
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام وسام 
 
 عضويتي » 4286
 جيت فيذا » Oct 2017
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (10:58 PM)
آبدآعاتي » 41,117
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه » دولتي الحبيبه Libya
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » نجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond repute
اشجع
مَزآجِي  »
sms ~
mms ~
MMS ~
 آوسِمتي »
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام وسام   مجموع الاوسمة: 6

 
افتراضي الروائي مؤرخاً.. رواية (يا فاطمة الجبل) للدكتور محمد سعيد القشاط (أنموذجا)













SIZE=6
]
الروائي مؤرخاً.. رواية فاطمة الجبل)


رواية يا فاطمة الجبل
الكتابةُ صوتُ من لا صوت له، والأدب هو إعادة صياغة الواقع ونقده. والرواية جنسٌ أدبيٌّ له قدرة التعبير عن أي قضية تحدث في رحم المجتمع، وتقديمها في صورتها الحية، مع توظيف كل وسائل الفن الأدبي عند صياغتها.

إن الروائي يحتل اليوم سدرة منتهى المبدعين، لأنه وحده يسبر أغوار الواقع من غير أي حاجز فني أو شكلي، وهو ذاته مبتكر ذلك الصرح السردي الطويل، المكتنز بالأحداث، والشخصيات و(الزمكانات)(1)، ولكن توجد داخل هذا الهيكل العام بنياتٌ عميقةٌ داخلية يبتكرها المبدع، تتعدد فيها الأصوات ويدمج المبدع نفسه في ذات أخرى له( الراوي)، و(المنولوج)، و(الديالوج) وكلها بنيات تتميز بالتكامل، وعند تتبع هذه الأصوات نجد صوتاً يخفت صوت، فالمبدع يخفت صوت الراوي والعكس، والراوي يخفت صوت الشخصية والعكس، وتنطلق الشخصية لتعبر عن نفسها، وتترجم خلجَات نفسها، وفي النهاية نقف على تباين جميع تلك الأصوات، الأيديولوجيات، والتناقضات والقضايا داخل النص، ويأخذنا المبدع بإلحاح شديد للتفكير العميق لتقديم تحليل منطقي محايد، لإبراز تميز تلك الأصوات المتعددة (البوليفونية)(2) التي تميزت بها الرواية العربية الحديثة والمعاصرة(3).

أما الرواية التاريخية فهي اتجاهٌ قصصيٌّ يعبر عن مدى معالقة التاريخ بالفن، وهو الذي يتناول فيه الأديبُ حدثاً تاريخياً يحافظ فيه على أمانة التاريخ. وفي هذه الكتابة نحن بصدد رواية تنتمي إلى الاتجاه الواقعي في السرد حيث تروي أحداثاً تاريخية وقعت فعلياً في مناطق الغرب الليبي وتحديداً في باطن وقمة جبل نفوسة، لا ننسى أننا نسبر أغوار نص كتبه باحثٌ ومؤرخٌ وروائي في ذات الوقت، هو الدكتور محمد سعيد القشاط الذي يتجسد فيه نموذج الكاتب الذي تعمَّد تسجيل تاريخ بلاده، واستطاع أن يستوعب مسألة التلاقح بين التاريخ والفن، ليتناسل مذاق جديد لعمله الروائي الذي بين أيدينا.

أما حين نتمعن في مؤلفاته الشعرية والنثرية نجد أمامنا انعكاساً واضحاً للتاريخ، مثل رؤية (بلزاك) في الواقعية المفرطة لحياة الإنسان، و(ولتر سكوت) في استحضار الماضي وتسجيله، وإجمالاً تظل رواية (فاطمة الجبل) عنواناً مكتظاً بالرموز والدلالات السياسية والتاريخية والاجتماعية، تجسدها شخصية “فاطمة” التي تختزل المجتمع البدوي آنذاك في عاداته وتقاليده وقيمه، كما تختزل أيضاً معاناة الليبيين في غليانهم المكظوم وتشظيهم تحت وطأة الاستعمار البغيض.

ملخص الرواية:
تسجل الرواية أحداثاً وقعت في أوائل القرن التاسع عشر من تاريخ ليبيا الحديث، إبان دخول الاستعمار الايطالي الأراضي الليبية، ويعلن الكاتب صراحة من خلال تصديره في عتبة النص، بأن سنة 1913م هي بداية أحداث قصة روايته الأدبية فتطالعنا الرواية منذ استهلالها مشهد صد قبائل ليبيا للاستعمار، ونتعرف خلالها على شخوصها الحبريّة تتقدمهم فتاة ليبية من قبيلة البدرانة تدعى “فاطمة” وهي الشخصية المحورية والعمود الفقري للرواية. ومن خلال “فاطمة” نلتقي بثلاثة أجيال متعاقبة، جيل الآباء، وجيل الأبناء، وجيل الأحفاد.

“فاطمة” بنت يكتفي الراوي بوصفها فتاةً جميلة كان الكلُّ معجباً بها، ويرغب الزواج منها، ولكن هي تُعجب بشابٍ اسمه “خليفة” من قرية أخرى، وعندما يتقدم لخطبتها يرفض الأب بحجة أنها مخطوبة لابن عمها منذ الطفولة، ومن هذا الموقف تتشابك أحداث الرواية، ولكن “فاطمة” لم تتخلى عن حبها لخليفة حتى أنها وافقت مباشرة عندما أرسل لها مرسولاً يدعوها للهرب معه ولم تترد، بل تمردت على سيادة الأسرة والقبيلة، التي تمثل السلطة الاجتماعية القامعة في كل حين.

وعندما تصل “فاطمة” إلى قرية (الدقى) مع حبيبها “خليفة” يحتفون بها ويقيمون له عرساً، يقدم من خلاله الكاتب صورة تختزل المجتمع البدوي، وقيم مجتمع العصبية في آن (دفع خليفة كل ما طلبه الحداد وزوجته، ومع أن سكان قرية زعرارة لم يحضروا العرس مداراة لخواطر الطيف، إلاّ أن قرية دقى، احتفلت بالعرس، اعتبرته انتصاراً لإرادتها ضد زعراره)(4)، ولكن ردة فعل والد “فاطمة” كانت قاسية جداً حيث طلب ألاَّ يراها أبداً. بعدها نتعرف على شخصية ثالثة هي “مسعود” ونعدها من الشخصيات النامية والمتطورة داخل النص، وهو أتى قرية الدقى طفلاً صغيراً لا نعرف شيئاً عن ماضيه، وظل يشتغل عندهم راعياً للأغنام والأبل. ثم تتقدم أحداث الرواية فنجد أغلب رجال القبيلة ذهبوا للجهاد ضد الغزاة الايطاليين وتحديداً إلى مدن “الأصابعة” و”غريان”، وخاضوا معارك شرسة استشهد فيها الكثيرون منهم، من بينهم “سعد” والد “خليفة”، وعندما علمت زوجته بوفاته لحقت به بعد فترة وجيزة حسرةً على فراقه.

بعد هذه الأحداث التاريخية كما تعرضها الرواية، ومع اقتراب وصول الطليان إلى قبيلة “البدرانة” قرر “خليفة” الرحيل إلى تونس ووافقته زوجته “فاطمة” هذا الرأي وكل أهالي القرية، لأن أغلب مناطق الساحل الغربي والجبل راحلو آنذآك هرباً من بطش قوات الاحتلال الايطالي، ولكن قبل رحيلهم بقليل ينتقل والد “فاطمة” للرفيق الأعلى بينما تنجب هي مولودتها التي تسميها “نجمة”.

ومن خلال سرده الممتع والشيق ينتقل بنا كاتب الرواية للحظات نموذجية تجسدها مشاهد وقت الرحيل، حيث تتجه قرية “زعرارة” إلى مدينة “العجيلات”، أما قافلة قرية “دقى” فقد رحلت باتجاه الغرب وبعد سير طويل وصلت منطقة “الحرابة” حيث اعترضت طريقهم مجموعة من “البساييس” وهم عملاء يعملون لصلح قوات الاحتلال الايطالي، فقاموا بعزل رجال القبيلة عن نسائهم، ثم أمروا الرجال بالتجمع في جهة معينة واضعين أيديهم على رؤوسهم وقادوهم نحو منطقة “العسة”، حتى وصل رجل يسأل عن “فاطمة”، ويقول: أين فاطمة زوجها يريد التحدث إليها، وحين تأتي “فاطمة” لزوجها “خليفة” يقول لها كلمتين فقط هما (يا فاطمة الجبل) كأنها شفرة أو كلمة سر، الأمر الذي جعل “فاطمة” ترجو من “البساييس” بأن يسمحوا لها بالذهاب لقضاء حاجتها، وحينها انطلقت “فاطمة” هاربة كالسهم، فسارت نحو المجهول ليلاً تلهث حافية القدمين في طريق كله أشواك وأفاعي وأحجار، تحمل صغيرتها في حضنها بعد أن غمغمت عليها لكي لا يظهر صوت بكائها.

وأخيراً حين طلع عليها الفجر، وتنفس الصبح في مكان مجهول، وجدت نفسها بقرب نبع ماء عليه رجل يسقى، وحين قصّت عليه قصتها، تحسر على ما حصل للمرحول، وقرر أن يساعدها ويأخذها معه إلى بيته، فرافقته وذهبت معه والحيرة والشك من المجهول تسكن قلبها حتى لحظة وصولهما إلى بيته واستقبلتهما زوجته، وهي لا ترتاح لأمرها، ولكنها قبلت أن تنام في بيتهم تلك الليلة، وفي صباح اليوم التالي أمرت زوجها بأن يأخذ “فاطمة” وابنتها إلى السوق بعد أن أسمعت “فاطمة” كلاماً جارحاً (… نوظي امشي معاه يوصلك لأهلك في السوق كان لقيتي حد.. احنا مش ملجأ)(5)فتذهب “فاطمة” مع الرجلإلى السوق، وأثناء سيرهما في الطريق سألها الرجل هل تعرف أحداً ما في السوق؟ فقالت إنَّ لها ابن عمها عسكري يشتغل مع الطليان يمكث في مدينة زوراه، وقررت تذهب إليه لعله يساعدها في مصيبتها، ولكنه هو الأخر رفض بقائها عنده لأنه يخاف عواقب جنود الاحتلال الايطالي لو علمواً بها وصلهم نبأ التستر عن أحد هارب من قبضتهم.

أمرها قريبها بأن تذهب لمدينة العجيلات لأن جزءاً من قبائل الصيعان مقيمون فيها وهو سيدلها على الطريق بأن تتبع شاطي زوارة حتى تصل شاطي تليل الذي هو مجاور لمدينة العجيلات، فسارت في ليل مظلم والمجهول أمامها، وكل مشاعر الشك والخوف والقلق متضاربة تفعم بقلبها، ومن خلال متعة السرد كنا نحس بأننا كلنا معها ونتبعها ونرى عمق جروح قدميها في ضوء القمر تلاطمها أمواج البحر، وقسوة الحياة، وأخيراً تصل “فاطمة” مدينة “العجيلات” وتلتقي برجل يدعى “علي النطيط”، هو رجل من رجال قريتها وحين قصَّت عليه حكايتها، علمت منه نبأ وفاة أمها.

وبعد عدة أيام تعود “فاطمة” مع “علي النطيط” وزوجته إلى قريتها في جبل “البدرانة” وتعمر غارها من جديد، وبعد أيام قليلة عاد (مسعود) راعي الغنم وكان الرجل الوحيد الذي نجا من تلك القافلة، وتعلم “فاطمة” بأن زوجها “خليفة” قتل على يد “البساييس”، وبعد فترة قصيرة يطلب “مسعود” من “فاطمة” الزاوج به فوافقت، وعاشا معاً في القرية يزرعون أرضهم ويرزقهم الله بالكثير من الخيرات وتنجب منه طفلين، الأول تسميه “خليفة” والثاني “إلطيف”، وهنا نلتقي بجيل ثالث تسجله الرواية التاريخية ضمن أحداثها وشخصياتها، وعندما يبلغوا مرحلة الشباب يجندهم الاحتلال الايطالي لصالحه ويرسلهم على متن باخرة للحرب، ولكن الباخرة تتعرض لقصف طائرات الانجليز وتغرق ولم ينجى منها إلاّ 12 شاباً من قبائل الصيعان، بينما قتل البقية في الحرب بمن فيهم “إلطيف” وعلى إثر ذلك تقرر “فاطمة” الذهاب للأراضي المقدسة لتأدية فريضة الحج برفقة زوجها وابنها على متن باخرة لنقل الحجيج، لتجد أمامها مفاجأة تصادفها على ظهر هذه الباخرة حيث “مسعود” بأمه ومن خلال هذا اللقاء نتعرف على جذوره العائلية فنكتشف أنه من قبيلة القديرات في بئر الغنم، فرَّ صغيراً لأنه قتل جندياً إيطالياً أهانه، وتعدى عليه، ويصل الحجيج بسلام إلى الأراضي المقدسة ولكن أثناء تأدية الفرائض الدينية تنتهي رحلة الحياة عند “مسعود” وينتقل إلى رحمة الله ويدفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة الشريفة.

ونتتبع محطات التاريخ وتراكم الزمن السردي داخل النص الروائي في (يا فاطمة الجبل) للدكتور محمد سعيد القشاط حتى تدخل ليبيا حقبة جديدة ويظهر جيل جديد في تاريخها الحديث. هكذا هى النظرة الفلسفية للرواية التي تتأسس على احتضار جيل ومعتقدات، وولادة جيل جديد آخر، ودخول ليبيا مرحلة سياسية فيها طموحات وآمال جيل تالي تكونت فيه أحزاب سياسية ونالت ليبيا استقلالها سنة 1951م، وتستمر رحلة الحياة العمرية مع “فاطمة” على الصعيد الشخصي لتلامس سن الشيخوخة لتشهد إنجاب زوجة ابنها “خليفة” أربعة أطفال فتروي لهم قصتها وماذا فعل الاحتلال الايطالي بها وبأهلها، وعلى الصعيد الوطني العام تتغير ملامح الحياة مع الزمن، وأصبحت ليبيا دولة مستقلة تم بها إنشاء العديد من المدراس، وغيرها من التطورات العصرية على الأصعدة كافة. أما بالنسبة لرواية (يا فاطمة الجبل) فإن الكاتب يقدم لنا مشهد احتضار بطلة روايته “فاطمة” فيغرقنا في أجواءه الحزينة ويجعلنا نودعها بكل أسى وحزن، كأننا كنا نعيش معها داخل النص، عندما يرجع بنا المبدع ليقلب صفحات التاريخ القريب والبعيد، وعبر هذا البناء الفني السردي من خلال شخصية نموذجية منقطعة النظير، وكذلك حين يلمح الكاتب بأسلوب رمزي غير مباشر إلى أن الاجيال اللاحقة نسيت، بكل أسف، نضال الأجداد وتضحياتهم من أجل تحرر الوطن ومقاومتهم الاحتلال والاستعمار، وكأنه يرسم لنا ملامح الحاضر المعاش بكل ما يعانيه من جحود ونكران. وينتهي نص الرواية بفن الاسترجاع حين يسرد الراوي قصة “إلطيف” الذي كان يسمع القصص من جدته ويتوعد الاستعمار كنوع من استباق للزمن، ويتحقق حلمه بأنه كان أحد أبناء الوطن الذين وقفوا في نهاية ستينيات القرن الماضي في وجه الاستعمار وطرد قواعده التي كانت على أرض الوطن.


الروائي مؤرخاً.. رواية فاطمة الجبل)









كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب






رد مع اقتباس