منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - لبيك اللهم لبيك
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-2021   #6



الوافي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (11:30 PM)
 المشاركات : 55,762 [ + ]
 التقييم :  87581
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
يقولون من يرفع راسه فوق تنكسر رقبته
وأنا أبي أرفع رآسي فوق وأشوف منهو كفو يكسرهـ
تراني أنتظركـ ..
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



محتويات الصفحة:

- المبحث الأوَّل: سُنَنُ السَّعيِ.- المطلب الأوَّل: الصُّعودُ على الصَّفا والمروةِ والدُّعاءُ والذِّكْرُ عليهما وبينهما.- المطلب الثَّاني: السَّعيُ الشَّديدُ بين العلامتينِ الخَضْراوينِ.- فرع: هل على النِّساءِ هَرولةٌ في السَّعي؟.- المبحث الثاني: حكمُ السَّعيِ بين الصَّفا والمروة راكبًا.- المطلب الأوَّل: السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا لعُذْرٍ.- المطلب الثَّاني: السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا من غيرِ عُذْرٍ.

المبحث الأوَّل: سُنَنُ السَّعيِ

المطلب الأوَّل: الصُّعودُ على الصَّفا والمروةِ والدُّعاءُ والذِّكْرُ عليهما وبينهما

يُشْرَعُ إذا دنا مِنَ الصَّفا أن يقرأَ قَوْلَه تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ (1) [البقرة: 158]، ويقول: ((أبدأُ بما بدأَ الله به)) (2) ، ويقتصِرُ في قوله هذا على الصَّفا في المرَّةِ الأولى فقط، ويرتقي على الصَّفا حتى يرى الكعبةَ (3) ويستقبِلها، ويُكَبِّر ثلاثًا (4) : اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، ويقول: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، له المُلْك وله الحَمْدُ (5) ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه (6) ، أنجَزَ وَعْدَه، ونصَرَ عَبْدَه، وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَه. ثم يدعو بما تيسَّرَ، رافعًا يديه، ويُكَرِّر ذلك (ثلاثَ مرَّاتٍ) (7) ، ويقول ويفعل على المَروةِ كما قال، وفَعَلَ على الصَّفا، في الأشواطِ السبعة، ما عدا قراءةَ الآيةِ، وقولَه (أبدأُ بما بدأَ اللهُ به).

ويُكْثِرُ مِنَ الدُّعاءِ والذِّكْرِ في سَعْيِه، ومن ذلك: ربِّ اغِفْرِ وارحَمْ؛ إنَّك أنت الأعزُّ الأكرمُ (8) .

الأدِلَّة:

أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ

1- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنه قال في صِفَةِ حجَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثمَّ خرج مِنَ البابِ إلى الصَّفا، فلمَّا دنا مِنَ الصَّفا قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة: 158] أبدأُ بما بدأ اللهُ به. فبدأ بالصَّفا فرَقِيَ عليه، حتى رأى البيتَ، فاستقبل القبلةَ، فوحَّد اللهَ وكبَّره، وقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، له المُلْك وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده، أنجَزَ وَعْدَه، ونَصَر عبْدَه، وهزَمَ الأحزابَ وَحْدَه، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثم نزل إلى المروةِ حتى إذا انصبَّت قَدَماه (9) في بطنِ الوادي سعى حتى إذا صَعِدَتَا (10) ، مشى حتى أتى المروةَ ففَعَلَ على المروةِ كما فَعَلَ على الصَّفا (11) )) (12) .

ثانيًا: مِنَ الآثارِ

1- عن مسروقٍ أنَّ ابنَ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه لَمَّا هَبَطَ إلى الوادي سعى، فقال: ((اللهمَّ اغفِرْ وارحَمْ، وأنت الأعَزُّ الأكرَمُ)) (13) .

2- وكان ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما يدعو فيقول: ((اللهمَّ إنَّك قلتَ: ادعوني أستجِبْ لكم، وإنَّك لا تُخْلِفُ الميعادَ، وإني أسألُكَ كما هَدَيْتَني للإسلامِ ألَّا تَنْزِعَه منِّي، حتى تتوفَّاني وأنا مُسْلِمٌ)) (14) .

المطلب الثَّاني: السَّعيُ الشَّديدُ بين العلامتينِ الخَضْراوينِ

يُسَنُّ المشيُ بين الصَّفا والمروةِ إلَّا ما كان بين العلامتينِ الخَضْراوينِ (15) ، فإنَّه يُسَنُّ للرِّجالِ السَّعيُ الشَّديدُ بينهما (16) ، وذلك في الأشواطِ السَّبْعةِ (17) .

الأدِلَّة:

أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ

1- ((عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يسعى بطنَ المَسيلِ (18) إذا طاف بين الصَّفا والمروةِ)) (19) .

2- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((... حتى إذا انصَبَّتْ قَدَماه (20) في بطْنِ الوادي سعى حتَّى إذا صَعِدَتا (21) مشى)) (22) .

ثانيًا: مِنَ الإجماعِ

نقل الإجماعَ على استحبابِه ابنُ عَبْدِ البَرِّ (23) والنوويُّ (24) .

فرع: هل على النِّساءِ هَرولةٌ في السَّعي؟

ليسَ على النِّساءِ هرولةٌ في السَّعيِ.

الدَّليلُ مِنَ الإجماعِ:

نقلَ الإجماعَ على ذلك ابنُ المنْذر (25) ، وابنُ عبد البر (26) ، وابنُ بطَّال (27) .

المبحث الثاني: حكمُ السَّعيِ بين الصَّفا والمروة راكبًا

المطلب الأوَّل: السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا لعُذْرٍ

يجوز السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا إذا كان بعُذْرٍ.

الأدِلَّة:

أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ

1- عن جابرِ بنِ عبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((طاف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على راحِلَتِه بالبيت وبالصَّفا والمروةِ؛ لِيَراه النَّاسُ ولِيُشْرِفَ ولِيَسْألوه؛ فإنَّ النَّاسَ غَشُوه)) (28) .

2- عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((شكوتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنِّي أشتَكي، فقال: طُوفِي مِن وراءِ النَّاسِ وأنتِ راكبةٌ)) (29) .

وَجْهُ الدَّلالةِ:

أنَّ فيه دليلًا على أنَّه يجوزُ الرُّكوبُ عند العَجْزِ (30) ، والسَّعيُ كالطَّوافِ (31) .

ثانيًا: مِنَ الإجماعِ

نقلَ الإجماعَ على ذلك ابْنُ عَبْدِ البَرِّ (32) وابنُ القَيِّم (33) .

المطلب الثَّاني: السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا من غيرِ عُذْرٍ

اختلف أهْلُ العِلْمِ في حُكْمِ السَّعي بين الصَّفا والمروةِ راكبًا مِن غيرِ عُذْرٍ على قولينِ:

القول الأوّل: يجوز السَّعيُ بين الصَّفا والمروةِ راكبًا مِن غيرِ عُذْرٍ، ولا شيءَ عليه، وهذا مذهبُ الشَّافعيَّة (34) ، وهو قولُ طائفةٍ مِنَ السَّلَفِ (35) ، واختاره ابْنُ حَزْمٍ (36) ، وابنُ قُدامة (37) ، والشنقيطيُّ (38) ، وابنُ باز (39) .

الأدِلَّة:

أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ

عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَثُرَ عليه النَّاسُ يقولون: هذا محمَّدٌ، هذا محمَّدٌ. حتى خرج العواتِقُ مِنَ البيوت، وكان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُضْرَبُ النَّاسُ بين يَدَيْه، فلمَّا كَثُرَ عليه رَكِبَ، والمشيُ والسَّعيُ أفضَلُ)) (40) .

وَجْهُ الدَّلالةِ:

أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طاف راكبًا، وسعى راكبًا، وهو صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يفعَلُ إلَّا ما يَسُوغُ فِعْلُه (41) .

ثانيًا: أنَّ الله تعالى أمَرَ بالسَّعْيِ مطلقًا، فكيفما أتى به أجْزَأَه، ولا يجوز تقييدُ المُطْلَق بغيرِ دليلٍ (42) .

القول الثاني: لا يجوز السَّعيُ راكبًا مِن غيرِ عُذرٍ، وهذا مَذهَبُ الجُمْهورِ مِنَ الحَنَفيَّة (43) ، والمالِكيَّة (44) ، والحَنابِلة (45) .

وذلك للآتي:

أوَّلًا: أنَّ السَّعيَ بين الصَّفا والمروةِ فَرْضٌ، فالقياسُ أن يجِبَ المشيُ فيه إلَّا لعذرٍ (46) .

ثانيًا: أنَّه لا دليلَ على جوازِ السَّعي راكبًا، وما ورد عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإنَّما كان لعُذرٍ فلا يُلحَقُ به مَن لا عُذْرَ له (47) .


 

رد مع اقتباس