منتديات هبوب الجنوب

منتديات هبوب الجنوب (http://www.h-aljnoop.com/vb/index.php)
-   ۩۞۩ هبوب النزف العام ۩۞۩ (http://www.h-aljnoop.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   في باب الحقد. (http://www.h-aljnoop.com/vb/showthread.php?t=45601)

نجوى الروح 15-09-2021 06:05 AM

في باب الحقد.
 












https://mrkzgulfup.com/uploads/163167167825677.png أول ذنب ارتكبه الإنسان على وجه الأرض كان دافعه الحقد، حيث
قتل قابيل هابيل في أول جريمة
كانت بين الإخوة. والأخوة هي ذاك
الرابط المقدس الذي يصل روحين
أو أكثر ببعضهما البعض، وهذا يعني
أن كل شيء ممكن الحدوث، فلا تستبعد
غدر أحدهم، ولا تأمن مكره.

الجريمة هي نتيجة الحقد الذي
استقر في قلب قابيل، والحقد شعور
مخيف للغاية، يقوم بتغذية الإنسان،
يملؤه كله، ولكنه كالنار كلما أحرقت
شيئا ازدادت ضراوة واشتعالا، لا تشبع
أبدا من نفسها، ولكنها لا تُخمد
إلا بعد أن تخور قواها وتنفد، أو يطفئها
أحد من الخارج.
https://mrkzgulfup.com/uploads/163167167825677.png
وإن لم يتم تهدئة الغضب يتحول
إلى حقد دائم. وهو من أكثر الشرور
الظاهرة أو الباطنة، ودائما ما أقلقني
الحقد الذي في قلب الإنسان.
بينما تتشكل الكائنات في كل لحظة،
وبينما تتغير الأحوال لحظة بلحظة،
ينشغل الحقد بإشعال النيران، لا يتوقف أبدا.

أين بدأ أول حقد وأين نبتت أول بذور له؟
بدأ الحقد في السماء الدنيا بتمرد
إبليس وكِبَره، ذلك الكبر أمام آدم
عليه السلام، وقد تحول هذا الشعور
إلى حسرة، والشيطان قد أقسم أن
يجعل آدم يحيد عن طريقه، طريق
الحق والإيمان.
https://mrkzgulfup.com/uploads/163167167825677.png
حقد الشيطان لا ينتهي ولا ينفد،
فقد استمر بكبره وجبروته منذ زمن
آدم وصولا إلى سلالته كلها، ورغم
معرفته بحقيقة أمر الله عز وجل
الملائكة بالسجود لآدم، فإنه رفض
الانصياع بسبب سوء فهمه وكبر
نفسه، فقد ظن أن عنصر المخلوقية
-أي أصل كل مخلوق سواء أكان من
نور أو طين أو نار- هو الذي يعطي
التمايز والأفضلية. ومن كبره أيضًا
أنه غفل عن علم الله الواسع،
وقدرته وحكمته، فقد أطاعت الملائكة
من دون سؤال لأن الكبر لم يغيّب
عقولهم، ثم يأتيه العقاب الإلهي
بالطرد من الجنة واللعنة إلى يوم
القيامة في قوله سبحانه
"قَال فاخرج منها فإنّك رجيمٌ وإنّ
عليكَ اللعنة إلى يوم الدين"، وفي
هذه الآية يظهر أن الحقد مستمر
طالما بقي الحاقد على قيد الحياة
"قال ربِّ فَأَنْظرْني إلى يوم يُبعثون
قال فإنّكَ من الْمُنْظرِين إلى يوم
الوقت المعلوم". وكذلك يظهر في
جشع إبليس بوعده بإغواء ذرية آدم
كلهم من وُلد ومن لم يولد بعد. إذن
فكل مغامرات هذه الدنيا بدأت بالحقد
ولا تزال مستمرة معه.

هناك شيء لا يستطيع الحقود رؤيته،
وهو أن الحقد يقتله وينهيه،
فالحقد حين يستقر في القلب لا يترك
فيه مكانا لأي شعور جميل، فكما
تأكل النار الحطب يأكل الحقد صاحبه،
وهو كالحسد، وكما قال النبي
صلى الله عليه وسلم "إياكم والحسد؛
فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل
النار الحطب".

إذن فالحسد والحقد والغيرة؛ أمور
متعلقة ببعضها البعض، لتتشكل
وتتحجر من أجل الحقد، فالحسد هو
الشعور الذي يظهر عند رؤيتك
لشيء ليس لك، أو عندما يحل بك
شيء ما (مشكلة، أو مصيبة)، فتوجه
الغضب والمسؤولية للآخرين، وأما
الحقد فيتم توجيهه بشعور الظلم هذا.
https://mrkzgulfup.com/uploads/163167167825677.png
والإنسان كائن معقد جدا، وهناك
طائفة من البشر تعادي الفضيلة
والخير بوضوح تام، ولطالما فكرتُ
بالكيفية التي يفكر بها هؤلاء؛
فأدركتُ أن الحسد مقابل الحقد. إن
كل إنسان يحمل نواتها في فطرته،
فمثلا؛ عدم الرضا عن حياتك والحسرات
على ما فاتتك من أمور لم تُكتب لك
من البداية، أو أمور ضيعتها أنت
بنفسك، وعدم الامتنان والرضا بالحق
والحال والنصيب؛ هي بذور الحسد
في الأساس.

هذه النواة أصل كل شيء، وإنها
تحول الحقد إلى شر، وهي المرحلة
الثانية حيث كل شيء يبدأ بالسؤال،
فيسأل الحاسد "لماذا لديه وليس لدي؟
أو طالما أنه ليس لدي أو ليس لي،
فلا يجب أن يكون له"، إنه لا يستطيع
تحمل رؤية النعمة على أحد.

حتى لو غار الإنسان، فإن لحظة
واحدة من هذه الغيرة قد تجعله
يرغب بمثل ما عند الآخرين لنفسه،
وهذا ما يسمى "الغِبطة"، فيقول
"لديه فليكن لديّ أيضا"، ولكن الأجمل
قوله "لديَّ، فليكن لديه أيضا"، هكذا
يفكر كُرماء النفوس وأصحاؤها.

ألا يوجد طريقة لمجابهة الحسد والحقد؟
بالطبع يُوجد، انظر في الآية
متأملا "قال ربّ بما أَغويتَني لأُزيّننّ
لهم في الأرضِ ولأُغْوينَّهم أجمعينَ،
إلاّ عبادك منهم المُخلَصِينَ، قال هذا
صراطٌ عَليّ مستقيمٌ، إنّ عبادي ليس
لك عليهم سُلطانٌ إلاّ من اتّبعك منَ الغاوين".

ألا ترى أن الله -سبحانه وتعالى- يقول
إنه لا سلطان للشيطان على الإنسان،
إلا إذا اتبعه بإرادته الحرة، إن الله أرحم
وأعدل من أن يضعنا في اختبار
طويل وليس بالسهل أو اليسير
أمام شيطان رجيم، فكما أسلفنا سابقًا
عن نواة الحقد، فإنه ببيدك أن تغذيها
لتخنقك يوما ما، أو تطفئها إذا اشتعلت.

أما عن الحسد، فإنك لو واجهت
الحاسد بفعلته، فسيكون عدلًا،
أما إن تصرفت بلطف وجعلته شيئًا
عاديًا، فهي فضيلة، ولكن الإنسان
في العادة يعانق شعور المواجهة
بالمثل، يريد أن يرد على كل إساءة
قدمت له، وهذا يسمى الظلم، وكيف
تظن أن المظلوم يتحول إلى ظالم؟!

يُقال إن الزمن كفيل بتحسين كل
شيء، فهل الوقت قادر على أن يرقق
قلب من يحمل الحقد بداخله؟!
https://mrkzgulfup.com/uploads/163167167825677.png
الحقد نار تنطفئ بالنصر فقط،
ولا يعلم الحاقد أن ما يظنه نصرًا
هو هزيمة أبدية.

أما عن المرحلة الثالثة من الحقد،
لنقل "ليحفظنا الله"؛ ففي هذه المرحلة
ينتقل الحقد ويخرج من القلب إلى اليد،
كما فعل قابيل بهابيل، فتطورت
الأحداث للقتل والجرائم العمد، وبعد
انتهاء كل شيء تبقى الحسرة
والندامة كشمع أحمر مختوم على
قلب الحاقد، وحين تنقشع الظلمة
عن العقل، ويريد العودة ليستقر مكانه،
لا يجد سوى الخراب بداخله، أو الفراغ
الذي يحتاج لملئه.

إن لم يطفئ الإنسان نار الحقد التي
بداخله سيتحول إلى رماد، وستشتعل
النار التي في داخله باستمرار، وكلما
تجمع ذلك في القلب، فإن خيوط نار
البغض ستلتف بالقلب، ويتحول إلى
غطاء قاس، واسم ذلك الغطاء "الحقد".
وقديما قالوا "التمسك بالحقد هو
عبث لا طائل من ورائه"، وإن حقدتَ
فسينزف قلبك بماء أسود قاتم، ويهاجم
عروقك ليجري بها، وليتحكم الظلام
بكل روحك وبدنك. لقد سببت نار
الحقد الكثير من الفتن، وحرقت الكثير
من الأرواح وأفنتها، وأهلكت أناسًا
وهدمت بيوتا.

لا يمكننا أن نطفئ النار بالنار، ولهذا
اترك الحقد، ولا تتمسك بالغضب
والانتقام، بل بالحق والفضيلة. وكلما
حقد القلب ستجد نفسك تحقد على
الوجود بأكمله، وستبقى وحيدًا
في النهاية، كشجرة كبيرة احترقت
بعود كبريت واحد وأصبحت رمادًا.
وكلما تمسك الحاقد بالحقد، تمسّك
أنت بالحق، وستفهم حينها ماذا
ستكون نهاية طريقك، وإلى أين
ستكون وجهتك.
https://mrkzgulfup.com/uploads/163167167825677.png



https://img.elwlid.com/imgcache/666109.gif












فتى الجنوب 15-09-2021 09:28 AM

يعطيك العافيه على الطرح
المخملي والموضوع المثمر انتظر
القادم من طروحاتك بكل شوق

العذوب 15-09-2021 05:25 PM


https://img1.liveinternet.ru/images/...1161_razd6.png


الروح القذرة المليئة بالحسد والحقد والكراهية
لن تلد الا العداوة
فجميع الاديان السماوية تنادي بالتسامح
بما في ذلك التسامح الديني الاسلامي
البشر ملزمون باحترام بعضهم البعض والابتعاد
عن جو العداء الذي يمكن ان يدمر الانسانية
مااجمل الصدر السليم الذي لا غش فيه ولا غل
ولا حقد فيه ولا حسد ولا ضغينة فيه ولا كراهية
ولا بغضاء فيه لاحد من البشر اسلمي موضوع قمة
في الرووعه
باااارك الله فيك وفي جلبك وطرحك الطيب
سلمت الايااادي على رووعة ما جلب وطرح
لاتحرمينااا عطائك الراااقي دمتي وتحيتي لك
اشكرك وبانتظااار جديدك تقديري كوني بخير


https://img1.liveinternet.ru/images/...1161_razd6.png




















































































كايد الجرح 15-09-2021 08:31 PM

موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم

الوافي 18-09-2021 12:39 AM

طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة

نجوى الروح 05-11-2021 06:44 AM

لكم جميعًا وافر الشكر
على التواجد و الرد

تحياتي

زهرة ايلول 05-11-2021 06:25 PM

طرح مميز

خالص شكري وتقديري ..

نجوى الروح 23-11-2021 10:16 PM

كل الشكر و التقدير على جمال الحضور و الرد

تحياتي

قطر الندى 24-11-2021 01:52 AM

طرح ثري بما حوى
وبما حمل من فائدة وقيمة
سلمت يداك على جلبك القيم
واتحافك واثراءك
دمت ودامت روعة حضورك
لك تقديري وتحياتي

نجوى الروح 05-01-2022 02:01 AM

شكرًا جزيلًا على جميل التواجد و الرد

تحياتي


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas

تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant