(أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير - الصفحة 2 - منتديات هبوب الجنوب

العودة   منتديات هبوب الجنوب > الاقسام الأدبية والثقافية > ۩۞۩ هبوب القصص والروايات الأدبية ۩۞۩

الملاحظات

۩۞۩ هبوب القصص والروايات الأدبية ۩۞۩ مجموعة من القصص والروايات الحقيقية والخيالية والأدبية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-2014   #11


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(11)
ومات الحلم



أيام أكثر بطئا وأشد مرارة مرت علىّ .. لقد كان داخلى بعض من أمل أن يتحسن الحال وتعود المكتبة العتيقة للحياة وترى الكتب نور الشمس من جديد .. والآن كل شىء مصيره إلى المجهول .. ترى ماذا فعل ذو القلب الصخرى بكتبى الحبيبة؟ .. لو كنت أملك لكنت اشتريتها جميعا وخزنتها فى غرفتى حتى ولو لم يعد لى مكان فيها بعدها .. لكم يؤلمنى فراقها .. لا أدرى كم بكيت حتى تورمت عيناى

نظرت للمرآة وأنا امسح دموعى بأطراف أناملى .. لا أدرى لم رنت كلمته فى رأسى ( مدام) .. لماذا نادانى بها .. هل أبدو مدام حقا .. ولكن كيف هو شكل ( المدامات) اللاتى بت أشبههن

بدأت فى البحث عن كل مدام مرت بذاكرتى وأتفحص ملامحها بعين خيالى وأقارنها بتلك القابعة فى مرآتى

بحثت عن آثار قد تكون تركتها أعوامى الثلاثون على ملامحى دون أن ألحظها .. حتى أننى فتشت عن تجعيدة ما تزحف على وجهى أو ربما شعرة بيضاء مندسة بين خصلاتى

لابد أننى جننت حتما

تبا لك يا خالد

خالد .. كيف حفظت اسمه بتلك السرعة .. تذكرته وهو واقف أمامى بقامته المتناسقة وشعره الأسود وبشرته الخمرية .. يبدو أنه يصغرنى بعدة أعوام .. ما شأنى أنا بكل هذا؟ .. ترى ما الذى ينوى فعله بالمكتبة .. فمساحتها لا بأس بها .. وكم من مرة حاول صاحب محل الملابس الجاهزة الذى تعمل به سوما أن يعرض على عم حامد العرض تلو الآخر حتى يبيعه المكتبة ليحولها لمحل جديد .. ربما سيتمكن من إقناع الوريث الجاحد بذلك .. ليحتل القماش مكان الورق .. ويحل الكساء محل غذاء العقل .. تخيلته وقد افتتح المحل الجديد وصوت الصخب المزعج الذى لا يتوقف فى محله يدوى ليعصف بهدوء الحى

ضغطت بكفىّ على أذنى لأحميها من ضجيج وهمى لا يوجد سوى فى رأسى

لا .. هذا لن يحدث أبدا .. ولكن ما الذى بيدى فعله؟

- شفتى يا أبلة أحلام

خبر جديد من وكالة الأنباء المحلية فى بيتنا

- خير يا رويتر
- مين روتر ده؟!
- ده واحد صاحبنا شبهكِ كده
- آه
- خير فيه ايه؟
- المكتبة

سألتها بتوجس
- مالها تانى؟

اتسعت عيناها فى انبهار وحركت يديها فى كل الاتجاهات وهى تقول

- بقت حاجة تانية .. بيصلحوا فيها وبيلونوها بألوان حلوة وركبوا بلاط بيلمع .. بقت حلوة أوى يا أبلة

قلت من بين أسنانى
- عملتها يا خالد
- بتقولى حاجة يا أبلة؟
- لا يا حبيبتى روحى انتِ دلوقتى ولو شفتيهم حطوا المانيكانات ماتجيش تقوليلى

- مين المكنيكانات ده؟!

وبصرخة كينج كونج
- امشى من وشى

اختفت من أمامى فورا وعدت أجز على أسنانى وأهتف بحنق
- منك لله يا خالد




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #12


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(12)
أشياء تحدث


تفاديت فى الأيام الماضية أن أمر بالمكتبة حتى لا يقتلنى الحزن عليها .. وكنت أزور أرملة عم حامد من حين لآخر فقد جلب الحزن المرض لجسدها النحيل .. كانت تنسحب ببطء من الحياة وتتمنى اللحاق بشريك العمر .. لم يعد هنالك ما تتمسك به لتعود للحياة وقد أخفيت عنها ما فعله ابن الأخ العائد بحلم الراحل الطيب

فى إحدى المرات بعدما أنهيت زيارتى لها وما أن خرجت من باب البيت حتى اصطدمت به .. توقفت للحظات انظر له ببلاهة .. كيف نسيت أنه قريبها وقد يزورها أحيانا .. منحته نظرة قادرة على شطره نصفين قبل أن أشيح بوجهى عنه وتتوجه خطواتى نحو الدرج

- يا آنسة

توقفت دون أن ألتفت له

- هو حضرتك متضايقة منى ليه؟

التفت له ببطء وأثر بلاهة سؤاله على وجهى .. نظر لى بحيرة وحاول أن يقول شيئا ما لكن يبدو أن النظرة التى ارتسمت فى عينى أصابته بالبكم .. التفت وأكملت طريقى وتركته يحدق فى الفراغ

كم كنت أتمنى لو كيلت له الكلمات ليعرف فداحة ما فعل .. ولكن احتراما لصلة القربى بينه وبين عم حامد منعنى من ذلك

كنت غارقة فى أفكارى حين قطعها صوت آخر شخص أحتمل رؤيته الآن

- أحلااااااام

التفت لها بغيظ .. لا داع أبدا أن يسمعها الحى كله وهى تنادينى كما لو كنت فى مجرة أخرى .. ابتلعت غيظى وقلت بابتسامة صفراء

- أهلا سوما

انقضت علىّ بوابل من القبلات الحارة تركت آثارها الحمراء على وجهى من جراء طلاء شفاها الدموى وهى تقول

- وحشتينى يا أحلام .. كده تغيبى عننا المدة دى كلها

مسحت ما باستطاعتى من آثار العدوان وأنا أجيب

- معلش بقى ظروف انتِ عارفة

قالت وهى تلوك اللادن وترسم نظرة إشفاق فى عينيها

- آه والله زعلت أوى على عم حامد الله يرحمه

- الله يرحمه عن إذنك يا سوما

أمسكت بى قبل أن تهتف
- استنى مش تعرفى الأخبار الجديدة

- لا الأخبار عندى من زمان مبروك عليكوا المحل الجديد

نظرت لى بدهشة وقالت

- محل جديد!

- ايه معندكيش خبر

شردت بعينيها وهى تقول

- أبدا .. مين قالك إن فيه محل جديد

نظرت لها بعدم استيعاب وأنا أقول

- أمال مين اللى اشترى المكتبة وبيجددها؟

قالت لى بأسلوب الواثق من معلوماته
- مين قالك انها اتباعت .. اللى أعرفه انها زى ما هى

- انتِ متأكدة ؟!

شمخت بأنفها بثقة وهى تقول
- مش عيب السؤال ده .. ده أنا سوما

تركتها والذهول يعترينى ووجدتنى أقف هناك أمام المكتبة .. فعلا لقد اختلفت كثيرا .. تم تجديدها بالكامل .. لكن لم أتبين بعد ما الذى ستكون عليه بعد ذلك .. لا يهم .. قد لا يكون باعها لصاحب محل الملابس .. ربما باعها لآخر .. أو ربما يريد هو تغيير نشاطها لآخر أكثر ربحا .. ربما مقهى انترنت اعلم انه مشروع مربح هذه الأيام .. ربما صالون حلاقة .. لكن لم أجد أى مرايا هناك .. لابد أنه (سوبر ماركت) خاصة مع كل الأرفف الموضوعة هناك
فى كل الأحوال لن تعود المكتبة أبدا لسابق عهدها

وفى كل الأحوال أيضا

منك لله يا خالد




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #13


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(13)
ع


لا أدرى لماذا يطاردنى بهذا الإصرار .. كأن لم يعد على وجه البسيطة غيرى .. أريده أن يختفى من الحياة .. أريد أن أمحوه من الأبجدية كلها

ما هو؟

حرف الـــ (ع) طبعا

لم تلك النظرة .. قل لكم لم أجن بعد

حرف الــ (ع) المبجل بعدما منحنى لقب عمرى (عانس)

جاء وأهدانى هديته التالية (عاطلة)

أصبحت ( ع x 2 )

عانس وعاطلة عن العمل أيضا .. ترى ماذا سينتوى أن يهبنى بعد ذلك .. اعتصرت ذهنى بحثا عن كل مفردة تبدأ بالحرف اللدود حتى توقفت عند الكلمة الوحيدة التى بخل بها علىّ حتى الآن

(عريس)

لماذا تتغاضى عنها إذن؟ .. ألست أنت من بدأ حروفها .. أم لعلك تنتقى من كلماتك ما يزيد آلامى لتقذف به فى وجهى وتلصقه بى دون ذنب

أنا أكرهك أيها الــ (ع)
لم أعرف أننى كنت أقولها بنبرة عالية دفعت زوجين من العيون إلى التحديق بى فى توجس

نظرت لأمى ومى نظرة أجبرتهما على تصنع الانشغال عنى والهرب فورا من أمامى

يا للسمعة الشنيعة التى ستطاردنى من الآن فصاعدا

لا يستبعد أبدا أن أحصل على لقب جديد

(عبيطة)

هل أصبحت الآن ( ع x 3 )؟

ألم أقل لك أننى أكرهك أيها الـــ (ع)

تناهى إلىّ صوت أمى بعد صرختى الثانية وهى تتمتم

- عليه العوض

(عوض .. ع تانى .. لااااااااا .. كفااااااااااية .. حرااااااااااااااااام)




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #14


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(14)
مفاجأة


تغيرت كثيرا تلك الفترة .. لست على ما يرام .. أصبح كل من فى البيت جميعا يتجنبونى ويتحاشون الاحتكاك بى .. لقد أصبحت عصبية جدا
(عصبية) .. من لا يؤمن بنظرية المؤامرة هل يجد لى تفسير لهذا الحرف العشرى الذى لا يفارقنى
عشرى !! رحماك يا رب
- أ أ أبلة .. أ أحلام


قالتها مى وهى تأخذ ساتر خلف المقعد
وبنبرة نافذة الصبر
- اممممممممممم
سمعت دقات قلبها تدوى وهى تقول
- فيه تليفون عشانك يا أبلة
واختفت فورا من أمامى قبل أن أقذفها بالمزهرية رغم أننى لم أكن أنوى ذلك مطلقا
اتجهت نحو الهاتف وبنبرة تجمد الدماء فى العروق
- نعم
- مساء الخير
أجابنى الصوت الرجالى الغريب
- مين حضرتك؟
- أنا خالد
(خالد .. هل سمعت هذا الاسم من قبل؟)
- خالد مين؟
- خالد صاحب المكتبة


عادت لى الذاكرة دفعة واحدة وأيقظت الذكرى النمرة الحبيسة داخلى لتنشب مخالبها فى وجه هذا الجاحد صرخت فيه بحنق
- صاحب المكتبة راح خلاص .. ما تنسبهاش لنفسك
- يا آنسة ....
- انت بتتصل ليه دلوقتى ؟
- أنا .....
- وجبت رقم تليفونى منين؟
- الرقم .........
- ومين سمحلك تتكلم معايا أصلا؟
- يا آنسة اهدى شوية عشان أفهمك
- تفهمنى ايه
- أنا عايزك فى شغل
شغل؟
- أيوة
- آه .. ده فى نت الكافيه
- نت كافيه ايه؟
- آه يبقى صالون الحلاقة
- حلاقة!!
- خلاص يبقى فى السوبر ماركت آهو برضه الجبنة والزيت أحسن من شوية الكتب
- انتِ بتقولى ايه؟
- باقول آسفة .. أنا بعد المكتبة مش هاشتغل فى حاجة تانية
- ومين قال هتشتغلى فى حاجة تانية
- قصدك ايه؟
- ما هو بس لو اديتينى فرصة هافهمك
- ......................
- آلو
- ايه باديلك فرصتك وبرضه ما قولتش يبقى مع السلامة
- استنى بس انتِ دايما عصبية كده
- مع اللى يجيبوا العصبى بس
- الله يسامحك
- اتفضل اتكلم
- أنا عايزك ترجعى تشتغلى فى المكتبة تانى
- أى مكتبة ما راحت وراحت الكتب بتاعتها
- معندكيش خبر
- خبر ايه؟
- انها رجعت
- هى مين دى
- الكتب
- يا سلام على أساس إنها راحت تصيف ورجعت بالسلامة
- لأ على أساس راحت تتخزن لغاية ما المكتبة تتجدد وبعدين ترجعلها تانى

لحظة صمت مصحوبة بذهول يشوبها التوتر ويغمرها عرق الخجل البارد
- الكلام ده صحيح يا أستاذ خالد


لحظة توجس أصابته من تغير نبرة صوتى مصحوبا بمنحة احترام غير متوقعة ثم جاء صوته وهو يقول
- طبعا .. أنا عمرى ما فكرت انى أغير نشاط المكتبة وأنا عارف هى كانت إيه بالنسبة لعمى


ابتلعت توترى وخجلى وأنا أقول
- يعنى مفيش حاجة اتغيرت
- اتفضلى شرفينا بكرة وانتِ تشوفى بنفسك
- إن شاء الله .. أنا ...


حاولت أن اعتذر عن كل ما فعلت وقلت لكن خانتنى شجاعتى
- أنا هاجى بكرة إن شاء الله
- مع السلامة
- مع السلامة




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #15


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



وضعت السماعة وقلبى يتقافز فرحا كطفل صغير .. هل عادت المكتبة حقا .. هل سيستمر حلمك يا عم حامد بعدما ظننته توارى معك تحت التراب .. حمدا لك يا رب .. أخذت أدور حول نفسى فى سعادة قبل أن أتوقف فجأة بعدما لاحظت المشاغبة الصغيرة تتطلع نحوى بدهشة من مخبأها خلف الستار .. جذبتها فجأة وهى تشهق بفزع وأجلستها أمامى وأنا أقول
- مى يا حبيبتى ليه ماقولتليش ان الكتب رجعت المكتبة تانى

قالت لى برعب
- حضرتك اللى قولتيلى ماقولكيش يا أبلة
- أنا!!
- أيوة .. حتى قولتيلى لما المكنيكانات تيجى ماقوليكيش

نظرت لها بغباء للحظات قبل أن أقول
- وهى الكتب بقت مكنيكانات يا ذكية
- يمكن ده اسمها الجديد

لا فائدة حقا من الحديث مع تلك العبقرية .. هناك لغة واحدة فقط للتعامل معها لا تحتاج لكلمات .. فهمت هى ما أنتويه وقامت بالهرب فورا قبل أن أتمكن من الحصول على ما يمكننى قذفها به دون أن يتسبب بإصابات بالغة .. لا أدرى لماذا أخفت أمى كل تلك الأسلحة المصرح بها دوليا عنى .. لابد أنها ما تزال تشك بى وبقواى العــــ ....

لا .. ألم نتفق معا على حذف حرف الــ (ع) هذا من حياتنا

من تحدث عن العقل إذن؟!!




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #16


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(15)
عـــــــودة


لا أدرى لم يخفق قلبى بهذا الشكل .. أشعر كما لو كنت ذاهبة للعمل لأول مرة فى حياتى .. أخطو خطوة وأتراجع خطوتين .. توقفت قليلا وأخذت نفس عميق وشددت قامتى وتوجهت نحو المكتبة الجديدة .. نعم جديدة لم يعد هناك ما يشير لكونها ذات المكتبة العتيقة التى عملت بها لسنوات مع عم حامد .. أصبحت شيئا براقا .. خطوت للداخل وأنا أتفحصها بانبهار

الكتب تبدو أكثر أناقة وقد اصطفت فوق رفوف المكتبة فى نظام ويبدو أن أحدهم قد قام بتنظيمها وتقسيمها لأقسام عدة .. مجهود كبير تم لتخرج المكتبة بتلك الهيئة المشرفة .. هناك مكتب صغير وأمامه ينتصب فى شموخ جهاز حاسب آلى .. وهناك ماكينة تصوير مستندات جديدة وبعض الأدوات المكتبية .. لقد تم إضافة نشاط آخر للمكتبة إذن .. لا يهم .. المهم أن الكتب العزيزة عادت لبيتها على أفضل ما يكون ..أين أنت يا عم حامد لترى حلمك فى ثوبه الجديد

- صباح الخير

انتفضت على الصوت الذى فاجأنى من خلفى وقطع علىّ أفكارى
التفت ببطء والخجل يكبلنى وأنا أغالبه لأرد عليه دون أن أنظر لوجهه
- صباح النور يا أستاذ خالد
فاجأتنى ضحكة انسابت منه وهو يقول
- أستاذ خالد!
- طبعا
- غريبة
- هى ايه اللى غريبة؟
- اللى يسمعك وانتِ بتكلمينى امبارح يقول ...
قاطعته بضيق
- يقول عنى قليلة الذوق مثلا
أجاب فى سرعة
- لا العفو .. بس يقول انك مش طايقانى
- الحقيقة انا .. يعنى افتكرت إن ...
- إنى هبيع المكتبة مثلا
- مثلا
- أو أغير نشاطها
- احتمال
- وإيه حكاية الكافيه والصالون ولا السوبر ماركت دول

ابتسمت بحرج وأنا أقول
- دى .. لا خلاص انساهم بقى
- ماشى ممكن نفتح بقى صفحة جديدة
- إن شاء الله

توجه نحو المكتب الصغير وداعب الحاسب الآلى بأنامله وهو يقول
- كل حاجة هتبقى زى ما كانت .. وهتقومى بالإشراف عليها بنفسك .. وأنا هتابع من وقت للتانى

سألته بدهشة
- يعنى حضرتك مش هتكون معانا على طول؟

نظر لى للحظات دفعت عينى للالتصاق بالأرضية اللامعة
- لا أنا هبقى مشغول الفترة الجاية بس ....
واقترب منى قليلا وهو يقول
- بس أنا واثق فيكِ ومتأكد انك هتمشى الشغل كأنى موجود

شعرت بحرارة تلفح كل كيانى وأنا أهز رأسى بصمت وعينى لا تفارق الأرض .. كيف تغيرت من ناحيته بتلك السرعة .. كيف تحولت النمرة الشرسة داخلى إلى تلك الهرة الناعمة المستكينة .. لا أدرى

حقا لا أدرى

مضت نحو نصف الساعة وهو يخبرنى بما علىّ فعله .. والنظام الذى قام بتحميله على الحاسب الآلى والذى يقوم بتنظيم العمل بشكل راقى .. وبعد أن أنهى حديثه معى استأذن بتهذيب وغادر المكتبة تاركا لى فرصة التنفس بصورة طبيعية أخيرا

لا شك أننى أشعر بسعادة لا حد لها .. ولكنى أعجز عن تفسير ذلك التوتر الذى ينتابنى عند الاقتراب من خالد أو الحديث معه

إنه شعور مخيف حقا

أخشى أن أجد له تفسير




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #17


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(16)
فرصة




الحياة عادة للمكتبة من جديد .. والعمل يسير على ما يرام .. لاشك أن النشاط الذى أضافه خالد للمكتبة قد تسبب فى جذب الزبائن إليها .. كما وأن الكتب قد أصبحت أكثر لفتا للانتباه .. الحق أننى أشعر بالامتنان لخالد على ما فعل .. وكل يوم يمر يزداد خجلى من تصرفاتى معه من قبل .. لقد قام أيضا بزيادة راتبى .. أليس رائعا حقا هذا الخالد

ضغط العمل بدأ يقل تدريجيا .. وأخيرا بعض الراحة .. ألقيت جسدى على مقعد المكتب الصغير وأغمضت عينى قليلا وما أن فتحتها حتى اصطدمت بالطاووس البشرى الماثل أمامى بألوانه الزاهية

- إزيك يا أحلام
- الحمد لله يا سوما

تلفتت حولها فى انبهار وهى تقول
- ياااه إيه الجمال ده
- عجبتك
- أوى .. وانتِ عجباكِ
- أكيد
ثم نظرت لى بخبث وهى تقول
- المكتبة بس
- قصدك إيه؟
- قصدى صاحبها
- أستاذ خالد

هتفت باستنكار
- أستاذ .. انتِ بتقوليله أستاذ؟!
- طبعا أمال أقوله إيه
- ليه يا خايبة شايفاه كبير أوى فى السن عشان تقوليله أستاذ .. ناقص تقوليله عم خالد زى عم حامد الله يرحمه

قلت بضيق
- الاحترام مالوش دعوة بالسن .. ثم انتِ تقصدى ايه بكلامك ده

اقتربت منى وهى تقول
- أنا قصدى مصلحتك .. دى فرصة ما تضيعيهاش من إيدك
- فرصة!
- أيوة فرصة .. شاب محترم وزى القمر وعنده مكتبة ما شاء الله .. هو فيه عريس أحسن من كده

انتفض قلبى وأنا أردد
- عريس

- أيوة طبعا .. بس انتِ ركزى كده وربنا يجعله من نصيبك
- ايه يا سوما الكلام ده .. باقولك ايه أنا عندى شغل مش فاضية زيك
- فاضية .. ياريتنى كنت فاضية .. بس لو مكنتش مخطوبة من سنتين والله ما كنت ضيعت خالد ده من ايدى أبدا

تمتمت فى خفوت
- ده لو كان معندوش نظر

- بتقولى حاجة يا أحلام
- لا يا حبيبتى باقول ده لو كان حظه حلو

داعبت خصلات شعرها بزهو وهى تقول قبل أن تخطو للخارج
- طبعا .. بس مش مهم .. فكرى بس فى اللى قولتهولك أنا عايزة مصلحتك

آه منكِ يا سوما .. لم يكن ينقصنى سواكِ .. لقد ازدادت الفوضى التى تجتاح عقلى الآن .. وصخب الأفكار المتداخلة فيه يعلو .. وزحام المشاعر التى تتخبط فىّ يزداد .. لم يكن ينقصنى المزيد من الحرج والارتباك أمامه .. لقد بت أخجل من نفسى

دق جرس الهاتف وانتفض جسدى على صوته قبل أن التقط السماعة لينساب صوته فى أذنى
- صباح الخير يا أحلام
(هل سمعتم اسمى بهذا الجمال من قبل)
- أحلام
- ها .. نعم يا أستـــ .... نعم
- مالك فيه حاجة
- لا أبدا مفيش .. كله تمام
- طيب مش محتاجة حاجة للمكتبة .. فيه نقص عندك فى أى حاجة
- لا مفيش حاجة ناقصة دلوقتى
- طيب أنا هابقى اعدى عليكوا بكرة إن شاء الله
- تشرف
- مع السلامة
ظلت السماعة ترقد بين كفى ونبراته تتردد فى أذنى كتغريد البلابل .. سيأتى فى الغد .. كم يبدو بعيدا .. متى ستأتى أيها الغد الجميل .. متى ....
(أنا شفت الفيلم ده فين قبل كده .. هو أنا كنت ناقصة يا ربى .. منك لله يا سوما)




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #18


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(17)
شعور جديد


هناك مشاعر جديدة تغزو قلبى .. إحساس غريب يطرق بابى للمرة الأولى .. لمسة من السعادة والعذاب فى آن واحد .. لأول مرة أعرف معنى الكلمات فى كل رواية قرأتها .. معنى دقات القلب ورعشة اليد وسهاد الليل وأحلام اليقظة .. تبدل بى الحال .. لم أعد أعرفنى .. حتى ملامحى تغيرت .. لمعة عينى وحمرة خدى وتلك النضارة التى تكسو وجهى وتجعلنى أبدو أصغر سنا

آه السن .. كيف نسيت ذلك .. شىء داخلى يشعر أن خالد يصغرنى سنا .. رغم مظهره الرجولى الذى أشعر جواره بأنى طفلة صغيرة .. لكن الواقع يختلف .. ماذا لو كان حقا يصغرنى ببضع سنوات .. يا إلهى .. ما من رجل يرغب فى الزواج بمن تكبره سنا .. لن يقبل أحد بذلك ..

هل سأظل أعاقب طوال حياتى على تلك الجريمة .. هل ستظل أعوامى الماضية تقف حائلا بينى وبين السعادة .. هل ستظل دوما تذكرنى أنى تعديت الخط الأحمر حيث لا مجال للأحلام بعده

ماذا حل بكِ يا أحلام؟ .. من قال لكِ أن خالد يفكر فى الارتباط بكِ .. لماذا تنسجين أحلام من خيوط عنكبوت واهية .. ستتمزق مع أول اصطدام لها بالواقع

نفضت رأسى بيأس وقد تبخرت السعادة من كل خلية فىّ .. وعدت لممارسة أحد أهم طقوس ما قبل النوم

أغرقت وسادتى بدموعى

*****
تلك هى حدودكِ يا أحلام .. يجب أن تقفى عندها صامتة .. فقط عليكِ الانتظار .. والانتظار فقط
كنت غارقة فى أفكارى الخاصة حين دخل خالد إلى المكتبة وابتسامته تزين وجهه
- صباح الخير يا أحلام
هززت رأسى بابتسامة بلهاء وعيناى تتفحص ملامحه التى افتقدتها كثيرا
- إيه الأخبار؟
انتزعت الكلمات من حلقى انتزاعا
- الحمد لله .. كله تمام
- أكيد .. البركة فيكِ

ابتسمت بصمت وتركت له المكتب وشغلت نفسى بترتيب الكتب وأنا أرجو قلبى أن يكف عن الدوى حتى لا يصل صوته إلى الحى كله

نظرت له بطرف عينى .. كان عيناه على شاشة الحاسب وأنامله تنساب على مفاتيحه بسرعة ودقة تثير الإعجاب

أبعدت عينى عنه وحاولت التركيز فيما أفعله .. والحق أنه لم يكن هناك ما أفعله .. لذا عادت كل خلايا عقلى تتآمر علىّ وتتوجه معا نحو خالد .. لم يعد هناك شىء آخر يحتلنى سواه .. كم تمنيت لو انفجرت فى البكاء الآن لأغرق الأرض بدموعى .. لا يمكننى احتمال وجوده معى هنا .. قريبا منى ولكنه أبعد ما يكون عنى .. أى عذاب هذا

انزلقت بعض الكتب من بين يدى .. حاولت أن أجمعها لكن شعور بالدوار منعنى من ذلك .. شعرت بقرب خالد منى بعدما لاحظ إعيائى

- مالك يا أحلام

قربه منى ورائحة عطره المميز تسببا فى زيادة نوبة الدوار وكدت أسقط أرضا .. أسندنى بيديه وأجلسنى على المقعد وشعور بالقلق يغزو عينيه

- فيه ايه يا أحلام انتِ تعبانة

(وتسألنى يا خالد .. لم تعد مفردة التعب قادرة على وصف حالتى)

- استريحى دلوقتى

(ليت الراحة تعرف لى عنوان)

- تحبى نروح لدكتور

(لا يوجد طبيب يختص بأمراض الحب)

هززت رأسى بوهن ولم أستطع الرد عليه

ربت على كفى وهو يقول
- طيب خليكِ مستريحة وأنا مش هتأخر

ابتعد من أمامى فى سرعة .. شعرت بكل كيانى يتأرجح كما لو كان أصابنى دوار البحر .. لا أملك تفسيرا لما يحدث لى .. لقد كنت على ما يرام منذ لحظات فحسب .. هل يمكن أن يكون لخالد كل هذا التأثير علىّ
لمست مكان أنامله على كفى .. أشعر بالحرارة تزداد .. والدوار يكاد يبتلعنى وكل ماحولى كالإعصار

عاد خالد بعد قليل وهو يحمل لى بعض الطعام وعلب العصير والحلوى .. وضعها أمامى وهو يقول
- أكيد انتِ مفطرتيش .. يلا يا أحلام كلى دلوقتى وهتبقى كويسة

(يا لقلبك الطيب يا خالد .. ليت ما بى ينتهى بتلك البساطة)

قلت بوهن
- متشكرة أوى .. بس أنا مش قادرة آكل دلوقتى

أجابنى بنظرة رجاء
- عشان خاطرى يا أحلام

حاولت قول شىء ما فقاطعنى بمرح
- طيب أنا كمان لسه مفطرتش وهافطر معاكِ

وقبل أن أرد كان قد أمسك بإحدى الشطائر وناولنى إياها وقام بتناول الأخرى وهو ينظر لى بابتسامة أذابت ما تبقى داخلى من تماسك .. ذلك الحنان الذى غمرنى به والذى لا يقصد به ما يصل لقلبى يقتلنى ويزيد من عذابى الصامت الذى لن يصل إليه يوما

يجب أن تفيقى يا أحلام .. كفاكِ حلما بالمستحيل

كفى




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #19


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(18)
الحلم


هل تعرفون شعور الحرمان .. هذا ما يجتاحنى الآن .. السنوات تمر .. وزهرة الشباب قصيرة العمر .. والربيع يعدو سريعا ليزحف بعده الخريف ببطء وليعلن وقتها أنه لم يعد هناك ما ينتظرنى وأن علىّ أن أكمل وحدى حتى النهاية

هل سيكون هذا مصيرى حقا .. هل سأمضى حياتى وحيدة .. لا زوج حنون بجوارى .. لا أطفال يملئون الكون صخبا وحياة .. لا هدف أعيش له ويمنحنى القوة لتحقيقه يوما بعد يوم

أمواج من يأس تغرقنى فى أعماقها السوداء .. ونسمات من أمل تعلو بى حد السماء .. يتقاذفونى فيما بينهما وأنا كريشة تلهو بها الرياح ولا تملك من أمرها شىء

ما أقسى هذا الواقع .. ماذا أفعل لتغييره .. كيف أحصل على حياة طبيعية هى من حقى؟ .. كيف؟

أصبح خالد هو محور حياتى .. أصبح الأمل الذى أعيش به .. وأسعد بقربه وأتعذب فى غيابه .. لكن هل يشعر هو بى .. هل يبادلنى ذات الشعور ويقاسمنى ذات الأمل والألم .. كيف يمكننى معرفة ذلك .. ملامحه لا تشى بشىء .. معاملته الرقيقة لا تتغير .. لا تسكن عينيه نظرة خاصة تعكس ما يمكن أن يحمله قلبه لى .. لا شىء ينبئ بإمكانية تحول الحلم لحقيقة

- مالك يا أحلام
أفقت على صوت أمى وهى تنظر لى بإشفاق يقتلنى
- مفيش يا ماما
- حالكِ مش عاجبنى .. دايما سرحانة .. فيه حاجة يا بنتى

هززت رأسى بصمت وأنا أغمض عينى عن المزيد من النظرات التى تمزقنى .. سمعت تنهيدتها الحزينة قبل أن تغادرنى .. أسرعت إلى حجرتى حتى لا يرى أحد شلالات الدموع التى تفيض من عينى .. أفرغتها فوق وسادتى المسكينة التى لم تعد تحتمل المزيد .. ولا أدرى متى وجدتنى هناك

*****

أقف وحدى على حافة جبل شاهق .. والظلام يلف كل شىء .. والهواء البارد يلفح وجهى ويحرك ثوبى الأبيض الواسع فى كل الاتجاهات .. وأنا أنظر للهاوية المخيفة التى تنتظر سقوطى لتبتلعنى كوحش جائع .. شعور مخيف يتملكنى .. لا أدرى أين أنا ولا ما الذى أفعله هنا .. كل ما أعرفه هو أننى سأسقط لا محالة وتبتلعنى الهاوية ولن يعود لى أثر بعدها .. أغمضت عينى وكل كيانى يرتجف واستسلمت لمصيرى وقبل أن أخطو بقدمى إلى الفراغ ...

- أحلاااام

التفت خلفى بجزع وكادت حركتى المفاجئة تسقطنى من فوق الحافة قبل أن تمتد يده لتسندنى وتجذبنى بعيدا عن الخطر .. نظرت له بدهشة وابتسامته تنير الظلام من حولى

- خالد
- ليه يا أحلام؟
- خلاص يا خالد مفيش أحلام
- لأ فيه أحلام .. والدنيا كلها قدامك حتى شوفى

حرك يده أمامى كعصا سحرية وفجأة أشرقت الشمس وغمر النور كل شىء وامتدت مروج خضراء يانعة وأصوات عصافير تبعث الأمل .. لم يعد هناك ما يخيف .. نظرت حولى فى انبهار وقد تبدد اليأس داخلى .. نظرت إليه ولم أجده .. تلفت حولى أبحث عنه .. وجدته يبتعد .. ناديته .. لم يتوقف .. عدوت خلفه أسقطنى تعثرى فى الثوب الواسع الطويل .. نظرت له وهو يغيب فى الأفق وتودعه دمعة حزن تلمع فى عينى




رد مع اقتباس
قديم 22-03-2014   #20


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في » ملكني غلاك
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(19)
عمرك يا خالد


ما زال الحلم يتملكنى .. لا أعرف له تفسير .. فقط أشعر به داخلى .. الظلمة والوحدة والخوف يحيطون بى .. يطبقون على أنفاسى .. ولم يعد هناك سوى أمل واحد أخشى أن يتبدد ويتركنى ليغيب فى المجهول

أعدت تصوير الورقة التى بين يدى للمرة الخامسة بعدما تسبب شرودى فى إفساد النسخ الأربعة السابقة وقد بدأ صاحبها يتململ فى وقفته .. نفضت رأسى وانتبهت جيدا تلك المرة حتى أنهيت التصوير .. لايجب أن يؤثر ما بى على عملى أبدا .. أفيقى يا أحلام

مر نصف اليوم وأنا أتابع عملى بنصف عقل ونصف تركيز .. أتمنى أن ينتهى العمل لأهرب إلى غرفتى وأدفن أحزانى فوق وسادتى وأرحل بعيدا عن كل شىء

ولدهشتى فوجئت بخالد يدخل إلى المكتبة قرب موعد الإغلاق ألقى علىّ التحية وقد بدا عليه الانشغال وهو يحمل حقيبته ويتفحص أوراقها بسرعة .. نظرت له للحظات وقبل أن أسأله إن كان يحتاج لمساعدة ما مد يده لى ببطاقته الشخصية وهو يقول

- لو سمحتِ يا أحلام صوريلى دى نسختين

تسمرت قليلا أمام البطاقة قبل أن أتناولها من بين أصابعه وأتوجه بها نحو ماكينة التصوير .. لم أكن لأجد أفضل من تلك الفرصة لأعرف بها عمر خالد .. أمسكت البطاقة بيد مرتعشة .. حاولت الوصول لتاريخ ميلاده من ذلك الرقم الطويل جدا .. ولكن ارتباكى منعنى من إطالة التحديق بها خاصة وأن خالد يريدها بسرعة .. قمت بالتصوير وأنا أحاول كل مرة لكن نصف عقلى الغائب أثر علىّ بشدة ولم أتمكن من ذلك أبدا .. سلمته البطاقة والصور وقلبى يبكى ندما من ضياع تلك الفرصة الذهبية لمعرفة ما يؤرقنى .. رحل خالد بعدها سريعا تاركا المجال لدموع القهر لتنساب من عينى

لا أدرى لم غيروا تلك البطاقة القديمة حيث كان يُكتب تاريخ الميلاد واضح للعيان بدلا من ذلك الرقم الذى يبلغ طول شريط القطار

ضغطت أسنانى بغيظ وأنا أفكر فى تنظيم وقفة احتجاج لتعود لنا بطاقاتنا الأثيرة .. ربما سأتمكن وقتها من معرفة عمر خالد

هل ستنضمون لى؟




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(أحلام, الصغير, بقلم/, رائعة, كاملة/

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

أقسام المنتدى

۩۞۩ أناقـــة بنات ♣ نون النسـوه ۩۞۩ | ۩۞۩ آرشيف المواضيع المكرره والمحذوفات ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب إستقبال الأعضاء الجدد ۩۞۩ | ۩۞۩ التنمية البشريه وتطوير الذات ۩۞۩ | الاقسام العامة | الاقسام الاسلامية | ۩۞۩ صوتيات ومرئيات هبوب الاسلامية ۩۞۩ | ۩۞۩ مدونات أعضاء هبوب الخاصة ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب تطوير المواقع والمنتديات ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب الديكور والأثاث المنزلي ۩۞۩ | الأسرة والمجتمع | ۩۞۩ هبوب القرارات الإدارية والتكريم ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب الشيلات والقصائد الصوتيه ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب الفتوشوب وملحقات التصميم ۩۞۩ | ۩۞۩ الحيوانات والطيور والنبات والطبيعة ۩۞۩ | ۩۞۩ التهانى والاهداءات والمناسبات ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب ذوي الأحتياجات الخاصة ۩۞۩ | ۩۞۩ فعاليات ومسابقات الأعضاء ۩۞۩ | ركن تواصل الاعضاء | ۩۞۩{ هبوب الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب عالم الرجل ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب الطب والصحة العامة ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب القرآن الكريم وعلومه ۩۞۩ | ۩۞۩ خاص بتطوير منتدى هبوب الجنوب ۩۞۩ | ۩۞۩ مطبخ أعضاء هبوب ۩۞۩ | ♔ الأقسام الإدارية ♔ | التصميم والجرافيكس | ۩۞۩ كوفي اعضاء هبوب الجنوب ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب السيارات والدراجات النارية ۩۞۩ | ۩۞۩ تصاميم أعضاء هبوب الحصرية ۩۞۩ | ۩۞۩ مرافئ كتابات الأعـضاء بأقلامهم ۩۞۩ | مجلة هبوب الشهرية | الأقسام التعليميه | ۩۞۩ هبوب التربيه والتعليم واللغات ۩۞۩ | الشباب والرياضة | ۩۞۩ هبوب طلبات التصاميم ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب الشكاوي والاقتراحات ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب الرياضة العربيه ۩۞۩ | ۩۞۩ فواصل واكسسوارات تزيين المواضيع ۩۞۩ | الأقسام التقنية وتكنولوجيا البرامج | ۩۞۩ هبوب الجوالات بانواعها وتطبيقاتها ۩۞۩ | ۩۞۩ طلبات الاعضاء وتغيير النكات ۩۞۩ | الاقسام الأدبية والثقافية | ۩۞۩ هبوب شرح خصائص المنتدى ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب نبي الرحمة والصحابة الكرام ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب التراث والشخصيات التاريخية ۩۞۩ |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant