لا تبالغ في حب او كره فاني رايت الايام تغير الشعور
والعواطف كخامة في مهب الريح
تميلها يمنة حينا وتصغيها الى اليسار حينا
مااجمل التوسط حتى في الشعور
وما اخلق بالمؤمن ان يكون مقتصدا في شانه كله
وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول
عليكم شهيدا
لقد كان من اصحاب النبي صل الله عليه وسلم
من هو له اشد عداوة واكثر بغضا فلما اسلموا صار احب اليهم حتى
من انفسهم وقد جعل الله ذلك قريبا متحققا بملكه سبحانه
التام للقلوب وقدرته على تقليبها كيف يشاء
قال جل وعلا
عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره
يقول تعالى لعباده المؤمنين بعد ان امرهم بعداوة الكافرين
اي محبة بعد البغضة ومودة بعد النفرة والفة بعد الفرقة
والله قديرعلى ما يشاء من الجمع بين الاشياء المتنافرة
والمتباينة والمختلفة
فيؤلف بين القلوب بعد العداوة والقساوة فتصبح مجتمعة متفقة
كما قال تعالى ممتنا على الانصار
وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا
الآية
في الثارحبب حبيبك هونا ما
فعسى ان يلاون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما فعسى ان
يكون حبيبك يوما ما
فهونك في حب وبغض فربما بدا صاحب من جانب بعد جانب
وقال ابن العربي
معناه ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن
فقد يعود الحبيب بغيضا وعكسه
فاذا امكنته من نفسك حال الحب ثم عاد بغيضا كان لمعالم مضارك اجدر
لما اطلع منك حال الحب بما افضيت اليه من الاسرار
وقال عمر رضي الله تعالى عنه
لا يكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا وعليه انشد هدبة بن خشرم
وابغض اذا ابغضت بغضا مقاربا ***فانك لا تدري متى انت راجع
وكن معدنا للخير واصفح عن الاذى*** فانك راء ما عملت وسامع
واحبب اذا احببت حبا مقاربا ***فانك لا تدري متى انت نازع
قال الحسن البصري
احبوا هونا وابغضوا هونا فقد افرط قوم في حب قوم فهلكوا
وأفرط قوم في بغض قوم فهلكوا
فاربعوا على انفسكم ولا تفرطوا في حب او كره
واقتصدوا وتوسطوا
ولا تغل في شيء من الامر واقتصد كلا طرفي قصد الامور ذميم