قالت الفتاة الصغيرة في ابتسامة ودودة لأبيها، ما هذا يا ابي مفتاح، فقال الاب لا يا عزيزتي انا لا املك سيارة، فنظرت الفتاة الصغيرة لأبيها وقالت له لكنه ليس بمفتاح سيارة، فقال لها الاب نعم انه مفتح مرسمك الجديد، وهنا ركضت الفتاة صوب ابيها لتحتضنه، فقد تخرجت الفتاة منذ اسبوعين فقط من كلية الفنون الجميلة، وهي التي كانت تخصص لقسم الرسم والنحت.
وقد كانت تحلم بشكل كبير ان يكون لديها مرسم خاص بها، تقوم بعرض الرسومات والمنحوتات به، فقد امتلئ المنزل بتلك الرسومات وقد ازدحم كثيرا، حتى انها قد وعدت والدها انها سوف تقوم بعمل نحت له يجسمه عند اول عمل لها، وهو لتقديرها له على كل تلك المجهودات والمعاناة التي كان يعانيها.
وفي اليوم التالي كانت الفتاة سعيدة للغاية فهو اول يوم لها داخل المرسم الجديد الخاص بها، وقد حملت حقيبتها ونزلك على السلم حين تذكرت والدتها وهي تقول لها عزيزتي اليوم ن تقودي سيارتك.
وبالفعل ركبت السيارة في المقعد الخلفي وركب على مقعد السائق رجل يعمل لدى والدها منذ مدة، ولكن كما قيل تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، اصطدمت السيارة بسيارة اخر وانقلبت عدة مرات.
في المشفى ووسط الاسلاك وصوت الأجهزة كان الام والام يبكيان على مشهد ابنتهم الملقاة على السرير لا حول لها ولا قوة، وقد بكى الاب كثيرا وهو ينظر الى صغيرته وهو يقول لن تقوم بالرسم مرة أخرى كيف لها ان تتحمل، فقالت الام اصبر وتحمل حتى تأخذ هي الشجاعة منك عندما تفيق وتعلم ان يدها اليمنى قد بترت، وبكى الاثنين معا من شدة الحزن على الصغيرة.