لكل مكان قد ذبل لكُل وجه حزين
لكل مكتئب ولكُل نفس مُتعبة أتمنى
أن يكون صباحكم بخير فعلاً
للصَّباح تباشيره وله فرحٌ في الصِّغار
الودودين والفَتية الذَّاهبينَ إلى المدرسَة
ولَهُ نكهةُ امرأةٍ في الطَّريقِ إلى يَومها
للصَّباحِ الأغاني الهموم الَّتي تَختَفي في
ظِلالِ تَباشيرهِ
صباح الخير ثم إن الله يرعى كُل شيءٍ آت
كما رعى كُل شيءٍ فات ولا نظنُ بربنا غير
الجميل
أرقى من هذه وتلك لذة من وهب نفسه
لخدمة مبدأ يسعى لتحقيقه أو فكرة
إنسانية يجاهد في إعلانها واعتناقها
أو إصلاح لداء اجتماعي يبذل جهده
للقضاء عليه …
فهذه هي السعادة ولكن لا يصل
إلى هذه الدرجة من اللذة إلا من
رقى حسه وسمت نفسه.
ثم يشعرُ بالفجر في ذلك الغَبش عند
اختلاط آخر الظَّلام بأول الضَّوء شعورًا
نديًّا كأن الملائكةَ قد هبطت تحملُ
سحابةً رقيقةً تمسحُ بها على قلبه
ليتنضَّر من يُبسٍ ويَرقَّ من غلظةٍ وكأنَّما
جاؤوه مع الفَجر ليتناول النَّهارَ من أيديهم
مَبدوءا بالرَّحمة مُفتَتَحاً بالجَمال فيلتقَى فيه
النُّور السَّماويُّ بالنُّور الإنسانيّ فإذا هو يَتلألأ
في رُوحه تحتَ الفَجر
إنَّ جمالَ الرُّوحِ هُو الشَّيءُ الوحيدُ الذي
لَم يستطِع الزَّمن أن ينالَ مِنه