مدخل
ما الحياة الدنيا الا محطة
و هي معبر لوقت محدد و عمر غير معلوم
تمر الايام وتمضي
فغروب شمس اليوم تأذن برحيله بلا رجعة
ونرى الطيور تحوم حول قرص الشمس لتعطي صورة جميلة
بقدر مافيها من الحزن لوداع يوم باكمله لن يعود
الا يوم القيامة باذن الله
لنرى بل و لنحاسب عن كل ماعملناه من اقوالنا وافعالنا
في هذا اليوم
و لنتذكر اللحظة التي استيقظنا فيها من النوم وذكرنا الله عز وجل
و نتذكر صلواتنا ودعائنا بل ونتذكر تلك اللحظة التي امطنا فيها
الاذى عن الطريق
و تلك اللحظة التي ابتسمنا فيها في وجه اخ مسلم
و تلك اللحظة التي ادخلنا فيها الفرح والسرور لقلب مسلم
ونتذكر تلك اللحظات التي اقترفنا فيها المعاصي قولا وفعلا
نعم فهذه الحياة دار عمل بلا حساب و تلكم الدار للحساب و العمل
ليس له وجود
كظل الشجر الذي نجلس تحته في السفر نترقب و نخاف الخطر
فـنستعد بالزاد لرحلة طويلة مليئة بالمخاطر
ان الحياة الدنيا هي محطة وهي معبر لوقت محدد وعمر غير معلوم
تمر الايام سريعة وتترى الذكريات امام اعيننا كانها حصلت بالامس
و تتقلب الاحوال بين لحظة ولحظة فلا مجال لبقاء الحال الا باذن الله
فكم من غني غدى فقيرا وكم من صحيح غدى سقيما
وكم من حي غدى من الاموات يالها من دنيا متقلبة وغريبة
دنيا لا تستحق منا ان نغضب لاجلها ولا تستحق منا كل ذلك القدر
من الزعل
دنيا اغرت كثيرا من البشر فعلى على من دونه
واغرت اناس بالمال فطغى وعصى
واغرت اناس بالجاه والمنصب فطغى وتجبر وابكى اناس واهان اناس واستحقر اناس واغرت اناس بعلمهم وذكائهم
فغدى هذا العقل وبالا على مجتمعاتهم يبثون سمومهم الحسية
والمعنوية
اغرت اناس بجمالهم وحسن بهائهم فتسلل الكبر في قلوبهم
وازدراء غيرهم
واغرت اناس بصحتهم وقوتهم فاصبحوا كالسياط التي تجلد الضعفاء وعاشوا بقوانين الغاب في الجهة الاخرى
هناك اناس تميزو بالصبر والثبات والتواضع وحسن الخلق
وكل الصفات الجميلة والرائعة
و تستمر الدنيا في غدرها وتغرير ضعفاء النفوس
فكفـى يــا دنيـــا كفـــى