هذا ليس بشرطٍ، إنما هو وصفٌ أغلبيٌّ، يعني: تَعْظُم الفرضية والوجوب عند انتفاع الناس بالذِّكْرى، وإنما هو أمرٌ بالتذكير، عسى أن ينتفعوا، ولهذا جاء في الآيات الأخرى: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ [الغاشية:21]، وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ [الذاريات:55].
فالإنسان يُذكِّر، والنفع بيد الله، لكن إذا نفعت الذِّكْرى يكون الوجوب أشدَّ، وتكون الفائدةُ أعظم، فإذا رأى منه الانتفاع والاستفادة فالواجب عليه أن يتضاعف ويَقْوَى ويَكْبُر.