۞ الرسول الكريم والصحابة الكرام ۞ قسم خاص لحبيبنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام واصحابه الكرام |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||
نصيحة معاذ رضي الله عنه
لما حضر معاذَ بن جبل الموت قيل: يا أبا عبد الرحمن
أوْصِنَا قال: أجلسوني إن العلم والإيمان مكانهما مَنْ ابتغاهما وَجَدَهما يقول ذلك ثلاث مرات التمسوا العلم عند أربعةِ رهطٍ: عند عُويمر أبي الدرداء وعند سَلْمان الفارسي وعند عبد اللَّه بن مسعود وعند عبد اللَّه بن سَلَام . وقال الشعبي: ثلاثة يَسْتفتي بعضُهُم من بَعْض [وثلاثة يستفتي بعضهم من بعض] فكان [عمر وعبدُ اللَّه وزيد بن ثابت يَستفتي بعضهم من بعض وكان] عليّ وأُبيّ بن كعب وأبو موسى الأشعري يستفتي بعضهم من بعض.[4] كما سمى النبي صلى الله عليه وسلم أشخاصا بعينهم في علوم بعينها ففي الحديث :وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل رواه أحمد وغيره بسند صحيح فإذا كان بعض الصحابة يفضُلون بعض الخلفاء الأربعة في بعض العلوم أو المسائل فما الذي يفضل فيه الخلفاء الأربعة مجتمعين غيرهم من الصحابة هذا هو اللغز الذي يجب البحث عنه وهنا يبرز شعاع مضيء من العلامة الشوكاني في قوله: والذي ينبغي التعويل عليه والمصير إليه هو العمل بما يدل عليه هذا التركيب بحسب ما يقتضيه لغة العرب فالسنة هي الطريقة فكأنه قال: الزموا طريقتي وطريقة الخلفاء الراشدين [5] ويقفز الدكتور حاكم المطيري قفزة هائلة في تحديد المراد بدقة حينما يتساءل عن سبب وصف الصحابة الأربعة بالخلفاء هنا ليصل بهذا إلى أن المراد هو سنن الخلافة تحديدا أي السنن الدستورية والسياسية بتعبيرنا المعاصر وعلى هذا فليس المراد اجتهاد الخلفاء الأربعة في مسائل العبادات أو الأحوال الشخصية أو المعاملات المالية أو الأقضية في الوقائع الخاصة أو ما أفتى به الأربعة قبل أن يصيروا خلفاء [6] ولذلك لم يكن غروا أن يأتي هذا المصطلح في مشهد سياسي على لسان عبد الرحمن بن عوف رئيس اللجنة الانتخابية في ذلك الوقت في خطابه عثمان بن عفان إذ قال: فقال أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده وواضح أن عبد الرحمن بن عوف هنا لا يشترط على عثمان أن يتقيد باجتهادات أبي بكر وعمر الفقهية جميعها ولكن عليه أن يتقيد بسننهما الدستورية والسياسية ومما يعزز هذا التفسير ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم: أول من يغير سنتي رجل من بني أمية [7] والواقع جلَّى هذا المعنى فقد كان الانحراف الأموي سياسيا لا شعائريا فكان أول من استولى على الإمامة والأمة قهرا بالسيف هم من بني أمية وهم أول من عطلوا الشورى وقد ذاع في عهد الصحابة التعبير ب( السنة) عن المنهج السياسي فمن ذلك ما قاله مروان بن الحكم وكان أميرا على المدينة لمعاوية وأراد البيعة وولاية العهد ليزيد: إن الله أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيا حسنًا وإن يستخلفه فسنة أبي بكر وعمر فرد عليه عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: ليس بسنة أبي بكر وقد ترك أبو بكر الأهل والعشيرة وعدل إلى رجل من بني عدي أن رأى أنه لذلك أهل ولكنها هرقلية وفي لفظ(بل سنة هرقل وقيصر).[8] مما يمكن رصده من سنن الخلفاء الراشدين: ضرورة الدولة لتطبيق الدين وأنه لا دين بلا دولة والحكم بالكتاب والسنة وجعل الأمر شورى بين الأمة لا اغتصاب له ولا تنازع فيه ولا توارث له فقد أقصى أبو بكر الأقارب عن الولايات وعهده بالأمر بعد شورى الصحابة للأكفأ منهم علما وعملا لا الأقرب رحما ونسبا وما قرره من أنه لا طاعة له عليهم إذا عصى الله ورسوله وأن طاعتهم له منوطة بطاعة الله ورسوله وما سنه أبو بكر رضي الله عنه من جهاد أهل الردة والافتراق الذين أرادوا تفريق الأمة والدولة والعودة بها إلى الجاهلية وما سنه من عدم التصرف في أموال الأمة وعدم الأخذ منها لنفسه إلا قدر ما تفرضه الأمة له ومساواته الناس في العطاء حتى ساوى بين الحر والعبد وما سنه حين حضرته الوفاة من رد ما فضل عنده من المال إلى بيت مال المسلمين حتى قال عمر رضي الله عنهم: (لقد أتعبت من بعدك).[9]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
15-10-2024 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
جُزيت خيرًا و كُفيت شرًا
و بارك الله فيك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|