في كارثة جدة . ومن بين ألهبة النار .. ودخان الحريق .. ريم النهاري .. أنقذت طالباتها واحدة تلو الأخرى .. ثم قضت نحبها .. ! رحمها الله ومن مات معها وأسكنهم فسيج جناته .. وجعلهم في عداد الشهداء
ريم .. أوتسمعين ؟ مادار في خلدك أنك ستموتين ! حتما لا .. لأنك نسيت النفس وذهلت بالآخرين ! فذي تحملين وذي ترفعين وتلك تسحبين ! فطوبى لك ..
ريم .. أوتسمعين ؟ ماخطر على قلبك أن اليوم هو الأخير ؟! وماقدرت أنها آخر لحظة .. شهامتك أنستك ذلك . وعقلك قد شغل عنها , فانتفضت تنقذين وتساعدين !
ريم .. أوتسمعين ؟ قد ارتحت من الشقاء والعناء , والغش والخيانة .. والخير كله في قضاء رب العباد .. فلتقر عينك بما رأت ولتسعد بماقدمت .
ريم .. أوتسمعين ؟ الجرح غائر والمصاب جلل ! المدرسة احترقت والأطفال ماتوا ..! ولكن سلواكم أنكم ستلتقون في الجنة .. فهنيئا لكم ..
ريم .. أوتسمعين ؟ قد كنت مربية في وزارة لاتدري ما التربية ! فلم تعرف قدركِ .. وكنت لهم أوفى وأنبل . فبذلت الروح رخيصة ثم رحلتِ !
ريم .. أوتسمعين ؟ لعلك في نعيم الشهادة ترفلين . وبكرم أكرم الأكرمين تسعدين , وعلى ريح الجنة تمسين وتصبحين .. أنت ومن قضى معك ..
ريم .. أوتسمعين ؟ أظهرتِ لنا أن النساء خير من الرجال وأشجع ! وكشفتِ لنا أن البلد تحترق غشا وخيانة قبل أن تحترق نارا ودخانا ..!
ريم .. أوتسمعين ؟ أنتِ بطلة وشجاعة.. أنتِ روح وثابة ونفس مقدامة .. أنتِ أنتِ من فاز ونال العلا .. أنتِ من حيا يوم مات الناس , فطوبى لك .
ريم .. أوتسمعين ؟ لا أدري كيف لنا أن نرد لك الجميل .. وحسبك دعاء الطيبين لك ِ ومن مات معك ٍ .. وهم كثير .. كثير .. فأبشري .
ريم .. أوتسمعين ؟ الذي يموت بالحريق شهيد . فكيف بمن مات وهو يحيي أنفساً ويعيد أرواحا للحياة ! ويغامر بنفسه لينتشل بقايا أنفسٍ قبل أن تهلك ثم يرحل هو . بل ثم ترحل هي !
ريم .. أوتسمعين ؟ لك منا السلام والتحية والإكرام . وقبلها وبعدها دعوات للملك العلام . بأن يتغمد روحك بالرحمات .. وأن يسكنك الجنان .
ريم .. أوتسمعين ؟ أخوكِ .. الذي لا يعرف إلا اسمك , ويعرف إنجازكِ وإقدامك .. يقرؤك السلام .. فالسلام على روحك النبيلة ونفسك السامية النقية ورحمة الله وبركاته .. .