يعد الخيال، أحد العناصر الرئيسية في العمل الأدبي، بل
الإبداعي، أكان شعراً أم قصة، أم رواية، أم مسرحية،
أم لوحة . والخيال لغة “الطيف”، أو “الظل من كل شيء، أو
الصورة المنعكسة في المرآة، بل هو التخمين، أو الظن، أو
الدمية المشبهة بالإنسان، أو الفزاعة .
وإذا كان الخيال “ملكة إبداعية، وموهبة نفيسة، فهو
لا يملك قوة المحاكمة، سواء أكان موحياً، أم علمياً . .
كان باستمرار وراء تحقيق الإنجازات العلمية
” حيث يدخل في التعريف العلمي للخيال أنه
“عملية معقدة، وهو مرتبط بالنفس، ويتفاعل مع
الإحساس والذاكرة والإدراك، بل الحلم والعواطف،
إلا أن الخيال الأدبي هو القدرة العقلية على اكتشاف الجديد”،
الذي يوازي الواقع، أو ينطلق منه، ليعيد رسمه، أو تناوله
عبر صور وأخيلة تترى في نفس المبدع، والخيال في
الرواية أو القصة أو الشعر أو المسرح يكون وراء خلق
الصور في نصوص هذه الأنواع، وبثّ الروح فيها، وهو
يتكون كنتيجة لعمق المعرفة وتراكمات الترجمة في ما إذا
كان معافى خاضعاً لسيطرة صاحبه، بيد أنه قد لا يكون
كذلك في ما إذا كان مريضاً، يتحول إلى “تهويمات، وهذيانات”،
والخيال المعافى هو الذي يكون أقرب إلى عوالم المبدع،
متلوناً بخصوصيته، وكان كولردج “يميز بين الخيال والمخيلة،
فالخيال لديه يوحي بالابتكار ويتميز بالعمق والبراعة، إلا أن
المخيلة مهمتها استعادة الأخيلة”، وعموماً إن الخيال يكون
في أشكال عدة، فمنه ما يأتي عادة في إهاب
“الصورة أو الصوت”، وإذا كان الرسام أو النحات
يعتمد خيالاً بصرياً من صور، فإن الأديب والموسيقي
هما الأحوج إلى خيال صوتي في مفردات” .
ولا يمكن للأديب- أياً كان- أن ينجز أي عمل أدبي
من دون الخيال، فهو الذي يضع تصورات عمله الأدبي
قبل البدء بكتابته، ويفتح له الآفاق في أقصى مدياتها،
في ما يتعلق ببنية إنتاجه الإبداعي، وملامح شخصياته،
وعلاقاتهم المتبادلة، وتفاعلهم ضمن مختبر النص .
وإذا كان الخيال ذلك المحفّز للمبدع على تصورات عمله
الإبداعي، فإنه يسهم في إشادة عمارة النص، من خلال
أدواته اللغوية، وبثّ روحه فيها، ليترك بصماته الخاصة
على صعيدي الشكل والمضمون في هذا العمل .
ويكاد لا يخلو نص إبداعي، أياً كان من الخيال، بل أصبح
الخيال أحد مقاييس الإبداع، وهناك من سيسجل مثلبته
على أي نص يخلو منه، وكأنه الروح التي يتوهج بها
الإبداع، والنسغ الذي يمده بالألق والحياة، وإن أي عمل
أدبي-مهما علا شأنه- ليحكم عليه بالموت، إن لم تحلق
به أجنحة الخيال عالياً، ولطالما حكم على بعض النصوص
بأنها من دون روح، مادامت خلواً من الخيال، عصب
النص، وهو ما قسم الأدب-بموجبه- إلى خيالي وغير خيالي،
وواضح أن العمل الذي يحضر فيه الخيال بشكله المناسب،
فإنه يهيئ للمبدع رسم عوالم نصه ببراعة، ووفقاً لقدرة
ملكاته، ولولاه لما احتفلت الأعمال الإبداعية العظيمة
بمقدرتها العالية على التصوير الذي يرفع من مكانة النص
ضمن لعبة الإبداع .
تحيه معطرة بالورد
اهديها لكم على هذا الموضوع القيم
راق لي جداا ماقرأته هنا
شكرا لكم على جمال طرحكم
ننتظر جمالا كهذا الجمال وأكثر
أطيب التحايا وارق المنى