نسال الله ان يرزقنا الصدق والاخلاص في القول والعمل
أغسل قلبك بـ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
بعض الناس يغفلون عن متابعة اخلاصهم فيخشى عليهم
ان يتفاجئوا بان حسناتهم قد بدلت سيئـــات يوم القيامة ويصدق فيهم
قول الله تبارك وتعالى
وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47]
الرياء يطحن الحسنـــات طحنا فبعد ان تتعب في عمل الحسنة تجدها يوم القيامة
في ميزان سيئاتك والعياذ بالله يقول الله
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } [الكهف: 103,104]
فعليك ان تغسل قلبك بـإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
والمشكلة اننا قد تربينا على مراءاة الناس منذ الصغر فدائما ما يقال للصغا ر
لا تفعل كذا او كذا حتى لا يقول الناس عليك
والمفترض ان ينهي الصغار عن فعل المخالفات خشية لله تعالى وليس الناس
بان يقال لهم لا تفعل هذا الفعل
لان الله لا يحبه ولان ديننا ينهانا عن فعله اما اذا تربى على ترك المخالفات
خشية الناس فلن يؤجر على تركها وسيقع فيها من وراء الناس طالما
انهم لا يروه
ومن العجيب ان المرء قد يرائي حتى نفسه فقد يقوم بعبادة في السر ويعجب بها
ويتمنى لو ان الناس راوه وهو يفعلها وقد لا يتحمل حتى يخبرهم بها
الاخلاص يغير حيـــاتك
فعندما تبدا في متابعة نفسك في الاخلاص
ستشعر كانك قد دخلت في الاسلام من جديد ولقد كان
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تأثيرًا عجيبًا على السلف الصالح حتى انهم كانوا
يبكون عند تلاوتها عن مزاحم بن زفر قال
صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرا حتى بلغ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَنَسْتَعِينُ
بكى حتى انقطعت قراءته ثم عاد فقرا
{الحَمْدُ للهِ}.\
[حلية الأولياء (3:154)]
وهذا ليس بمبالغة فالفاتحة هي اعظم سور القران لذا كان لها اعظم التاثير على
النفوس والان اتريد ان تعرف كيف تخلص عبادتك لرب العالمين ؟
اعلم انك لن تستطيع ان تخلص الا اذا اعانك الله
لذلك جاءت إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " بعد " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وكما قال تعالى
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور: 21]
فاطلب منه الهداية وهو يهديك يقول الله تعالى في الحديث القدسي
يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم لذلك كانت الاية التالية هي
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة: 6]
أرأيت التركيب البديع والاختيار الرباني العجيب لاعظم سورة في القران