16-09-2009
|
16-09-2009
|
#2
|
أغنية الصداقة
قصة: يوسف حمدان
لم يكن يعلم ذلك القط أن اللحم التي عثر عليها قبل قليل سيسيل لها لعاب كلب الحارة الشرس ،والذي ما إن لمحها بين فكيه حتى راح يطارده في كل شوارع وأزقة الحارة حتى تمكن من محاصرته فوق جدار مرتفع .. وعندما لم يتمكن من الصعود إليه اشتد نباحه وغصبه . وصادف أن كان يسكن في جحر بأسفل الجدار فأر لم يستطع أن يقاوم فضوله لمعرفة ما يجري في الزقاق قريباً من مدخل جحره .. فأطل برأسه في حذر ، فرأى الكلب ينبح ويحاول الوثب على القط المحاصر فوق الجدار ... فخطرت له فكرة طارئه ابتغى من ورائها أن ينال رضى القط و يحصل منه على الأمان ...!! فلا يعود يهاجمه أو يتعرض له ...! قال الفأر للقط المحاصر فوق الجدار : - لقد صعب حالك يا صديقي علي ، ففكرت في حيلة عاجلة تبعد هذا الكلب عنك ، وتحررك من الوقوع بين براثنه اللعينة ...! فالصديق في وقت الضيق ولا يعرف المرء إلا في الشدة !! وسمع الكلب ما قاله الفأر ، فقال يسخرمنه: - أرني أيها الفأر المغرور ما انت فاعل من أجله ... وما كاد الكلب ينهي كلامه الساخر حتى فوجيء بالفأر " يعفر" التراب في عينيه ويقهقه ضاحكاً: - ها أنا أريتك ماانا فاعلٌ من أجله ...!
ومن العار أن يستمر نباحك بعد هذا الذي حصل لك!!
وتمكن التراب من عيني الكلب ... فلم يعد يرى طريقه واعترف بهزيمته ، إلا أنه مضى وهويتوعد الإثنين !: - حسن أيها الفأر المحتال ، فلا بد أن نلتقي ثانية .. أخبر صديقك القط بذلك أيضاً . لم يعره الفأر اهتماماً وشرع يعبر عن فرحته بالغناء والرقص ، فقدأحسّ بالأمان لأول مرة ... وقال لنفسه: - سنصبح أنا والقط صديقين حميمين ! وسيعمل على حمايتي من بقية القطط وتابع الفأر رقصه وغناءه على سمع وبصر القط الذي سارع بالنزول عن الجدار وشرع يشاركه فرحته بالرقص والغناء !.. وفجأة ضحك القط بصوت عالثم ابتسم ابتسامة عريضة جعلت الفأر يزداد إحساساً بالأمان وقد تلاشت منه مشاعرالخوف المتراكمة من هذا القط " الصديق"!! فراح يردد على سمعه أغنية تتحدث عن صداقة الفأر والقط !! في محاولة منه لتدعيم صداقته له .. إلا أن شهية القط تحركت ..! ورأى الفأر المسكين لسان صديقه يتجول خارج فمه في حركة تنم عما يدور في رأسه فارتاب وحاول أن يلوذ بالفرار ، إلا ان القط كان أسرع منه ، فأمسك به وقال له وهو يدسه في فمه الشره : - لن تجد يا صديقي مكاناً آمناً أفضل من بطني .. فأقم فيها إلى الأبد .. ولا تخش من وعيد كلب أو أنياب قط بعد اليوم !!
ورد الفأر وهو ينزلق في عتمة جوفه : - كم كنت غبياً عندما أمنت غدر عدوي !!
كم كنت غبياً .. كم كنـ ...
|
|
|
16-09-2009
|
#3
|
الأصبع البيضاء
قصة: د.طارق البكري
شعرت منى بألم في أحد أصابع يدها اليسرى..
كانت منى تلعب من بنات وأولاد صفها.. لم تعبأ بالوقعة..
قامت تكمل اللعب : ركضاً ضحكاً وصياحاً...
ولمّا رجعت الى بيتها لم تهتم فقد كان الألم بسيطاً .. درست دروسها.. أنجزت فروضها .. ولعبت مع أخيها ثم نامت...
وفي الليل استيقظت على ألم شديد في أصبعها المصاب.. أشعلت لمبة قريبة من سريرها..
رأت أصبعها منتفخاً ولونه شديد الاحمرار يميل الى السواد مع كتلة منتفخة بسائل أبيض تكلل الأصبع.. خافت مما رأت..
فارتفع صوت بكائها..
جاءت أمها على عجل، ورأت أصبع منى.. أيقظت أباها فقال: عند طلوع النهار نذهب الى الطبيب.
وصلت منى الى المركز الطبي في الصباح الباكر.. وعندما شاهدها الطبيب قال لها: لا تخافي يا حلوة سأضع قليلا من المطهر ومرهماً أسود... وضع الطبيب المرهم حتى غطى الاحمرار والانتفاخ.. وقام بلف شاش أبيض عريض حول الأصبع.. وعندما انتهى بدت أصبع منى ضخمة بيضاء كأنها زرعت قطناً مكان في يدها.. وقال الطبيب: إن منى تستطيع الذهاب الآن الى مدرستها.
وفي المدرسة التف الصبيان والبنات حول منى.. حاولت منى اخفاء أصبعها البيضاء.. وضعت يدها في جيب سترتها.. لكنها تألمت.. الأصبع ضخمة جداً..
صارت أصبع منى حديث الفصل كله..
قام بعض الصبيان الظرفاء بلف محارم ورقية بيضاء حول أصبع من أصابعهم، تعاطفاً مع منى.. وقامت بعض البنات بمثل ذلك..
ظلت منى تضع الشاش الأبيض لأيام وتذهب الى المركز الطبي يوماً بعد يوم لتضع شاشاً جديداً ومرهماً أسود..
بعد أيام نزعت منى الشاش نهائياً.. كانت سعيدة بشفائها وشاركها تلاميذ الفصل فرحتها....
أحد التلاميذ الظرفاء رسم لوحة كبيرة.. رسم أصبع منى ملفوفاً بشاش أبيض بحجم بطيخة... ظلت منى تضحك من هذه الرسمة أياماً طويلة...
وضعت مدرسة منى الرسم في لوحة الحائط.
قالت منى: عندما أكبر أريد أن أصبح مثل الطبيبة التي وضعت لي الدواء والشاش الأبيض...
|
|
|
| | |