03-03-2020
|
|
|
|
|
ياأُماهُ..
أنوارُ وجْهِكِ - يا أمَّاهُ - لمْ تُشَبِ
أنتِ السَّماءُ وأنتِ الشَّمسُ لمْ تَغِبِ
أنتِ النِّساءُ، فلا ترقى لكِ امرأةٌ
في الجودِ، يا خيرَ مَنْ أَعطَتْ بِلا سَبَبِ
ذاكَ الحنانُ وذاكَ الدِّفءُ رافقَني
تلكَ السِّنينَ، فلا أَخْشَى منَ الكُرَبِ
أمَّاهُ في نَسَمَاتِ الفجْرِ تَحْضُرُني
مُغْرَوْرقاً بدموعِ الشَّوقِ والطَّرَبِ
تدْنو فَتُعْجزُني بالكادِ أَسْئلَتي
إلا بدمْعٍ جرَى كالوَدْقِ في صَبَبِ
مُدِّي يمينَكِ - يا أُمِّي - أُقَبِّلُها
أرْقى المكانَ جِنانَ الخُلْدِ ذا الرُّتَبِ
هذا المآلُ فَلا أبْغي بهِ بدَلاً
اَللهُ حسْبي فلاَ أدنُو منَ اللَّهَبِ
قدْ رُمْتِ عنْدَ إلهِ الكونِ منْزلةً
فالْوِلْدُ منْ بَرَكَاتِ الأمِّ في طَلَبِ
هيهات أنْ يرْضى الرَّحمنُ إنْ غَضبَتْ
فاعْقِلْ كلامَ رسولِ اللهِ في الأَدَبِ
الأمُّ ثُمَّ وَلاءُ الأمِّ مُلْتزِماً
.. ذاكَ السَّبيلُ إلى الفرْدَوسِ ذو الأَرَبِ
لا يَدْخُلَنَّ جنانَ الخُلْدِ مُنْتَهِكاً
ذَنْباً مَضَى بعُقُوقِ الأمِّ في الغَضَبِ
أمَّاهُ، ما بَلَغَ المُدَّاحُ في كَلِمٍ
شَيئاً, ولا الخُطَبَاءُ الوَصْفَ في الخُطَبِ
حُقَّتْ لِجُودِكِ أوصافٌ بِلا عَدَدٍ
حتَّى غَدَوْتِ لِبَحْرِ الوَصْفِ كالنَّسَبِ
فَأَنْتِ في شِعْرِ (إبراهيمَ) مَدْرَسَةٌ
تَسْعَى لِإعْدادِ أَجْيالٍ منَ النُّخَبِ
وأنْتِ كالجَوهرِ المكْنونِ تَحْرُسُهُ
عَينُ الرِّعايةِ في جِدٍّ وفي دَأَبِ
وأنْتِ رَوضٌ منَ الجنَّاتِ يُورِقُهُ
عَذْبُ المياهِ إذا ما الرِّيُّ لمْ يُشَبِ
أنْتِ الجِنَانُ، فَمَا يَشْقَى بها أَحَدٌ
أنْتِ النَّعيمُ، فَما يبْلى منَ الطَّلَبِ.
...
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
|