صدق سبحان الله الذي له في كل شيء حكمة ولا ننتظر ان تظهر لنا الحكم لنعلم مدى حكمة الله فالله علي كبير ولكنه سبحانه من حكمته يقرب لنا بما يفتحه على الاخرون صدق قوله وهو الحق لنعتبر وان كان من باب اولى ان نسلم لقضاء الله يقينا وان لم تتكشف لنا الحكم
إذا كنت أيها المؤمن سبباً في علاقةٍ أدّت إلى مفسدة ، فعليك وزر هذه المفسدة ، وإن كنت سبباً في علاقةٍ أدت إلى خير ، إلى هدى ، إلى تقى ، إلى صلاح ، إلى تحقيق مصالح المسلمين ، إلى التخفيف عنهم ، فَلَكَ منها نصيب ، وإذا كنت سبباً في علاقةٍ سيئةً فعليك منها وزر ، لذلك فالله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم : "إنّا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم"
( سورة يس : 12 )
دقق في كلمة "وآثارهم" ، فأعظم الأعمال عند الله هي الأعمال التي إذا مات صاحبها ، واستمرت من بعد موته ، تتجدد منافعها ، يتجدد ثوبها ، من هنا ، ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث . صدقةٍ جاريةٍ . وعلم ينتفع به . وولدٍ صالح يدع له .
لا بد مِن ضرب بعض الأمثلة ؛ لو فتحت محلاً تجاريًا وكل الزبائن نساء ، واستخدمتَ شابًا في ريعان الشباب ، فلو نشأ فسادٌ عند هذا الشاب فأنت السبب ، من يشفع شفاعةً سيئة يكن له كفلٌ منها ، ومن يشفع شفاعةٌ حسنة يكن له نصيبٌ منها .
فقَبْل أنْ تتحرك ، وقبل أنْ تعمل مشروعًا ، قبل أنْ توظف ، قبل أنْ تعين ، قبل أنْ تفصل ، قبل أنْ تعمل أي علاقة ، انتبه إلى أنك إذا كنت سبباً في علاقةٍ أدت إلى مفسدةٍ ، فعليك وزرُ مثل هذه المفسدة ،
إذا أردت أن تفعل أمراً فتدبر عاقبته، فإن كان خيراً فأمضه، وإن كان شرّاً فانته
فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من دعا إلى هُدَى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه
من يشفع شفاعةً حسنة يكن له نصيبٌ منها ، ومن يشفع شفاعةً سيئةً يكن له كفلٌ منها "، انتبِهْ ؛ كلمة " نصيب"غير كلمة "كفل" ، الكفالة فيها غرامة ، أما النصيب ففيه ربح ، ما نصيبي من أرباح هذا العام ، النصيب فيه ربح ، أما الكفالة ففيها مغرم .
هذه الآية أيها الإخوة ، تعضدها الآية الثانية .
إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم .. "
فلينظر كل شخص منا رهانا الله واياكم مايريد ان يلقاه منشورا على صفيحته يوم القيامة
نسأل الله ان يهدينا الى مايحبه ويرضاه