لكل إنسان طريقٌ يتصل به بخالقه، وطريق آخر بمخلوقاته.
وقد يتنكب بعضهم الطريقَ الأول، ويهيم في الطريق الثاني مثلَ عامة البشر، أو يحاول بعضهم ربط الطريقين بغاية واحدة، جاعلاً طريقَ المخلوقات متفرعًا عن طريق الخالق.
ومذ يعقل الإنسان نفسه وهو محاط بأشباهه، مضطرٌّ إلى مخالطتهم، لا يجد سبيلاً للانفراد بنفسه والاستغناء بها عمن سواه.
وقد يصل الإنسان بعد مرانٍ طويل إلى الاستغناء عن كثير مما يرى الناسُ أنْ لا مندوحة لبعضهم عن بعض فيه، ولكن غالب ذلك لا يكون إلا بعد عمرٍ لا بأس به!
وغالب من يرى نفسه مستغنيًا عن كل الناس في كل شيء، يكون محاطًا بكثير من الوهم الذي لم يستبصِرْه جيدًا.
فلكل إنسان قائمةٌ طولى لا يستغني عن بعض خدماتهم، ثمَّن وجودَهم في حياته وأدركهم أو جهله.
ومذ يولد الإنسان وهو محتاج إلى أمِّه، لو يترك دون رعاية هلك.
وحين يكبَر تتسع قائمتُه أو تضيق، ويبدأ بتصنيف الناس حسب منافعه ومصالحه منهم.
حتى إذا عقل الحب وأحس به وتطور معه شعوره به، صار يستكثر ممن يأنس بحبهم وقربهم، ويتشبع بكل لحظاته معهم، مادًّا الحب شراعًا خفيًّا آخذًا بمجامع القلوب.
ويبالغ الإنسان في الزلفى من الأحباب، كالبحر يقذف بموجه على الساحل، فربما فاض مرة؛ حتى إذا فاض انحسر الماء وعاد إلى هدوئه المعتاد، ويندرُ في حياة البشر أن يعاود طوفان المشاعر القلبَ مرة أخرى تُجاه إنسان بعينه، بل يفيض القلب مجددًا تجاه آخرين... فلا يبقى من طوفان المشاعر إلا أصول الأخلاق النبيلة؛ كالوفاء، والصدق، والود والإخاء.
وأحيانًا يفيض القلب بالمشاعر تجاه إنسان، فلا تزداد أرضُ قلبه إلا قحطًا وجدبًا، فيُحمّل القلب بمشاعر اليأس، وقد يستسلم لها فيزهد في الحبيب وقلبه، والدنيا من ورائه!
ومن المصائب أن القلوب مغلفةٌ في الصدور لا يرى قلبٌ قلبًا ولا يُريه إلا عبر ألف رسول!
هذا إن لم يحجب الغيب بينهما!
فلا تلوموا أحبابكم إن عاتبوكم بما لو علِموا به عذروكم؛ فليست للقلوب المحبوسة بين العظام عيونٌ تبصر به عالم الغيب!
ولولا مكانتكم ما خفق قلب بذكر، فضلاً عن عتب.
يظن الإنسان في بعض اللحظات أن لو رمى قلبَه خلفه، لارتاح من ثلاثة أرباع همِّه!
لكن تلك الراحة التي ينشدها لم يُحصِّلها من البشر أحدٌ بعد.
جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء
باااارك الله فيك وفي جلبك الطيب
وجزاك الله عنا كل خير
وكتب لك اجر جهودك القيمه
اشكرك
وسلمت الايااادي لاتحرمينا عطااائك
دمتي وبنتظااار جديدك القااادم
تحيتي وكوني بخير