سَـلْ مُقلةَ العين، مَـنْ بالصِدقِ وافاهـا
حتـــى تَتـَـوّجَ بـالإخــلاص مَـرْآهــا
*
أضواؤها مِــنْ شِــغـاف القلبِ آتـيــةٌ
مـَـنْ يَـقـْرَأ العَينَ، يسـتوحي خفاياها
*
ليـــس الـتحبـُـبُ، فــي تزويق أحرفِه
إنّ الأصالـة تســمو، فــي مُـحـيّـاهـا
*
كـلُ الـمحاســن مهمـا راقَ منظرُها
إنْ سادها الزيـفُ تـدنو مِـن مناياها
*
مَــــن اسـتعـارَ رِداءً، لا يـدومُ لــه
وللـحـقـيـقـةِ عيـْـــنٌ، فـــي مُــؤدّاها
*
تــرنـيـمــةٌ بنـقـاءٍ، صاغــهـا ألَــــقٌ
تُـعــزِزُ الــوِدَّ، فـــي أسـمى نواياهـا
*
اذا النصوصُ تسامَـتْ، فـي بلاغـتِها
بـفضل موْهِبـةٍ، قــد لامَــسَـتْ فـاهـا:
*
يزْهـو النــشـيدُ بهـا، فخرا بما وُهِـبَـتْ
زهْـوَ القـلــوبِ، بِـحُــبٍ قــد تــمَـنّـاها
*
إنّ انســجامَ المعاني فــي صيـاغـتهـا
مثــلُ الـقِـلادةِ رصْـفُ الدّر سَــمّاهـا
*
مهما الـرّيـاءُ تـحَـلّى فــي ذوائــبـِـه
فَـعـقـدَة النـقصِ تُـبـدي سِـرَّ مَـرْضاها
*
والصمْتُ إنْ لم يكن عن حُسْنِ مَعرفةٍ
يُعطي مفاهـيمَ سَـلْـبٍ، فـي مَـرايـاهـا
*
يا مُـنـشِـدا في عفاف الوصْلِ قافــيةً
اعزف لهـا لحْنَ تـخلـيـدٍ لِـفحْـواهـا
*
واكتبْ سطوراً بمضمونٍ، تقولُ بـه:
حِـفـظُ العُهـودِ، نَـقـاءٌ فــي ثـنـاياهـا
*
مــا كــلُ مَــنْ زوَّقَ الجلبابَ يـؤنسـه
فـفـي البواطِـن مـا تُخـفـيــه عُـقـباهـا
*
إن التـحايـا، إذا جــاد اللـسـانُ بـهــا
مِـن مُعجم الحُبِ، صار القلبُ مأواهـا
*
فـإنْ تَـعَـطَّـلَ فـــيها النطقُ، مُنْبَـهِــرا
تـَوَلّـتْ الـكّـفُ رَدّاً، فـــي تَحـايـاهــا
*
يــا مَــنْ يـرومُ دوامــا، فــي تواصله
فَــعِـفّـــةُ النـفـــس للآمــال تـرعـاهـــا
*
إنَّ الغـصــونَ اذا غَـنّـتْ حَــمـائِـمُهــا
والأيْـكُ فــي عِــزّهِ ، طـابـَتْ بِمَغْناها
***
شعر عدنان عبدالنبي البلداوي