تفسير أيات سورة القدر - منتديات هبوب الجنوب

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 



الملاحظات

القرآن الكريم وعلومه يهتم بالقرآن الكريم والتفسير والقراءات والدراسات الحديثية النبوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم منذ 3 أسابيع
ناطق العبيدي متواجد حالياً
لوني المفضل Darkorange
 رقم العضوية : 5078
 تاريخ التسجيل : Jan 2024
 فترة الأقامة : 156 يوم
 أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (11:34 AM)
 المشاركات : 1,466 [ + ]
 التقييم : 1000
 معدل التقييم : ناطق العبيدي has much to be proud ofناطق العبيدي has much to be proud ofناطق العبيدي has much to be proud ofناطق العبيدي has much to be proud ofناطق العبيدي has much to be proud ofناطق العبيدي has much to be proud ofناطق العبيدي has much to be proud ofناطق العبيدي has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير أيات سورة القدر



بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].
نعيش مع سورة القدر، هذه السورة المباركة، والتي فيها إخبار عن ليلة هي من أفضل وأعظم الليالي عند الله تبارك وتعالى، اختارها الله تعالى من دون الليالي لينزل فيها كتابه وهو القرآن الكريم الذي هو خير ما أنزل على البشرية جمعاء، وفي السورة كذلك إخبار عن ليلة مباركة، هي خير من ألف شهر عبادة وأعمالاً صالحات، فالموفق من وفَّقه الله تبارك وتعالى للقيام بحقها، وحق لنا أن نعيش مع هذه السورة المباركة كلها؛ لنعرف ما احتوته من كنوز وبشائر ربانية، وخيرات وبركات إلهية، وأوقات وأزمنة إيمانية.
وسورة القدر هي سورة مدنية، وقيل إنها أول سورة نزلت في المدينة، وهي خمس آيات.
ولما امتازت به هذه السورة المباركة من خصائص وبركات، شرعتُ في تفسيرها وبيان مرادها، وتجلية معانيها، وإظهار بركاتها وخيراتها، وآثرتُ أن أنقل كلام كبار المفسرين لهذه السورة المباركة، لما وجدت من وضوح ظاهر لكلامهم، فلا صعوبة فيه ولا تعقيد.
وإليكم تفسيرها: قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾.
قال الطبري: أي «إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القَدْر، وهي ليلة الحُكْم التي يقضي الله فيها قضاء السنة؛ وهو مصدر من قولهم: قَدَرَ الله عليَّ هذا الأمر، فهو يَقْدُر قَدْرًا».
وعن ابن عباس قال: أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، وكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئًا أوحاه، فهو قوله: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
وقال ابن كثير: «يُخْبِرُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الْمُبَارَكَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدُّخَانِ: ٣]، وَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَهِيَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [الْبَقَرَةِ: ١٨٥]».
وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ: أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ جُمْلَةً وَاحِدَةً مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى بَيْتِ العِزَّة مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ مُفَصَّلًا بِحَسْبِ الْوَقَائِعِ فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُعَظِّما لِشَأْنِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، الَّتِي اخْتَصَّهَا بِإِنْزَالِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِيهَا، فَقَالَ: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾
وقال السعدي: «يقول تعالى مبينًا فضل القرآن وعلوَّ قدره: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾، وذلك أن الله تعالى ابتدأ بإنزاله في رمضان في ليلة القدر، ورحم الله تعالى بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا».
وقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾، قال الطبري: أي «وما أشعرك يا محمد أي شيء ليلة القدر خير من ألف شهر».
وقال القرطبي: «﴿ وَما أَدْراكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾، قَالَ: لَيْلَةُ الْحُكْمِ، وَالْمَعْنَى لَيْلَةُ التَّقْدِيرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُقَدِّرُ فِيهَا مَا يَشَاءُ مِنْ أَمْرِهِ، إِلَى مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْقَابِلَةِ، مِنْ أَمْرِ الْمَوْتِ وَالْأَجَلِ وَالرِّزْقِ وَغَيْرِهِ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يُكْتَبُ مِنْ أُمِّ الْكِتَابِ مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ مِنْ رِزْقٍ وَمَطَرٍ وَحَيَاةٍ وَمَوْتٍ، حَتَّى الْحَاجِّ.
و‏قَالَ عِكْرِمَةُ: يُكْتَبُ حَاج بَيْتِ اللَّهِ تَعَالَى فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، مَا يُغَادَرُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَا يُزَادُ فِيهِمْ، وَقَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ كذلك».
وقال البغوي: ثُمَّ عَجَّبَ نَبِيَّهُ، فَقَالَ: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾، سُمِّيَتْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِأَنَّهَا لَيْلَةُ تَقْدِيرِ الْأُمُورِ وَالْأَحْكَامُ، يُقَدِّرُ اللَّهُ فِيهَا أَمْرَ السَّنَةِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ إِلَى السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان ٤].
وقال السعدي: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾.
أي: ثم فخَّم شأنَها، وعظَّم مقدارها، فقال: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾؛ أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم.
وقال البغوي: «قِيلَ لِلْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ: أَلَيْسَ قَدْ قَدَرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ قَالَ: بَلَى، قِيلَ: فَمَا مَعْنَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ قَالَ: سَوْقُ الْمَقَادِيرِ إِلَى الْمَوَاقِيتِ، وَتَنْفِيذُ الْقَضَاءِ الْمُقَدَّرِ».
وقال الشوكاني: ﴿ وما أدْراكَ ما لَيْلَةُ القَدْرِ ﴾: هَذا الِاسْتِفْهامُ فِيهِ تَفْخِيمٌ لِشَأْنِها حَتى كَأنَّها خارِجَةٌ عَنْ دِرايَةِ الخَلْقِ لا يَدْرِيها إلا اللَّهُ سُبْحانَهُ.
وقالَ سُفْيانُ: كُلُّ ما في القُرْآنِ مِن قَوْلِهِ: وما أدْراكَ فَقَدْ أدْراهُ، وكُلُّ ما فِيهِ وما يُدْرِيكَ فَلَمْ يُدْرِهِ، وكَذا قالَ الفَرَّاءُ، والمَعْنى: أيَّ شَيْءٍ تَجْعَلُهُ دارِيًا بِها؟
وقال ابن جُزَيّ: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾: هذا تعظيم لها، قال بعضهم: كل ما قال فيه ما أدراك فقد علمه النبي صلى الله عليه وسلم، وما قال فيه ما يدريك، فإنه لا يعلمه.
وقوله تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾، عن مجاهد قال: أي عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر.
وقال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾؛ أي: بَيَّنَ فَضْلَهَا وَعِظَمَهَا، وَفَضِيلَةُ الزَّمَانِ إِنَّمَا تَكُونُ بِكَثْرَةٍ مَا يَقَعُ فِيهِ مِنَ الْفَضَائِلِ، وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يُقَسَّمُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي لَا يُوجَدُ مِثْلُهُ فِي أَلْفِ شَهْرٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: أَيِ الْعَمَلُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ».
وقال البغوي: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: "﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾"، مَعْنَاهُ: عَمَلٌ صَالِحٌ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ خَيْرٌ مَنْ عَمِلِ أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ».
وعَنْ أنَسٍ رضي الله تعالى عنه قالَ: «العَمَلُ في لَيْلَةِ القَدْرِ والصَّدَقَةُ والصَّلاةُ والزَّكاةُ أفْضَلُ مِنَ ألْفِ شَهْرٍ»؛ [الدر المنثور ].
وقوله تعالى: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾.
قال القرطبي: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ ﴾؛ أَيْ: تَهْبِطُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ، وَمِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَمَسْكَنُ جِبْرِيلَ عَلَى وَسَطِهَا، فَيَنْزِلُونَ إِلَى الْأَرْضِ وَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَاءِ النَّاسِ، إِلَى وَقْتِ طُلُوعِ الْفَجْرِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ.
﴿ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ﴾؛ أَيْ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: تنزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر: ﴿ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ يعني بإذن ربهم من كل أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك.
وقال ابن كثير وَقَوْلُه تعالىُ: ﴿ تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾؛ أَيْ: يَكْثُرُ تَنزلُ الْمَلَائِكَةِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لِكَثْرَةِ بَرَكَتِهَا، وَالْمَلَائِكَةُ يَتَنَزَّلُونَ مَعَ تَنَزُّلِ الْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ، كَمَا يَتَنَزَّلُونَ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَيُحِيطُونَ بحِلَق الذِّكْرِ، وَيَضَعُونَ أَجْنِحَتَهُمْ لِطَالِبِ الْعِلْمِ بِصِدْقٍ تَعْظِيمًا لَهُ.
وَأَمَّا الرُّوحُ فَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ هَا هُنَا جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ.
وقال الطبري ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾: أي: أُمِرَ بِكُلِّ أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ وَقَضَاهُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلَى قَابِلٍ، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ؛ كقوله تعالى: ﴿ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11]؛ أَيْ: بِأَمْرِ اللَّهِ جل وعلا.
وقال الطبري عن قتادة في قوله: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ قال: يُقضَى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.
فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كل أمر.
وَقَوْلُهُ: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ: سَلَامُ هِيَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ.
وَعَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿ سَلامٌ هِيَ ﴾ قَالَ: هِيَ سَالِمَةٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا سُوءًا أَوْ يَعْمَلَ فِيهَا أَذًى.
وَقَالَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ: تُقْضَى فِيهَا الْأُمُورُ، وَتُقَدَّرُ الْآجَالُ وَالْأَرْزَاقُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾، وَقَوْلُه تعالى: ﴿ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾، وعَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾، قَالَ: تَسْلِيمُ الْمَلَائِكَةِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عَلَى أَهْلِ الْمَسَاجِدِ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ.
وَرَوَى ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: "مِنْ كُلِّ امْرِئٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".
وَقَالَ قَتَادَةُ وَابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿ سَلامٌ هِيَ ﴾ يَعْنِي هِيَ خَيْرٌ كُلُّهَا، لَيْسَ فِيهَا شَرٌّ إِلَى مَطْلَعِ الْفَجْرِ، وقال الطبري: أي: سلام ليلة القدر من الشر كله من أوَّلها إلى طلوع الفجر من ليلتها.
وقال البغوي: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ ﴾ يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَهُمْ، فِيهَا أَيْ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ﴿ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾؛ أَيْ: بِكُلِّ أَمْرٍ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؛ كَقَوْلِهِ: ﴿ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: ١١]؛ أَيْ: بِأَمْرِ اللَّهِ.
﴿ سَلَامٌ ﴾ قَالَ عَطَاءٌ: يُرِيدُ: سَلَامٌ عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ طَاعَتِهِ، وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هُوَ تَسْلِيمُ الْمَلَائِكَةِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ عَلَى أَهْلِ الْمَسَاجِدِ مِنْ حَيْثُ تَغِيبُ الشَّمْسُ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ.
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: الْمَلَائِكَةُ يَنْزِلُونَ فِيهِ كُلَّمَا لَقُوا مُؤْمِنًا أَوْ مُؤْمِنَةً سَلَّمُوا عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ.
وقال السعدي: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾؛ أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾؛ أي: مبتدؤها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر.
وبعد بيان وتفسير سورة القدر، نقف مع بعض المسائل المتعلقة بليلة القدر المباركة:
سميت ليلة القدر بهذا الاسم، لعظيم قدرها وشرفها وفضلها في ذاتها، وأن فعل الطاعات فيها له قدر ومكانة ومنزلة، ولأن الله تعالى أنزل فيها كتابًا ذا قدر على رسول ذي قدر، واختص بها أمة ذات قدر على باقي الأمم.
والله جل وعلا يقدر في ليلة القدر ما شاء من أمره إلى السنة القابلة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4].
ومن فضائل ليلة القدر المباركة:
أنها ليلة أنزل الله تعالى فيها القرآن؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾.
وأنها ليلة مباركة كما وصفها ربُّنا جل وعلا في قوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾.
وهي ليلة يقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية؛ لقوله تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾.
وأنها فُضِّلت العبادة فيها عن غيرها من الليالي؛ كما قال تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾.
وأن الملائكة تنزَّل فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة؛ لقوله تعالى: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾.
وهي ليلة خالية من الشر والأذى، وتكثر فيها العبادة والطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها، فهي سلام كلها، قال تعالى: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
لقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، في العشر الأواخر منه، وخصوصًا في أوتارها.
وليلة القدر ليلة باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر.
إن الأقرب إلى الدليل أن ليلة القدر تنتقل، وليست ثابتة في ليلة محدَّدة من كل عام، بل مرةً تكون ليلة إحدى وعشرين، ومرة تكون في ثلاث وعشرين، ومرة تكون في خمس وعشرين، ومرة تكون في سبع وعشرين، ومرة تكون في تسع وعشرين، فهي بهذا مجهولة لا معلومة.
‏لقد أخفى الشارع الحكيم وقتها، لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَدَعوا العمل والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، وبذلك يحصل الاجتهاد في ليالي الشهر، وخاصة في العشر الأواخر منها، حتى يدركها الإنسان.
‏قال ابن تيمية: "وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيرى أنوارها، أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر"، وقال النووي: "فإنها تُرى وقد حقَّقها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنة في رمضان، كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث، وأخبار الصالحين بها، ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر".
ومن العلامات التي تُعرف بها ليلة القدر، ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها"؛ أخرجه مسلم.
وأما غير ذلك من العلامات، فلا يثبت فيها حديث، ككونها ليلة ساكنة، لا حارة ولا باردة، ولا يُرى فيها بنجم، ولا يحل للشيطان أن يخرج مع الشمس يومئذ.
ما الأفضل ليلة القدر أم ليلة الإسراء؟
يقول ابن تيمية: «ليلة الإسراء أفضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وليلة القدر أفضل بالنسبة إلى الأمة».
ليلة القدر هي أفضل ليالي السنة على الإطلاق.
‏ونقل عن الإمام الشافعي قوله: أستحب أن يكون اجتهادُه في يومها كاجتهاده في ليلتها.
‏أن الحكمة من إخفائها؛ ليجتهد العبد في العبادة والطاعة في جميع ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
هذا ما تيسر الوقوف عنده من مسائل وأحكام وفوائد تتعلق بسورة القدر، وليلة القدر.
وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يعيننا على قيام ليالي رمضان وليلة القدر بحقٍّ وصدق، وأن يرينا إياها، وأن يتقبَّلها منا جل وعلا، والحمد لله رب العالمين.
د. كامل صبحي صلاح


الموضوع الأصلي: تفسير أيات سورة القدر || الكاتب: ناطق العبيدي || المصدر: منتديات هبوب الجنوب

كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب






رد مع اقتباس
قديم منذ 3 أسابيع   #2



نجوى الروح متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4286
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (10:56 AM)
 المشاركات : 41,377 [ + ]
 التقييم :  47531
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Burlywood
افتراضي



اجدت النقل
شكرًا جزيلًا


 

رد مع اقتباس
قديم منذ 3 أسابيع   #3


أبو مشاري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4472
 تاريخ التسجيل :  Jul 2018
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (09:32 AM)
 المشاركات : 10,310 [ + ]
 التقييم :  6000
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgoldenrod
افتراضي



لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل


 

رد مع اقتباس
قديم منذ 3 أسابيع   #4


هبوب الجنوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5085
 تاريخ التسجيل :  Mar 2024
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (06:33 AM)
 المشاركات : 4,420 [ + ]
 التقييم :  3250
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام


 

رد مع اقتباس
قديم منذ 3 أسابيع   #5


سمو الروح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (10:24 AM)
 المشاركات : 37,125 [ + ]
 التقييم :  13500
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اهنيك ع الذوق
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء
وجهداً ملحوظ تشكر عليه
دمت بروعة طرحك
أكاليل الزهر أنثرها في متصفحك


 

رد مع اقتباس
قديم منذ 3 أسابيع   #6


فتى الجنوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4581
 تاريخ التسجيل :  Mar 2019
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (10:42 AM)
 المشاركات : 27,606 [ + ]
 التقييم :  14105
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkred
افتراضي



راق لي جدا ماقرأته هنا
شكرا لكم على جمال طرحكم
ننتظر جمالا كهذا الجمال وأكثر
أطيب التحايا وارق المنى


 

رد مع اقتباس
قديم منذ 3 أسابيع   #7


كايد الجرح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1762
 تاريخ التسجيل :  Dec 2010
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (12:13 AM)
 المشاركات : 27,067 [ + ]
 التقييم :  49206
 SMS ~
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها ●● فالموت لا شك يفنينا ويفنيها ●●
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم


 

رد مع اقتباس
قديم منذ 3 أسابيع   #8


المركز الأعلامي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 236
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (09:52 AM)
 المشاركات : 18,343 [ + ]
 التقييم :  11700
لوني المفضل : Brown
افتراضي



نقل مميز ومفيد بوركت جهودك


 

رد مع اقتباس
قديم منذ يوم مضى   #9



الوافي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (12:08 PM)
 المشاركات : 55,740 [ + ]
 التقييم :  87581
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
يقولون من يرفع راسه فوق تنكسر رقبته
وأنا أبي أرفع رآسي فوق وأشوف منهو كفو يكسرهـ
تراني أنتظركـ ..
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



متصفح رائع
طرح يعانق النقاء بكل هدوء
تسلم الانااامل يعطيك الف عاافيه
أتمنى لك مزيد من التميز
تقديري وأحترامي


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أداة, القدر, تفسير, صورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سورة الفاتحة الوافي القرآن الكريم وعلومه 6 منذ 4 أسابيع 01:12 PM
تفسير سورة قريش الوافي القرآن الكريم وعلومه 7 24-04-2024 11:46 PM
تفسير سورة المسد الوافي القرآن الكريم وعلومه 7 24-04-2024 11:45 PM
تفسير أيات سورة عبس ناطق العبيدي القرآن الكريم وعلومه 10 24-04-2024 10:36 AM
أرقام وإحصاءات قرآنية الوافي القرآن الكريم وعلومه 22 15-04-2024 04:25 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


أقسام المنتدى

۩۞۩ أناقـــة بنات ♣ نون النسـوه ۩۞۩ | ۩۞۩ آرشيف المواضيع المكرره والمحذوفات ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب إستقبال الأعضاء الجدد ۩۞۩ | ۩۞۩ التنمية البشريه وتطوير الذات ۩۞۩ | الاقسام العامة | الاقسام الاسلامية | ۩۞۩ صوتيات ومرئيات هبوب الاسلامية ۩۞۩ | ۩۞۩ مدونات أعضاء هبوب الخاصة ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب تطوير المواقع والمنتديات ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب الديكور والأثاث المنزلي ۩۞۩ | الأسرة والمجتمع | ۩۞۩ هبوب القرارات الإدارية والتكريم ۩۞۩ | هبوب الشيلات والقصائد الصوتيه | ۩۞۩ هبوب الفتوشوب وملحقات التصميم ۩۞۩ | ۩۞۩ الحيوانات والطيور والنبات والطبيعة ۩۞۩ | ۩۞۩ التهانى والاهداءات والمناسبات ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب ذوي الأحتياجات الخاصة ۩۞۩ | فعاليات ومسابقات الأعضاء | ركن تواصل الاعضاء | ۩۞۩ هبوب الكمبيوتر والبرامج ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب عالم الرجل ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب الطب والصحة العامة ۩۞۩ | القرآن الكريم وعلومه | ۩۞۩ خاص بتطوير منتدى هبوب الجنوب ۩۞۩ | مطبخ أعضاء هبوب والوصفات التحضيريه | ♔ الأقسام الإدارية ♔ | التصميم والجرافيكس | ۩۞۩ كوفي اعضاء هبوب الجنوب ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب السيارات والدراجات النارية ۩۞۩ | ۩۞۩ تصاميم أعضاء هبوب الحصرية ۩۞۩ | ۩۞۩ مرافئ كتابات الأعـضاء بأقلامهم ۩۞۩ | مجلة هبوب الشهرية | الأقسام التعليميه | ۩۞۩ هبوب التربيه والتعليم واللغات ۩۞۩ | الشباب والرياضة | هبوب طلبات التصاميم | ۩۞۩ هبوب الاقتراحات وشكاوي الاعضاء ۩۞۩ | هبوب الرياضة العربيه | ۩۞۩ فواصل واكسسوارات تزيين المواضيع ۩۞۩ | الأقسام التقنية وتكنولوجيا البرامج | ۩۞۩ هبوب الجوالات بانواعها وتطبيقاتها ۩۞۩ | طلبات الاعضاء وتغيير النكات | الاقسام الأدبية والثقافية | هبوب شرح خصائص المنتدى | ۩۞۩ هبوب نبي الرحمة والصحابة الكرام ۩۞۩ | ۩۞۩ هبوب التراث والشخصيات التاريخية ۩۞۩ | منتدى الحج والعمرة | غزوات ومعارك |




Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع

Security team

This Forum used Arshfny Mod by islam servant