دخل التلفاز إلى حياتنا من بابها العريض ويكاد لا يخلو منزل من تواجده.. ولن نتكلم اليوم عنه كآلة تسبب الأمراض نتيجة الاشعة المنبعثة منه، بل سنتكلم عن برامجه التي تشكل الخطر الأكبر فهي تؤثر على وعي الإنسان إضافة إلى جسده..
من يعمل في مجال الدعاية والإعلان يكون على دراية بأن أي برنامج يعرض على الشاشة يجب أن يكون ممولا ومدعوما من قبل الشركات التجارية، الغذائية، الدينية أو السياسية، وبالتالي فإن تلك البرامج تعرض لأهداف محددة سواء أكان ذلك واضحا للمشاهد أم لم يكن عبر رسائل تشفيرية يمكن لعين الخبير فقط أن تلتقطها.. والهدف من ذلك بالطبع هو إيجاد مزيد من الأتباع لفكر معين مما يوفر سيطرة أكبر على الحشود إضافة إلى زيادة الاستهلاك وخلق حالة من عدم الرضى عن النفس التي تجعل الانسان في كآبة مستمرة ويجري حتى يغطي تلك الكآبة بمتعة التسوق والمنتجات.
التلفاز بحد ذاته هو فكرة رائعة إن أمكن استخدامه بطريقة أخرى.. ذلك يمكن تحقيقه عبر جعل الجامعات ومراكز العلم والأبحاث هم الملاك لهذه الوسيلة الإعلامية.. البرامج يجب أن تكون تعليمية تهدف إلى نشر المعرفة وليس الإعلانات.. يمكن تقسيم البرامج وفق الفئات العمرية.. فيكون هنالك البرامج التي تعلم الرسم والألوان والفن واللغات والعلوم والطاقة والصحة وغيرها من العلوم التي تفيد في رفع وعي والإنسان وليس جعله عبدا يسهل السيطرة عليه..
يمكن للتفاز أن يتحول إلى وسيلة لنشر آخر الأبحاث والعلوم، فهو يوفر منصة جيدة للحوار وتبادل المعرفة عبر القارات ليستفيد منها الباحثون والطلاب.. ايضا يمكن أن يكون هنالك برامج تشرح عن التأمل وتأثيره على حياة الإنسان ورحلته على هذه الأرض بدل أن تكون البرامج عبارة عن أفلام تنشر الرعب وأفكار القتل..
في ظل غياب هذه البرامج يكون الاستخدام الأنسب للتلفاز هو عدم استخدامه.. إطفاؤه وحتى رميه من المنزل فمجرد وضعه في الكهرباء كفيل ببدء إشعاعاته الضارة حتى ولو كان مطفئاً.. ولتعرف مدى تأثر التلفاز عليك وعلى وعيك، تجنب مشاهدة التلفاز لشهر مثلاً، قم باطفائه كلياً وراقب ما يحدث في حياتك وخصوصا أحلامك في الليل.. بعد تلك الفترة قم بمشاهدة أي برنامج وراقب ما سيحدث.. ستعرف عندها من أين تأتي جميع أفكارك وحتى أحلامك.. كل ما تشاهده في التلفاز سينعكس ويؤثر عليك.. ستتغير عاداتك الغذائية، هواياتك، تعريف الجمال لديك.. كل حياتك ستتغير بمجرد إطفاء التلفاز.. فهل أنت جاهز لهذا الاختبار؟