أن
العدل خلاف الجور أمر الله تعالى به القول والحكم فقال تعالى :
[وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى] وقال [وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ]
وعلى
العدل قام امر السماء والأرض ومن هناء كيف لا يكون رسول الله صلى الله وعليه وسلم
عادلا وهو القائل ( ثلاث إجلالهم من إجلال الله تعالى ) وذكر من بينهم الإمام العادل وذكر أن سبعه يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله وعد منهم الامام العادل وقال (إن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة )وبين أنهم الذين يعدلون في حكمهم وماولوا
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عادلاَ في قوله وفي فعله وحكمه. لا يجور ولا يحيف وكان
العدل من أخلاقه وأوصافه اللازمه له فقد عرف به في الجاهلية قبل الاسلام وهذه مواقف له صلى الله عليه وسلم يتجلى فيها هذا الخلق النبوي الكريم وهي :
* تحكيم قريش له في وضع الحجر الأسود بعد خلاف شديد كاد ان يفضى بهم الى الاقتتال .
فقالوا بتوفيق من الله تعالى نحكم أول قادم علينا غداً فكان صلى الله عليه وسلم أول قادم
فقالوا هذا الأمين هذا الحكم رضينا به فحكم بأن يوضع الحجر في ثوب وتأخذ كل قبيله بطرف ثم اخذ الحجر بيديه ووضعه في مكان من جدار البيت فحكم فعدل وكان مظهر من مظاهر عدله صلى الله عليه وسلم .
*لما سرقت المخزومية وشق على المسلمين إقامة الحد عليها فتقطع يدها فتوسطوا له بحبه وابن حبَه أسامه بن زيد فرفع اليه القضيه فقال (أفى حد من حدود الله تشفع ياأسامه والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها) فكان هذا مظهرا عظيما للعدل المحمدي.
منقول من كتاب (هذا الحبيب يامحب )