بعيدًا عن الرومانسية
الحالمة، يجب أن نقرّ بمركزيّة دور المرأة
في المجتمع،ولا يمكن لأيّ أمّة أن ترقى
وتنهض بدون مشاركة المرأة الفعّالة - مع الرجل - في بناء
الأسرة السليمة، وتربية الأبناء التربية
المنشودة،وفي إسهامها في عجلة
الإنتاج والعمل. و للأمانة، أشير إلى
العبء الثقيل الملقى على عاتق المرأة
هذه الأيّام، فمن جهة، خرجت المرأة
للعمل خارج البيت، و لكنّها في نفس
الوقت تقوم بالواجبات المنزليّة المعتادة،
و أحيانًا كثيرة بدون مساعدة الرجل/الزوج.
و لنتذكّر، إنّ عملَ المرأة ليس هدفه
الوحيد الراتب و المردود المادّيّ -
مع أهميّة هذا الدخل للمساهمة
في سدّ حاجات الأسرة المتزايدة -
بل إنّه، كذلك، يمنح المرأة الفرصة
لإثبات ذاتها وتعزيز ثقتها
بنفسها وبشخصيّتها، ويشعرها بأنّها
تحقّق ذاتها، كما يُسهم في
تخفيف/تقليص المفاهيم والأنماط
التقليديّة التي كانت تعتبر المرأة للبيت
وللمطبخ والرجل للعمل والكسب وتحمّل
مسؤوليّة إعالة الاسرة وحده.
ومن خلال تجاربي في الحياة، يمكنني
القول: إنّني - و الحمد لله - كانت، وستظلّ،
مواقفي من المرأة كلّها احترام
و تفهّم و تعاون! حرصتُ على طاعة
أمّي و محبّتها، وقد فارقتِ
الحياةَ، رحمها اللهُ، و هي راضية عنّي!
علاقتي بأخواتي كانت - و لا تزال - علاقة
برّ و رحمة وصلة دائمة لا تعكّرها الأنانيّة!
أمّا زوجتي فبيننا علاقة المودّة و الاحترام
و الرحمة و المشاركة في السرّاء و الضرّاء!
و أنعم عليّ الباري بزوجات صالحات طيّبات
لأبنائي، و علاقتي بهنّ و بالحفيدات علاقة
محبّة وتقدير واحترام متبادل!
و في مشوار الحياة، عرفتُ الزميلات في
الدراسة والعمل، و كان التفاهم و التقدير
و الثقة ما يميّز العلاقة المتبادلة بيننا!
آمنتُ - و لا زلتُ - أنّ المجتمع لن يرقى
و لن يتقدّم إلّا بتعاون المرأة و الرجل
و مشاركتهما، وما أصدق قول الشاعر الزهاوي :
يرفعُ الشعبَ فريقا ... نِ إناثٌ وذكور
وهل الطائرُ إلّا ... بجناحَيْه يطير
آمنتُ - ولا زلتُ - أنّ المرأة تمتلك الطاقات
و القدرات و المؤهّلات لتتبوّأ أرفع المناصب،
و تشارك في شتّى المجالات - بدون إهمال
أنوثتها و أمومتها - و من بينها المجال
السياسيّ والجماهيريّ!
آمنتُ أنّ المرأة التي تعمل خارج البيت
و تقوم بواجباتها المنزليّة تستحقّ
العون و المساعدة، و لا بأس – بل المطلوب -
أن يشارك الرجال النساء في الأعمال المنزليّة،
و رعاية الأبناء و تربيتهم!
قد تكون المرأة أضعف من الرجل في
قوّة العضلات، لكنّها قد تفوقه، أحيانًا،
في قوّة الإرادة!