كان يبكي كلما مر بي
وأنا الهو وحيداً و بعيدا
بين نخلتي الطابوني* والأومفتيتي *
في سانية جدي
مع ارجوحة تأخذني
إلى سماء بعيدة عن كلِ هذا الخراب ..
كان يبكي عند ناصية الوجع آخر الليل
لم يحتفي ولو مرة بعيد ميلادي !
كلما اقتربت منه يزداد في سُكرهِ
مع نشيج المدامع الكسيرة
و أنا ادس في جيبه الكثير
من النقود و الفرح الأثير ..
ها أنا و بطريقة ما
كبرت .. وشجرة العنب
ببيتنا القديم..
ومازال ذاك الحب العجوز
يبكي كلما
مر أمام باب بيتنا
محملاً بالبنفسج الكسير
و بالضحك المخمور
من أفوه الذين رحلوا
ولم يأخذوا معهم
كل هذا البكاء المعلق
في ستائر الليل
وحتى آخر الصباح ..
* المنوبية: حي عريق بمدينة الخُمس .
* الأموفيتيتي والطابوني:
نوع لذيذ من الرطب في
سواني ( مزارع )
الخُمس القديمة .(مدينة ليبية)