12-09-2019
|
#225
|
أيتها المرأةُ التي كانت في سالف الزمان حبيبتي
لماذا تضعين الوقتَ في حقائبكِ..
وتسافرينْْ.؟
لماذا تأخذينَ معكِ أسماءَ أيام الأسبوعْ ؟
وكرويّةَ الأرضْ..
كما لا تستوعب السمكةُ خروجها من الماءْ..
أنتِ مسافرةٌ في دمي..
وليس من السهل أن أستبدل دمي بدمٍ آخرْ..
ففصيلةُ دمي نادرة..
كالطيور النادرة..
والنباتات النادرة..
والمخطوطات النادرة..
وأنتِ المرأةُ الوحيدةُ
التي يمكنُ أن تتبرَّع لي بدمها...
ولكنكِ دخلتِ عليَّ كسائحهةٍ
وخرجتِ من عندي كسائحةْ..
كانت كلماتُكِ الباردة
تتطايرُ كفتافيت الورق..
وكانت عواطفكِ..
كاللؤلؤ الصناعيِّ المستوردة من اليابانْ...
وكانت بيروت التي اكتشفتها معكِ
وأدمنتُها معكِ
وعشتُها بالطول والعرض .. معكِ..
ترمي نفسَها من الطابق العاشر
وتنكسرُ .. ألفَ قطعةْ ..!
نزار قباني
|
|
|
|