منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #10


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(10)
العــــــــائد



يوم آخر يمر ببطء .. ما أقسى الفراغ .. لقد افتقدت المكتبة .. واشتقت لكتبى الحبيبة هناك .. لا أعلم إلى متى ستظل المكتبة مغلقة .. أرملة عم حامد لا تكاد تفيق من الحزن .. ولم أتمكن من محادثتها بهذا الشأن الآن .. كم يؤلمنى أن ينتهى الأمر على هذا الحال

وصية عم حامد تؤرقنى .. يجب أن أحافظ عليها وأعتنى بكتبه الأثيرة .. ولكن كيف سأتمكن من ذلك الآن؟ .. كيف؟

- أبلة أحلام .. أبلة أحلام

لا ينقصنى سواكِ الآن .. تنهدت فى صبر وسألتها
- فيه إيه يا مى؟

أخذت أنفاسها تتلاحق من مجهود عدوها من الشارع حتى البيت
أشرت لها أن تهدأ قليلا حتى أفهم ما تريد قوله

قالت بعد لحظات

- المكتبة
- مالها؟
- فيه عربية كبيرة واقفة عندها وبيلموا فيها الكتب
- إيه!

لا أدرى متى ولا كيف كانت خطواتى تركض فى اتجاه المكتبة ليذهلنى ما رأيت .. بعض العمال ينقلون الكتب إلى سيارة تقف أمام المكتبة .. اندفعت نحوهم وأنا اهتف بهم

- انتوا بتعملوا ايه .. واخدين الكتب على فين؟

لم أتلق ردا .. فازداد غضبى وقطعت عليهم الطريق وأنا أتشبث بكتبى الحبيبة

- مفيش كتاب واحد هيخرج من هنا .. فاهمين

- مين حضرتك؟


التفت نحو مصدر الصوت ليطالعنى وجه شاب يقف عاقدا ذراعيه أمام صدره وعينيه تتفحصنى بصمت

تقافزت شياطين الغضب من عينى وأنا أقول
- انت اللى مين .. وواخد الكتب دى على فين .. مين اللى سمحلك بكده

أجابنى بذات البرود

- ما قولتيش مين حضرتك

ابتلعت غضبى وأجبته

- أنا المسئولة عن المكتبة دى وكل اللى فيها أمانة فى رقبتى فى غياب عم حامد

- الله يرحمه

أعادتنى كلماته للواقع فغياب عم حامد سيطول كثيرا .. كثيرا جدا

أدرت ظهرى له لأدارى دمعة حزن انسابت رغما عنى قبل أن أسأله

- وتبقى مين حضرتك؟

- أنا خالد ابن أخوه

التفت نحوه ببطء .. عجبا لم يحدثنى عم حامد عنه أبدا .. وأين كان هو طوال السنوات الماضية .. لم لم يتذكر عمه سوى الآن بعدما رحل
ارتسم السؤال فى عينى ورسم ملامح استنكار على وجهى دفعته ليسرع بالإجابة عليه

- كنت مسافر .. ورجعت بعد ما بلغنى الخبر

أشرت إلى كومة الكتب الملقاة فى السيارة وأنا أقول

- وراجع تهدم حلمه بعد ما راح .. هتعمل ايه فى الكتب اللى كان معتبرها أولاده وكان بيوصينى عليها كل يوم .. هتحرقها ولا هترميها ولا هتبيعها برخص التراب اللى صاحبها تحته

- انتِ بتقولى ايه؟

قلت بثورة

- باقول اللى بتفكر فيه دلوقت .. خلاص عمى مات وحلمه مالوش مكان .. وأنا أولى بحق المكتبة من شوية ورق محدش عارف قيمتهم

رفع حاجبيه فى دهشة من غضبى وقبل أن يفتح فمه كنت أدرت ظهرى له وابتعدت

هتف بصوت مرتفع
- لو سمحتِ يا مدام

التفت له بنظرة مرعبة كما لو كان قذفنى بقالب من الطوب .. وليعلم الله أن كلمته أشد إيلاما ووجدتنى أصرخ فى وجهه

- آنسة .. اسمى آنسة أحلام
- انتِ عصبية ليه كده
- لو كنت عشت عمرك بين الكتب دى وحبيتها زى ما عم حامد حبها مكنش هيهون عليك تعمل فيها كده

مسحت وجهه بأكثر نظرات الضيق والاشمئزاز إيلاما وأنا أقول
- الله يرحمك يا عم حامد

ومضيت فى طريقى إلى البيت وقلبى يعتصر ألما على كتبى الحبيبة
أطلقت تنهيدة من أعماق صدرى ورفعت عينين دامعتين للسماء وأنا أردد
- سامحنى يا عم حامد




رد مع اقتباس