منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - اللُّعْبِيَّة تلك الظاهرة السِّلْبِيَّة (الإنسان العربي المعاصر والمخترعات الحديثة).
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 19-06-2022
نجوى الروح غير متواجد حالياً
Libya     Female
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام وسام 
 
 عضويتي » 4286
 جيت فيذا » Oct 2017
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (11:37 PM)
آبدآعاتي » 41,123
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه » دولتي الحبيبه Libya
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » نجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond repute
اشجع
مَزآجِي  »
sms ~
mms ~
MMS ~
 آوسِمتي »
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام وسام   مجموع الاوسمة: 6

 
افتراضي اللُّعْبِيَّة تلك الظاهرة السِّلْبِيَّة (الإنسان العربي المعاصر والمخترعات الحديثة).











/align]

اللُّعْبِيَّة الظاهرة السِّلْبِيَّة (الإنسان العربي

اللُّعْبِيّة تلك الظّاهرة السِّلبِيَّة
(الإنسان العربي المعاصر والمخترعات الحديثة)

يقال "إن الإنسان اجتماعي بطبعه" وهذه
الاجتماعية تفرض عليه أنواعا من العلاقات
الإنسانية في كل دائرة من دوائر علاقاته
المتنوعة من الأسرة الصغيرة إلى العائلة
الكبيرة إلى "أسرته" في العمل، أو الوظيفة،
إلى أخرى في النادي الرياضي أو الثقافي
أو الاجتماعي إن كان ممن يشاركون في النوادي
والجمعيات المختلفة، فالإنسان صار "عقدة"، أو رابطة،
في شبكة مُحبَكة من الحبال والخيوط والروابط الكثيرة
والمتنوعة والمعقدة يتصل بعضها ببعض تسمى
النسيجَ الاجتماعيَّ؛ وهكذا تطورت علاقات الإنسان
الاجتماعية كما تطورت وسائل الاتصال المباشر ووسائل
التواصل غير المباشر، وستزداد تطورا كلما تطورت
الاختراعات وتقدمت البحوث وتطبيقاتُها وكلما
أتيحت هذه المخترعات للجمهور العريض، ولعلنا
سنصل في يوم ما إلى التواصل الفوري الآني
من غير وسائط بما يشبه التخاطر الذهني،
أو "الثليباتي"، لكنه تواصل متاح لكل الناس
خلافا للتخاطر القديم "المتاح" لبعض الأفراد
المتميزين الذين يتمتعون بقدرات ذهنية خارقة
للعادة؛ وربما سنصل إلى مستوى من التقنية
بحيث يتواصل شخصان، أو أكثر، وهما في مكانين
بعيديْن متضاديْن كأن يكون أحدهما في القطب
الشمالي والآخر في الجنوبي، أو أحدهما في
أقصى الشرق والآخر في أقصى الغرب، أو كأن
يكون أحدهما في السِّماك هناك في العالي
والآخر على الأرض يمشي أو يسبح في الأعماق
في أمواج المحيط في الأسفل كأنهما في جوار
متلامس أو حوار متلابس بحيث يكاد الواحد منهما
يمس الآخر أو يشم عطره أو يسمع أنفاسه
أو يحس بحرارة جسده، وما ذلك بمستغرب
ولا هو بالمستبعد.

وهذه "التكنولوجيا" تتقدم وتتطور ونحن
لا نكاد نسمع عنها أو نعلم منها شيئا إلا بما
يجود به علينا غيرُنا ويتكرم به بعدما يكون قد
استنفد إمكانياتها وما تتيحه له أولا من المزايا
وعناصر القوة والسيطرة والهيمنة السياسية
والاقتصادية والحربية والثقافية، ويكون قد قضى
وطره منها واكتفى وشبع؛ غير أن وفود المختراعات
"التكنلوجية" الحديثة من الهاتف النقال إلى
الحاسوب الشخصي الجوال إلى تلك الوسائط
"السيبيرية" العجيبة في التواصل الاجتماعي من
المواقع في الشبكة العَنْكَبِيَّة(*) العالمية و وسائل
الربط السريعة بين الأشخاص غير الربط بالخيوط
والخطوط لم تُرَقِّ الإنسان العربي في عمومه بل
جعلته، وفي كثير من الأحيان، ينحط إلى درك
أسفل مما كان عليه قبل معرفته بها واقتنائه لها،
بل صارت هذه الوسائل مصادر بلاء وعناء ووباء بل
عادت عليه بالوبال والنكال وسوء الحال وتسببت
في تخريب بيوت وتقطيع للأرحام وتسفيه الأحلام.
اللُّعْبِيَّة الظاهرة السِّلْبِيَّة (الإنسان العربي
فما شأن هذا الإنسان العربي من هذا كله وما باله معه؟ ك
يف أساء استعمال هذه المخترعات العجيبة؟ وكيف
سيستغلها لتطوير حاله وتسهيل ظروفه المعيشية
وتحسين علاقاته الاجتماعية؟ أم تراه سيستعملها لتعميق
تخلفه وتحقيق بهيميته الكامنة فيه بالفطرة والاكتساب
معا كأن يوظف تلك المخترعات في بث الشرور ونشر
الفسوق وتسويق الدعارة الصريحة، أو المموهة،
ولنا فيما هو مشاهد أو مروي أو محكي اليوم من
فساد يفعله هذا الإنسان العربي بسوء استعماله
للمختراعات الحديثة حتى انقلبت بين يديه من منحة
إلى محنة، ومن نعمة إلى نقمة، ومن وسائل تقريب
إلى أجهزة تخريب، ومن عوامل تعمير إلى معاول تدمير، وهكذا...
اللُّعْبِيَّة الظاهرة السِّلْبِيَّة (الإنسان العربي
لقد اخترع الإنسان منذ وُجد على الأرض أشياءَ
كثيرةً لا تعد ولا تحصى وابتدع الكثير الكثير،
و ما زال يخترع ويبتدع، ولن يتوقف عن هذا وذاك
إلى أن يفنى، فاستغل بعضَها في الارتقاء وبعضها
في الانحطاط، وبعضها للبناء وبعضها للهدم، ولكن
ما شأن الإنسان العربي المعاصر في هذا كله؟
إنه مستهلك وليس مستهلكا بعقلانية أو باعتدال
بل بإسراف وشراهة ونهم وجوع وعطش ولهفة
ومهتِّك ومتهتك في الوقت نفسه كأنه عدو
نفسه بل هو عدوها فعلا.

الإنسان العربي المعاصر مصاب بما أسماه
العالم الاجتماعي الكبير والشهير ذو الصِّيتِ
العالمي الواسع الأستاذ مالك بن نبي، رحمه الله
تعالى وغفر له وعفا عنه، بـ"اللُّعبية"(**) (gadgétisme)
وهو لفظ مركب من "gadget"أي أداة وما شابهها
كالجهاز والآلة والعدة أو اللعبة؛ و"isme" وهي اللاحقة
التي تدل على "الإيديولويجا" أو الاعتقاد أو النزعة،
وتظهر هذه النزعة في شهوة الإنسان العربي في
اقتناء الأشياء بإسراف وشره، كما بينته في الهامش
أدناه، كأنه ينازع على الغلبة وينافس على التفوق
والفوز، الفوز على من؟ لست أدري.
اللُّعْبِيَّة الظاهرة السِّلْبِيَّة (الإنسان العربي
وقد تجلَّت هذه "اللُّعبية" المقيتة بأظهر
وجوهها عند نوع من الشباب العربي وما يقتنيه
من "اللُّعب" الإلكترونية المختلفة والمتنوعة يتسلى
بها ويلهو ويضيع وقته الثمين و يبدد طاقاته
الغالية في ما لا جدوى منه ولا فائدة ولا منفعة
اللهم إلا تأكيد تفاهة هذا النوع من الشباب
وسفاهته وطيشه وهوانه على نفسه وعلى
غيره؛ على أن هذه الظاهرة السلبية، "اللُّعبيةَ"،
تحتاج إلى دراسات عميقة وواسعة من المختصين
العلماء، علماء الاجتماع وعلماء النفس معا،
وما هذه المقالة إلا للتنبيه إليها والتحذير منها فقط.

فالإنسان العربي بسوقته وقادته عموما،
والشباب منه خصوصا، مصاب بداء "اللُّعبية"
الخطير فهو لا يكتفي باقتناء الأشياء والاحتفاظ
بما اقتناه منها بل يتابع "الموضة" ويهيم في
وادها ويركض في مضمارها ويغيّر ما اقتناه
"القديمَ" (؟!!!) وإن كان لا يزال جديدا صالحا
للاستعمال للظهور أنه يواكب عصره ويجاري
القرناء/الفرقاء حتى لا يسبقونه بمقتنياتهم "الجديدة"
و "الحديثة" وفي هذا يتنافس المتنافسون ويتبارى
المتبارون ولله في خلقه شئون، والعجيب في الأمر أن
هذه الظاهرة السلبية لا تقتصر على عوام الناس بل
حتى الأنظمة العربية مصابة بها فهي تقتني من
الأسلحة والمعدات والأشياء والأجهزة ما تحتاجه
ولا تكاد تستعمله بل لا تعرف حتى كيف تستعمله،
وهذا المضحك/المبكي في القضية وشر البلية ما يضحك.
اللُّعْبِيَّة الظاهرة السِّلْبِيَّة (الإنسان العربي
البُليْدة، عشية يوم الجمعة 2 من شهر شعبان 1438
الموافق 28 أبريل/نيسان 2017.


(*) نقول "الشبكة العَنْكَبِيّة العالمية" وليس "العنكبوتية"
في النسبة إلى العنكبوت كما نقول "الحَضْرَمِي"
في النسبة إلى "حضرموت" البلد المعروف، كما أن
الكلمة أخف بوزنها وفي نطقها من
"العنكبويتة" الثقيلة المقرفة.
(**) "اللُّعبيَّة"، مصدر صناعي، ترجمة اشتققتُها
من اللعبة بدلا من غيرها مما تدل عليه كلمة
"gadget" في الإنجليزية، لِما أسماه الأستاذ مالك بن نبي،
رحمه الله، بِـالـ "gadgétisme" وهي نزعة اقتناء
المخترعات والأشياء والأجهزة والآلات والمعدات
ولاسيما المنزلية منها والإكثار منها دون الحاجة
إليها، فهو لا يكتفي بالثلاجة الضرورية الواحدة بل
يشتري ثلاثجات فتتحول إلى مخازن في المطبخ
وغيره، ويقاس غيرها عليها؛ وقد تترجم الكلمة
الأعجمية إلى "الشيئية"، من الشيء، لكنني فضلت
ترجمتها إلى ما قرأت لما تحمله ترجمتي من دلالات
غير ما تحمله الأخرى.

اللُّعْبِيَّة الظاهرة السِّلْبِيَّة (الإنسان العربي
للاديب حسين ليشوري





















كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب





 توقيع : نجوى الروح



“دعوة المظلوم كالرصاصة القوية
تسافر في سماء الأيام بقوة
لتستقر بإذن ربها / في أغلى مايملك الظالم!”


رد مع اقتباس