منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #31


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(30)
أحلام
ليس الأمر بهذا السوء .. لقد اعتدت كل شىء .. ولقد غادرتنى الأحلام الوردية .. وعوضت الحلم الأكبر بالأمومة فى صغيرتى مى .. لقد كبرت حبيبتى وقد رعيتها جيدا لا سيما بعد رحيل الأحبة وهى الآن تدعونى بلقب جديد تمنيته طويلا (ماما أحلام) .. أليس هذا رائعا
*****
يمكننى الآن أن أحصر لكم ممتلكاتى الثمينة
لدى عصفور رقيق ملون
لا يكف عن التغريد بصوته العذب
ولدى قطة صغيرة بيضاء
لا تكف عن مشاكستى
ولدى مى
لا تكف عن الاعتناء بى
*****
مرت سنوات
لم يحتمل العصفور وحدته
كذلك ذهبت قطتى لتبحث لها عن حياة
لا يهم ما زال لدى مى
كم أنتِ جميلة يا مى .. حنونة يا مى .. أوشكتِ على إتماما دراستكِ الجامعية .. كم تنبت زهور الفرح فى قلبى حين أراكِ تحلقين كالفراشة فى البيت وتثيرين نسائم من البهجة حولى
*****
تمر السنوات التى لم أعد أكترث لها
ما زال لدى عملى الذى أحبه رغم إرهاقى منه
وما زالت لدى كتبى الحبيبة
ولم يعد لدى مى
لقد جاء فارسها وحملها على صهوة حلم أبيض
كم شعرت بالسعادة لها أكثر مما كنت سأفعل لنفسى
ما كان أجملها وهى تشرق فى ثوب زفافها الأبيض الذى طالما حلمت به .. لكن سعادتى برؤيتها فيه كانت أكبر من تخيلى
ها هو الحلم المجسد يتحقق لقطعة من روحى
هاهو يتمثل أمامى ليهبنى لحظات فرح اشتقتها طويلا
هاهو اللون الأبيض الحالم يغمر عالمى ويتوهج بألف شمس تنير ظلام روحى وتعلن إعتلاء النور عرش أيامى القادمة
ضممتها لصدرى ومنحتها قبلتى الدافئة بينما لمعت عينى بدمعة فرح وخفق قلبى بدعوة صادقة
أسعد الله قلبكِ يا حبيبتى
**********
هل أخبركم بآخر مشروعاتى
إن العجوز أحلام ما زالت ذات فائدة
لقد اقتنيت مجموعة كبيرة من الكتب الخاصة بالأطفال
وأعلنت فى الحى عن مشروع استعارة الكتب مع وعد بالحفاظ عليها وذلك بأجر زهيد نوعا ما ليشجع الصغار على القراءة
وما كان أسعدنى بذلك الإقبال الرائع من أطفال الحى وتزاحمهم على إستعارة القصص والكتب المخصصة لهم
لقد كان هذا حلما وقد بدأ يتحقق أمام عينى
هناك عشرات الأطفال تتزاحم يوميا أمام المكتبة وهم يتصايحون حولى
- ماما أحلام أنا عايز الكتاب ده
- ماما أحلام عايزة أستعير القصة دى
- ماما أحلام ممكن أخلى الكتاب ده معايا كام يوم كمان
هناك عشرات الأطفال ينادوننى بماما أحلام رغم كونى لم أطلب ذلك منهم
ياللروعة .. لم أكن لأحلم يوما بأن أنجب هذا العدد من الأطفال
يالرحمتك بى يا إلهى
حمدا لك
**********
اليوم تذكرت شيئا ما لم أتذكره منذ سنوات
لقد داعب عينى وأنا أنزع ورقة التقويم
اليوم هو يوم ميلادى
كم يبدو مثيرا للسخرية الآن
لم يعد يتحتم على التجمل ومحاولة إخفاءه
الأرقام الآن لعبة مسلية لا تثير الهلع
ولم تعد تفاجأنى أبدا
لكن من فاجأنى حقا هى حبيبتى مى التى لم تكف أبدا عن تذكر يوم ميلادى
وجائت هى وأسرتها الجميلة لتهنأتى
مى الآن أم لزهرتين فى غاية الجمال
وكم كنت ممتنة لها حين أطلقت اسمى على زهرتها الأولى أحلام وجعلتنى أنا أيضا من يسمى زهرتها الثانية وقد أسميته خالد .. رغم كل شىء فقد كان هو مبعث سعادتى الوحيدة يوما ما حتى وإن كانت زائفة
تحلقوا جميعا حولى وأحضروا لى كعكة كبيرة وبها عدد لا حصر له من الشموع
لازلتِ تصرين على ذلك يا مى .. لن تجدى بعد ذلك ما يكفى من الشموع التى تزداد بلا توقف
بعد مراسم الاحتفال جائتنى أحلام الصغيرة وطبعت على وجهى المتغضن قبلة وهى تقول بطريقتها الطفولية الجميلة


- كل سنة وأنتِ طيبة يا نانا أحلام
- وأنتِ طيبة يا حبيبتى
- بقى عندك كام سنة انهاردة يا نانا ؟
التاريخ يعيد نفسه ثانية .. لكن إحساسى أنا أختلف كثيرا جدا
منحتها ابتسامتى العجوز وأنا أقول لها
- إيه رأيكِ تحسبيها أنتِ .. أنتِ عندك كام سنة؟
رفعت لى كفيها وهى تفرق أصابعها العشر معا
هززت رأسى قبل أن أقول
- طيب أضربى عمرك x 3 والناتج اضربيه x 2 واللى يطلع اجمعيه على نفسه والناتج اقسميه على 2 هتعرفى وقتها عمرى كام سنة
فكرت قليلا قبل أن تقول
- دى صعبة أوى يا نانا .. مش هاعرف



ربت على رأسها وأنا أقول
- لما تكبرى هتعرفى يا حبيبتى



ابتسمت لى قبل أن تبتعد وهى تقفز بمرح .. نظرت لها بحنان وأنا أفكر أنى ربما لن أكون معهم حين يأتى هذا اليوم من جديد
فقط أتمنى لتلك الزهرة الجميلة ألا ترث نصيب من تحمل اسمها والتى أمضت العمر كله فى أحلام لم تزر يوما أرض الواقع
*************
تمت بحمد الله




رد مع اقتباس