منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #23


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



22)


صدفة





اليوم قابلت صفاء .. لم أكن قد رأيتها منذ تلك الزيارة الحزينة .. كانت تسير يسبقها بطنها المنتفخ .. سعدت جدا لرؤيتها وسلمت عليها بحرارة وأنا أظن أن الحياة قد تهادنت معها بعد حملها .. لكن شىء ما فى نبرات صوتها لم يشعرنى بالارتياح .. ولم أتمكن من معرفة ما بداخلها حيث كانت تخفى عينيها بنظارة شمسية ضخمة لم تكن تعتاد على ذلك فيما مضى .. وقد قمت بذكاء بنزع النظارة عن وجهها وأنا أتصنع المرح لأصدم من تلك الكدمة الزرقاء التى تحيط بعينها





شعرت بالحزن الشديد من أجلها وقد ارتبكت بشدة وهى تعيد النظارة لتخفى معالم الجريمة التى اُرتكبت فى حقها .. ودعتها بعينى وهى تهرب من أمامى تتعثر فى خجلها .. وتركتنى وأنا أغلى من الغضب .. أى رجل هذا الذى تسول له نفسه أن تمتد يده بالسوء إلى زوجته الضعيفة والتى تحمل طفله فى أحشائها .. أى بشر هذا الذى اُنتزعت من قلبه الرحمة والرفق بشريكة العمر





كنتِ محقة يا صفاء فى شعوركِ نحوه .. ليتهم يعرفون من ألقوا بكِ فى براثن هذا الوحش القاسى فقط لتحملى صفة زوجة أحدهم .. سامحهم الله





مضيت فى طريقى والدموع تغشى عينى وبركان من الغضب يغلى بداخلى ويهدد بصب الحمم فوق أول من يوقعه حظه العثر أمامى الآن





وصلت للمكتبة وبدأت العمل وأنا أشعر بأن حرارتى تزداد بفعل الآتون المشتعل بداخلى .. كل حركاتى عصبية .. أضغط بعنف على أزرار الحاسوب .. أتعامل بقسوة مع ماكينة التصوير .. أقذف بالكتب فوق الأرفف بحدة كقوالب الطوب .. الحق أننى أوشك على تدمير المكتبة لو لم أقم بإفراغ شحنة الغضب تلك التى تجتاحنى كالإعصار





وجاء هو .. لم يقل له أحد أن يأتى اليوم بالتحديد .. لقد ساقه القدر لى .. وهو يستحق تماما ما سيحدث له





- صباح الخير يا أحلام


- ..................


- مالك يا أحلام فيه حاجة





أجبت بلهجة جافة


- مفيش





سألنى مغالبا دهشته


- طيب المكتبة أخبارها إيه؟





أجبت بغلظة


- زى ما أنت شايف


- نعم


قلت بعصبية غير مبررة


- إيه قلت حاجة غلط بأقولك زى ما انت شايف .. انت شايف ايه؟





سألنى بحنان


- فيه إيه يا أحلام .. مالك؟


- ماليش


- ليه عصبية كده انهاردة؟





هتفت بحنق


- شىء ما يخصش حد





أجابنى بدهشة


- كده يا أحلام .. هو أنا حد برضه





قلت باستفزاز


- أمال حضرتك تبقى إيه .. سبت مثلا





فوجئت بضحكة غير متوقعة وهو يقول


- الله يسعدك يا أحلام .. سكر حتى وانتِ متنرفزة





أربكتنى جملته فقلت لأخفى خجلى


- إيه سكر دى





أضاف بابتسامة ساحرة


- طب نخليها عسل





زادت ضربات قلبى من تلك الصفات التى لم يجرؤ أحد من قبل على إلصاقها بى .. قلت بارتباك


- سكر إيه وعسل إيه .. إيه التلزيق ده ع الصبح





واصل هو سيمفونية الضحكات ضاربا بمخططاتى النارية عرض الحائط


- هههههه والله شربات


- إيه ده انت بتعاكسنى يا حضرت





أشار بيده كمن ينفى تهمة عن نفسه


- بعاكسكِ .. لأ أبدا ما تفهميش غلط ده أنا حتى مؤدب ومتربى





قلت له وأنا أتميز من الغيظ


- أمال إيه اللى بتقوله ده ؟





قال ببرودة الثلج وهو يهز كتفيه


- أبدا باحاول أخرجكِ من اللى انتِ فيه ده





عادت النيران تتأجج بداخلى بعدما ألقى بى من سماء الحلم السابعة فقلت بحدة


- اللى أنا فيه ميهمش غيرى .. ومش محتاجة مساعدة حد





اقترب وهو يقول بمرح


- طيب تنفع مساعدة سبت





دفعت كلماته ابتسامة صغيرة على وجهى دون إرادتى هادمة كل ما بنيته منذ لحظات





لا فائدة لن يمكننى تصنع الغضب منه .. إنه قادر على امتصاص كل ما بى فى لحظات لتبقى كل ذرة فى كيانى متشبعة به هو .. هو فقط





أى عذاب هذا الذى أتجرعه من بين يديك وأنت لا تشعر





أى عذاب




رد مع اقتباس