منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #24


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(23)
عريس!!



- مبروك يا أحلام
قذفتنى بها أمى فور دخولى إلى البيت وهى تحتضنى بشدة

قلت بدهشة
- خير يا ماما

أجابتنى من بين دموعها
- خير يا حبيبتى .. أخيرا هافرح بيكِ يا بنتى .. جالك عريس يا أحلام

صدمتنى تلك الكلمة الجديدة التى تغزو أذنى للمرة الأولى
- بتقولى إيه يا ماما؟
- باقولك جالك عريس يا أحلام .. مبروك يا بنتى

عاصفة من القبلات الحارة والأحضان الدافئة هبت علىّ من الجميع وهم يهنأوننى بتلك المناسبة التى سيخلدها التاريخ

لم أكن قد استعبت الأمر تماما وأمى تجذبنى من يدى إلى غرفتى وهى تتكلم دون انقطاع عن العريس المنتظر الذى سيأتى فى المساء

برودة عجيبة تزحف على جسدى .. لم أشعر بالسعادة التى ظننتها مقرونة بقدوم ذلك الكائن الأسطورى إلى بيتنا أخيرا

كنت أشعر بالخوف والضيق أيضا .. لو كان قد قرر القدوم مبكرا قليلا قبل أن أتعلق بخالد إلى تلك الدرجة .. ربما وقتها كنت سأشعر بالسعادة حقا .. لكن اليوم لا مجال لأحد لأن ينافس خالد على قلبى الذى احتله هو بالكامل

لكنى لم أشأ أن أطفىء تلك الفرحة التى تشع من عينى أمى وهى تخرج أثوابى من الخزانة لتنتقى لى ما سأرتديه الليلة وهى تكاد تطير من السعادة .. لقد ظنت أن مثل هذا اليوم لن يأتى قط .. ولم أظن أنا أنه عندما يأتى لن يجدنى فى انتظاره أبدا


اكتشفت أمى اليوم أن أغراضنا الثمينة ما زالت عند جارتنا أم سمر منذ خطبة ابنتها .. لقد نسيتها أمى تماما .. ربما ظنت أنها لن تحتاجها أبدا .. وقد قامت أمى بتجنيد مى لاستدعاء طابور النمل البشرى الذى تذكرونه وأعدوا مخططا لاقتحام بيت الجيران واسترداد ممتلكاتنا الأسيرة دون أدنى خسائر .. وقد قاموا بعملهم على أكمل وجه .. وعادت لنا أغراضنا الحبيبة وقد اكتشفنا أنهم قد جلبوا أيضا بعض الأغراض الجديدة الخاصة بجهاز سمر على سبيل التعويض عن التأخير المتعمد .. لكن أمى بنفس متسامحة أعادتهم لأم سمر قبل أن تكتشف اختفائهم وتصاب بنوبة قلبية

كم أنتِ طيبة يا أمى


*****


وجاء المساء
وجاء العريس

واحتشدت العائلة لاستقباله استقبال الفاتحين أو ربما أكثر
ما زال قلبى يخفق بشدة ورعشة القلق تلك تنتابنى من وقت لآخر
اختفيت فى حجرتى بعض الوقت كما هى التقاليد ومن ثم حانت لحظة المواجهة

وأقول لكم أن تلك اللحظة ليست فى صالح الفتاة أبدا .. فبينما يجلس العريس المبجل بأريحية على مقعد الصالون .. تكون الفتاة المسكينة فى أسوأ حالاتها وهى تخطو بقدم مرتعشة إليه وقد حملت كالعادة صينية ضخمة يحتشد عليها كل ما يصلح للاستهلاك الآدمى والمطلوب منها أن تحملها بثبات وتقدم منها للعريس قبل جلوسها .. ما لم تقم بواجبها وتسقط عليه محتوى الصينية العامرة لينال جزاء عادلا وقتها

بالطبع كانت أمى ستفتك بى إذا ما فعلتها .. وقد تمت المهمة بنجاح .. ووضعت الصينية العملاقة على الطاولة قبل أن أجلس فى مواجهته تماما

حتى الآن لم تواتينى الشجاعة للنظر لوجهه .. كل ما أفعله هو الاستماع للأحاديث التى تدور حولى وتلتقط أذنى من حين لآخر ذبذبات صوت غريب علىّ لأعرف أنه يخصه .. حاولت أكثر من مرة رفع عينى لأختلس نظرة واحدة إلى هذا المخلوق لكنى لم أتمكن من ذلك

ما هذا السخف .. لم أتصنع دور الفتاة الخجولة التى لم تر رجلا فى حياتها؟ .. لقد كبرت على هذا الهراء .. أنا الآن ناضجة بما يكفى ولا يجب علىّ الارتباك هكذا كمراهقة صغيرة

شددت قامتى بكبرياء ورفعت وجهى نحوه لتسقط صورته فوق عينى مباشرة .. وليسقط قلبى فى قدمى




رد مع اقتباس