منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - حائط الخوف!
الموضوع: حائط الخوف!
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-01-2024
نجوى الروح متواجد حالياً
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام وسام 
 
 عضويتي » 4286
 جيت فيذا » Oct 2017
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (03:22 PM)
آبدآعاتي » 41,212
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه » دولتي الحبيبه Libya
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » نجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond repute
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابي امقلب احد
sms ~
mms ~
MMS ~
 آوسِمتي »
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام وسام   مجموع الاوسمة: 6

 
افتراضي حائط الخوف!



حائط الخوف!حائط الخوف!

في حياتنا نحتمي بالحيطان كُلّما باغتنا خطر،
لكن "الخوف" الملازم للإنسان منذ بدء الخليقه
لا يغادر مكان الإنسان أينما حلّ واحتمى بليلٍ
أو نهار.. الخوف هو النبضة الزائدة في قلب الإنسان
منذ ساورته في الولادة ببكاءٍ غامض استقبل به الحياة.

الخوف، بمعناه الخفي وبهذه المفردة الموحِشة،
أخاله جاء من الظلام، رغم أني لا أذكر أنني خفتُ
وأنا في ظلام رحم أمي، في تلك الدنيا الواسعة
الدافئة بالحنين. لكن ما إن وُلدتُ وبكيْتُ أول مرّة
بذلك البُكاء الغريب، كان "الخوف" من الدنيا الجديدة
ماثلاً في حيواتي كُلُّها، حياتي وأنا أحبو، وحياتي
وأنا صغير، ثم وأنا فتى، وبعدها في شبابي رغم
حالات النزق والتهوُّر والعنفوان في علاقتي ورؤية
الأشياء من حولي، تلك المرحلة كانت فاصلة في
حياتي، حيثُ خفّت المخاوف كثيراً بعد ذلك، الخوف
من السباحة، ومن الركض والقفز عالياً، ومن
صعود الأماكن العالية، ومن السفر، ومن السرعة
في قيادة السيّارة، ومن ركوب الخيل، ومن العشق،
ومن كل شيء، حتى من الجرأة في التعبير ومواجهة
الكِبار. وعندما بدأتُ أكتب وأنشر كتاباتي في محيطٍ
من شيوخ الدين والشرطة والمباحث والمخابرات،
كنتُ لا أخشى شيئاً، ولم أحسب أن ما قد أكتبه
بجرأة سيقودني إلى السجن.. لكنّي أدركتُ في
لحظة أنني كنتُ أحملُ في داخلي الرقيب السرّي
والسجّان معاً، فمارستُ الرقابة الذاتية على ما أكتب
دون وعي منّي، وإن كنتُ في اللا وعي مُحاطاً
بتابوهات كثيرة كرّستْها فيّ الحياة، لكنّها
لم تحرمني لذّة الكتابة والجرأة أبداً.. فليس من
حُسن الطالع أن أشتم الحاكم لأدخل السجن،
فأكون في نظر بعض الناس المناضل والبطل..
الشجاعة ليست في أن تشتم الحاكم لكي تكرهك
السُّلطة، أو تمتدحه لكي تُحبَّك السُّلطة، الشجاعة
أن تكون عاقلاً في تناولك لقضايا وموضوعات
كتابتك ولا تخاف، وأن لا تجعل من الاندفاع
العاطفي طريقاً لهلاكك.

.. نحن لا نضع الخوف في طريقنا لكي نحتاط
منه في الليل وفي النهار، لكنّنا نجده أمامنا
في المفاجآت، فيداهمنا في الليل ليقترن
بالظلام، كما يداهمنا في النهار ليقترن بالأحداث،
كالخوف من امتحان مدرسي أو جامعي، أو مقابلة
شخصية أو محضر تحقيق أو حُكم محكمة أو منع
من سفر أو اعتقال، أو حتّى انتظار نتيجة تحليل دم..
نحن نعيش الخوف لأن الحياة تسكن في هذا
الخوف الكبير في الوجود فلا تبرحه، وبدونه
لا نستطيع تقدير ملامساتنا للأشياء التي نرتابُ
ببعضها، وفي بعضها الآخر نرتديها باطمئنان دون ارتياب.

الخوف دائماً أمامنا، نأتيه دون أن ندري، ويأتينا
ليفاجئنا متى يشاء، حتى في نومنا حين يهتزُّ
بنا السرير فجأة بلا سبب، أو تصفق الريح نافذة
الدار وتطير الستائر.. لا يوجد خوف لماضي، الخوف
دائماً حاضر وفي مستقبلٍ مجهول. إنه أمامنا
في حياتنا نعيشه في لحظة فزع لينتهي خلفنا
مع أنفاسنا اللاهثة ودقّات قلوبنا.

في حياتنا حتى اختلاسنا للحظة الفرح يكون
الخوف واثباً في اللحظة، نضحك في حينها،
ونخاف أن نبكي بعدها، ويمضي بنا الفرح
دون أن نبكي، ونعيش على ذكرى ذلك الفرح
لكن ذلك لم يمنع بتاتاً حالة الخوف المُصاحبة
لنا في عزّ الفرح، ونعيشه في عزّ الضحك..
الخوف من ماذا، لا نعرف؟ ولكننا كُنّا نخاف أن
تفسد الضحكة بسبب خطبٍ ما لا نعرفه تحديداً،
كان يشدُّ القلب إليه ولا يحدُث، يمرُّ في اللاوعي
في لحظة وعي ويترك الحيرة بسؤال ربما ولعلّ
من تلك الاحتمالات المجهولة التي عادة
ما نسمّيها "الحدس" فلا ندركه حدساً إلّا بعد
وقوع الخطب!

أنا أخاف، إذن أنا موجود، وحين ينتهي فينا الخوف،
يعني أننا مُتنا ولم تعُد الحياة تعنينا، فنصير مثل
المجانين بلا عقل نعيش بقدرات خفيّة غير واعية،
قُدرات كامنة منزوعة الإحساس ومتوحّشة
لا تعرف الخوف بتاتاً.

لذلك فالخوف جميلٌ مهما أرعبنا وارتعبنا منه،
والخوف جميلٌ حين يراودنا ويكون العازل الإيجابي
في حياتنا بين العقل والعاطفة. وأكبر المخاوف
بعد الخوف من الحياة عند الولادة، هو الخوف من
الموت، وهو الذي يصاحبنا في مسيرنا كالظل،
ونشمّ رائحته التي تشبه رائحة التراب

حائط الخوف!حائط الخوف!

!

الموضوع الأصلي: حائط الخوف! || الكاتب: نجوى الروح || المصدر: منتديات هبوب الجنوب

كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب





 توقيع : نجوى الروح



“دعوة المظلوم كالرصاصة القوية
تسافر في سماء الأيام بقوة
لتستقر بإذن ربها / في أغلى مايملك الظالم!”


رد مع اقتباس