منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #4


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(4)
صفاء

- أحلام .. تعالى كلمى صفاء على التليفون

قالتها أمى وهى تقف على باب حجرتى .. أسرعت نحو الهاتف لأحادث صديقتى العزيزة وما لبثت نبرات صوتها المختلطة بدموعها أن فجرت فى نفسى شلالات من القلق عليها ولم أفهم من حديثها الكثير لذا قررت الذهاب إليها لأطمئن عليها بنفسى

صفاء فتاة رقيقة وديعة لا تكاد تسمع لها صوتا .. نحيفة القوام ذات ملامح مريحة وبشرة بيضاء وشعر بنى ناعم وعينين من نفس اللون .. دمثة الخلق شديدة التهذيب .. مطيعة جدا .. باختصار ملاك رقيق يسير على الأرض
ترى ما الذى يحزنكِ إلى تلك الدرجة يا صفاء؟

وصلت إليها وما أن دخلت حجرتها حتى ارتمت بين ذراعى وهى تبكى بكاء يمزق القلب .. ربت عليها والقلق ينهشنى وانتظرتها حتى هدأت قليلا وبدأت تخبرنى بما حدث

عرفت منها أن صديق أخيها قد تقدم لخطبتها وأن أسرتها ترحب به بشدة لكونه جاهز ماديا ولديه كل الإمكانيات لبناء بيت وتكوين أسرة وهو يكبرها بعشر سنوات

ما المحزن فى الأمر إذن يا صفاء؟ .. إنه حلمنا جميعا منذ تفتحت براعم الأحلام داخلنا

قالت لى من بين دموعها

- مش قادرة يا أحلام .. أنا .. أنا مش مرتاحة .. بصراحة بخاف منه .. لو شفتيه قلبك هيتقبض من الخوف .. على طول مكشر وملامحه مرعبة ولا مرة ابتسم فى وشى ولا قالى كلمة واحدة تطمنى من ناحيته

صمتت قليلا قبل أن تضيف
- أنا حاسة انى هاموت لو اتجوزته

انفجرت بعدها فى نوبة بكاء جديدة لم أتمكن من إيقافها .. أعرف صعوبة موقفكِ يا صفاء .. كما أعرف تعنت أبيها وأخيها وعدم اقتناعهم أن للفتاة الحق فى رفض من يتقدم لها إن لم تشعر بالقبول نحوه .. فهم ممن يهدرون هذا الحق الإلهى دون ذرة خوف من مانحه

يا لها من قسوة .. حين يتحول الحلم لكابوس .. نظرت بحزن لتلك الزهرة الرقيقة التى لا تملك من أمرها شىء والتى ستساق فى ليلة ما إلى مصيرها المجهول مع إنسان لا تقبل به زوجا .. أى شرع يقبل بتلك الزيجة ؟ .. أى مأذون قادر على منحها تلك الوثيقة رغما عنها ؟ .. لا أملك من الأمر شيئا .. لا أملك أن أرفع هذا الظلم عنكِ يا صفاء .. لا أملك سوى البكاء معكِ قهرا .. وأن أدعو الله لكِ يا صديقتى

خرجت من غرفتها بقلب مثقل يحمل هموم الكون وساقين لا تقويان على حملى .. توجهت نحو الباب قبل أن يدوى صوت أمها فى أذنى

- عقلى صاحبتك يا أحلام .. هى ما بقتش صغيرة .. دى عدت التلاتين

توقفت غصة فى حلقى من أثر كلماتها .. حتى أنتِ أيتها الأم لا ترحمى ابنتكِ فقط لوصولها لسن الإعدام رميا بالنظرات والكلمات والطعنات من كل من حولها .. أولى بكِ أن ترفقى بتلك الضعيفة وتسانديها وتمنحيها بعض من حنان قد عدمه أقرب الناس إليها

آه أيتها الـثلاثون .. لو أملك لمحوتكِ من عالم الأرقام إلى الأبد .. لنحيا فى سلام بعيدا عن مطاردتكِ لنا كشبح يثير الرعب فى قلوبنا الصغيرة .. ويبعث الرجفة فى أجسادنا الفتية ويكسو أرواحنا الغضة بالكآبة وينزع الألوان عن أحلامنا الوردية

عدت إلى البيت ودخلت غرفتى وشعور بالعجز يكبلنى .. لم لم أفعل شىء لصفاء؟ .. لم لم أحاول مساعدتها بأى شكل؟ .. ولكن ما الذى يمكننى فعله من أجلها .. فأنا أماثلها فى الضعف وقلة الحيلة وأشاركها ذات الإعاقة

نعم أشعر بإعاقة لا تشفى فى روحى .. أقنعنى بها كل من حولى .. أشعر وكأننى عاجزة .. ينقصنى أهم شىء قادر على أن يكملنى ويمنحنى صك صلاحيتى للحياة

توجهت نحو النافذة وتعلقت عيناى بالسماء وشكوت لله ظلم خلقه لخلقه ودعوته أن يساند صفاء فى محنتها

وفعلت الشىء الوحيد الذى باستطاعتى والذى تفعله صفاء دون شك الآن
اندفعت فى نوبة بكاء مريرة أغرقت وسادتى فى بحر الأحزان




رد مع اقتباس