منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - في ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك" (7)
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-11-2019
وفاء العهد غير متواجد حالياً
Bahrain     Female
 
 عضويتي » 4715
 جيت فيذا » Nov 2019
 آخر حضور » 11-04-2020 (04:22 PM)
آبدآعاتي » 5,068
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه » دولتي الحبيبه Bahrain
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » وفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond reputeوفاء العهد has a reputation beyond repute
اشجع
مَزآجِي  »
 
افتراضي في ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك" (7)



في ظلال حديث:

"احفظ الله يحفظك"


(7)

احفظ الله تجده تجاهك (4)


قصدنا اليوم إن شاء الله تعالى الحديث عن جواب الأمر في العبارة النبوية: "احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ"، المدعمة بقوله صلى الله عليه وسلم: "احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ" في رواية الترمذي، وقوله صلى الله عليه وسلم: "احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ" في رواية أحمد.


وبما أن الجزاء من جنس العمل، فكل من حفظ حدود ربه، حفظه الله في بدنه، وفي ماله، وفي علمه، وسائر أمور معاشه ومعاده؛ كقوله تعالى لبني إسرائيل: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي ﴾ [البقرة: 40]؛ أي: بالإيمان به وبرسله، ﴿ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ [البقرة: 40]؛ أي: الرضا عنكم، وإدخالكم الجنة جزاءً لذلك؛ قال أبو العالية رحمه الله: "عهدُه إلى عباده: دينُ الإسلام أن يتبعوه، (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)؛ يعني: الجنة".


وقال ابن زيد رحمه الله: "أوفوا بأمري، أوفِ بالذي وعدتكم، وقرأ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ﴾ [التوبة: 111]، حتى بلغ: ﴿ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّه [التوبة: 111]؛ قال: هذا عهده الذي عهده لهم"، ومثله قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 10]، والله عز وجل لا يخلف الميعاد: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ [الروم: 6].


ومثل هذه المقابلة بجنس العمل وزيادة، قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]؛ قال سعيد بن جبير رحمه الله: "اذكروني بطاعتي، أذكركم بمغفرتي"، وقال الربيع رحمه الله: "إن الله ذاكرُ من ذكره، وزَائدُ من شكره، ومعذِّبُ من كفَره"، وقال السدي رحمه الله: "ليس من عبد يَذكر الله إلا ذكره الله: لا يذكره مؤمن إلا ذكره برَحمةٍ، ولا يذكره كافر إلا ذكره بعذاب"، فالله سبحانه يتفضل على عبده الذي يحفظه في السر والعلن، بأن يَجزيه على عمله، ويزيده بما يدهشه ويُعَجِّبه؛ كما في الحديث القدسي الذي يقول فيه ربنا عز وجل: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي: فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْراً، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"؛ متفق عليه.


ومَن حفظ الله تعالى بنصره ونشرِ دينِه، ورفع كلمته، والذَّودِ عن سُنة نبيه، والغيرةِ لانتهاك حرماته، حَفِظَه الله بنصره على عدوه، وتثبيت قدمه، والتمكين له في أرضه؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]؛ قال قتادة رحمه الله: "قوله: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)؛ لأنه حقٌّ على الله أن يعطي من سأله، وينصر مَن نصَره، وقوله: (وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، يقول: ويقوِّكم عليهم، ويجرِّئكم؛ حتى لا تولوا عنهم، وإن كثر عددُهم، وقلَّ عددُكم"، وهو كلام نهاية في الدقة؛ إذ العبرة في ميزان القوى بين المسلمين وأعدائهم، ليس بمجرد العدد والعتاد، وإنما بمدى ما مع المسلمين من حفظ لربهم في أوامره ونواهيه؛ مما يقوي إيمانهم بالله، والعلم أن النصر منه وحده، ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126]، ولذلك صُدِّرت هذه المقابلة بقوله: تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [محمد: 7]؛ إشارة إلى أن قانون النصر والهزيمة، محكوم بمقدار ما مع المسلمين من الإيمان، فلا غرابة أن تكون أعداد المسلمين في أعظم عشر معارك شهدوها، أقل من نصف عدوهم، منها غزوة بدر (314 مقابل 1000)، وغزوة مؤتة بين المسلمين والروم والغساسنة (3000 مقابل 200 ألف)، ومعركة حطين بين المسلمين والصليبيين (25 ألفًا مقابل 63 ألفًا)، ومعركة نهاوند بين المسلمين والفرس (30 ألفًا مقابل 150 ألفًا)، ومعركة اليرموك بين المسلمين والروم (36 ألفًا مقابل 240 ألفًا)، ومعركة القادسية بين المسلمين والفرس (30 ألفًا مقابل 200 ألف).


هؤلاء صدَقوا ما عاهدوا الله عليه، فلم يكلهم الله إلى أنفسهم، وعقولهم، وحيلهم، وتخطيطهم، وعدتهم، وإنما قوَّى عزائمهم، وشدَّ أعضادهم، ورفع معنوياتهم، ثم أمرهم باتخاذ الأسباب، بل تدخلت العناية الربانية أحيانًا، فأنزل الله جندًا لم يروها، وهيَّأ أسبابًا لم يخططوا لها؛ قال تعالى:

﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ﴾ [آل عمران: 160].


ولقد أحسن من قال في هذا المقام:
إنَّ البلاءاتِ لم تنزِلْ بأمتنا ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"
إلا بذنبٍ عظيمٍ قد فعلناهُ ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"

قوموا اتَّقوا اللهَ وادعوه فلا أمَلٌ ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"
في النصرِ يا أمَّتي إلا بتقواهُ ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"

يا أمتي وحِّدوا للحق صفَّكُمُ ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"
إنَّ التنازعَ للخُسرانِ عُقباهُ ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"

يا أُمتي اتَّجهوا للهِ في ثقةٍ ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"
إن تنصُروا ربَّكم يَنْصُرْكم اللهُ ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"



قوله صلى الله عليه وسلم: "احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ" أو "أَمَامَكَ"؛ أي: إذا حفظت ربك كما أمرك، تجده معك بتأييده، وتوفيقه، وإرشاده، وهديه، يختار لك ما فيه خيرك، ويسددك إلى ما فيه صلاحك، ويهديك إلى ما فيه نفعك ونجاحك، في أي مجال من مجالات الحياة.


ففي التجارة، يحفظ الله المتبايعين ما داما حفِظا ربهما بالصدق في تجارتهما؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا، بُورِكَ لَهُمَا فِ بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا، مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا"؛ متفق عليه، وفي لفظ عند البخاري: "وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا فَعَسَى أَنْ يَرْبَحَا رِبْحًا، وَيُمْحَقَا بَرَكَةَ بَيْعِهِمَا".


وفي باب الزواج يحفَظ الله المتزوج الذي يبغي بزواجه العفاف، فيعينه عليه، ويحفظه في أهله وفي نسله؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى الله عَوْنُهُمُ... وذكر منهم: وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ"؛ صحيح سنن الترمذي.


وفي باب النسل والذرية ترى الذي حفظ الله تعالى في حدوده، يحفظه الله في عقبه؛ قال تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إنهما حُفظا بصلاح أبيهما"، وقال ابن المنكدر رحمه الله: "إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر".


وفي باب الصحة والعافية، يحفظ الله من حفظ جوارحه واستعملها في طاعة الله، بحفظ بدنه من العلل والأعطاب؛ قال تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "هم الملائكة، يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء القدر خلوا عنه".


وكان العالم أبو الطيب الطبري قد جاوز مائة سنة، وهو ممتع بقوته وعقله، فوثَب يومًا وثبة شديدة، فعوتب في ذلك، فقال: "هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر".


وهكذا كلما حفظ العبد المؤمن ربه، وجده أمامه بعونه، وبركته، وتوفيقه.
لا تَرْكَننَّ لِمخلوقٍ وكُنْ أبَدًا ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"
مِمَّنْ تَوكَّلَ في الدنيا على الله ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"

ولا تَمِلْ لِسِوَاهُ مَا حَيِيتَ فَمَن ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"
يَرْجُو سِوَى الله هَاوٍ حَبْلُهُ واهِ ظلال حديث: "احفظ الله يحفظك"



والحمد لله رب العالمين




كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب





 توقيع : وفاء العهد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ