منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #5


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(5)
صباح صاخب



(يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا)

شادية تصدح منذ الصباح الباكر عند الجيران بأغنيتها الشهيرة .. قمت بفزع من الصوت الجهورى لمكبر الصوت التى يصل صخبه إلى الأحياء المجاورة .. حككت رأسى بضياع وقد تشتت ذاكرتى .. خطوبة من؟ .. آه صفاء .. ولكن ماذا تفعل شادية عند الجيران؟ .. هل انتقلت صفاء للسكن بحينا؟ .. وهل هى سعيدة لدرجة أن توقظ الحى كله فى تلك الساعة؟ .. ربما تخلت أسرتها عن فكرة ارتباطها بالعريس المرعب وهذا هو سر سعادتها .. لكن ما دخل شادية ودبلة خطوبتها بالأمر؟

الحق أن خلايا عقلى كلها كانت تتجه نحو صفاء من شدة قلقى عليها

( نتهنى بالخطوبة ونقول من قلبنا .. يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا)

هناك من يصر إذن

اختلست نظرة من خلف النافذة ووجدت الزينات المعلقة على شرفة الجيران والتى تستعد لتتوهج فى المساء

وتذكرت دفعة واحدة .. اليوم خطوبة جارتنا سمر .. لقد نسيت ذلك تماما .. شردت بذهنى مع مظاهر الفرح المتوالية وأصوات الزغاريد التى لا تنقطع من بيت لآخر .. فالجميع هنا يتشاركون فى الفرح والحزن على حد سواء

تلك اللحظات الملونة بألوان الفرح عند البعض والمتسربلة بالسواد والحزن عند البعض الآخر .. يا لعجائب الحياة

خرجت من حجرتى غير متوقعة أن يكون أحد قد استيقظ سواى .. لكنى فوجئت بمن فى البيت جميعا مستيقظون .. وباب شقتنا مفتوح على مصراعيه .. ووفود تدخل وأخرى تخرج .. أطفال من كل الأعمار والأشكال .. كل منهم يحمل طبقا أو كأس عصير فارغ أو كوب شربات ويتحركون فى طابور كالنمل .. وقفت أراقبهم ببلاهة حتى ميزت مى من بينهم .. جذبتها وما تحمله بيدى وأجلستها على مقعد أمامى وأنا أسألها عما يحدث بالضبط .. أجابتنى بذكاءها الخارق

- انهاردة خطوبة أبلة سمر

أعلم أن اليوم خطوبة سمر .. ولكن ما الذى يدفعنا للانتقال اليوم؟ .. وإلى أين تذهب أغراض البيت تلك؟ .. وماذا يفعل طابور النمل البشرى هذا فى بيتنا؟

قفزت من مكانها لتنضم للطابور من جديد وهى تهتف
- ماما اللى قالت لنا نبعت الحاجة دى لطنط أم سمر

ذهبت إلى أمى التى كانت تعد الشراب الأحمر فى المطبخ .. نظرت نحوى بابتسامة وهى تقول

- صباح الخير يا أحلام .. أكيد الدوشة صحتكِ من النوم بدرى .. معلش الناس عايزة تفرح .. عقبالكِ يا حبيبتى

هززت رأسى بصمت وأنا أنسحب من المطبخ وبعد محاولات كثيرة وتعثرات أكثر تمكنت من اختراق طابور النمل هذا ووصلت إلى الحمام .. قمت بتفتشه جيدا بحثا عن أى نمل مختبئ قبل أن أغلقه خلفى .. توجهت نحو الحوض وغسلت وجهى مرارا حتى أفقت تماما

وما زالت شادية تصدح
( القلب وانشبك وراح مع الشبك .. ولقينا فى الشبك نصيبنا وحبنا)

ابتسمت لكلماتها وأنا أقول لنفسى

لو أعرف لتعلمت الصيد منذ زمن .. لكن أين هو هذا البحر الذى يحوى فى أعماقه النصيب المنتظر؟

هل يعرفه أحدكم ؟!!




رد مع اقتباس