28-06-2019
|
#19
|
مرارة الفقد :
أخي بعد رحيلك أصبحت مغرماً بقراءة شعر الرثاء بل متيماً بحفظه وترديده وخاصة شعر الزير سالم ومتمم بن نويرة وتماضر الخنساء ولئن لم يرثك الشعراء ويندبك الأدباء فقد رثيتك وأبنتك بدلاً عنهم جميعاً .
بعد رحيلك بكيت حتى فني دمعي ولم أبكِ على من رحل بعدك إلا بضع دميعات لا تذكر حتى أبي رحمه الله لم أبكِ عليه عشر بكائي عليك فكأن قلبي رحل معك بأفراحه وأتراحه فلم يعد يسليه أو يشجيه شيء .
ليتني أستطيع زيارتك ولو كان ثمن الساعة سنة من عمري فبقلبي نار شوق تتأجج إليك لن يخمد أوارها إلا إذا قُدمتُ أمام الصفوف وكبِّر علي أربعاً .
تجرعت مرارة فقدك وحسرة بعدك حتى أنني ربما أقضي نحبي بعيداً عن أهلي كي لا أرى الحزن مرتسماً عليهم ولا أرى أمي تذرف العبرات وتصعّد الزفرات إذْ يكفيني موت واحد ولا طاقة لي بموتين في ساعة واحدة .
رغم ما يعتلج بصدري إلا أنني سأكتم شوقي إليك وشجني عليك وإن برى عظمي وأذاب شحمي وأنضج لحمي وأنهك جسدي وفتك بقلبي إلى أن نلتقي في كنف رحمة أرحم الراحمين في جنة عرضها السموات والأرض فرحمك الله وغفر لك وأسكنك الفردوس الأعلى برحمته .
|
|
|
|