منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #19


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(18)
الحلم


هل تعرفون شعور الحرمان .. هذا ما يجتاحنى الآن .. السنوات تمر .. وزهرة الشباب قصيرة العمر .. والربيع يعدو سريعا ليزحف بعده الخريف ببطء وليعلن وقتها أنه لم يعد هناك ما ينتظرنى وأن علىّ أن أكمل وحدى حتى النهاية

هل سيكون هذا مصيرى حقا .. هل سأمضى حياتى وحيدة .. لا زوج حنون بجوارى .. لا أطفال يملئون الكون صخبا وحياة .. لا هدف أعيش له ويمنحنى القوة لتحقيقه يوما بعد يوم

أمواج من يأس تغرقنى فى أعماقها السوداء .. ونسمات من أمل تعلو بى حد السماء .. يتقاذفونى فيما بينهما وأنا كريشة تلهو بها الرياح ولا تملك من أمرها شىء

ما أقسى هذا الواقع .. ماذا أفعل لتغييره .. كيف أحصل على حياة طبيعية هى من حقى؟ .. كيف؟

أصبح خالد هو محور حياتى .. أصبح الأمل الذى أعيش به .. وأسعد بقربه وأتعذب فى غيابه .. لكن هل يشعر هو بى .. هل يبادلنى ذات الشعور ويقاسمنى ذات الأمل والألم .. كيف يمكننى معرفة ذلك .. ملامحه لا تشى بشىء .. معاملته الرقيقة لا تتغير .. لا تسكن عينيه نظرة خاصة تعكس ما يمكن أن يحمله قلبه لى .. لا شىء ينبئ بإمكانية تحول الحلم لحقيقة

- مالك يا أحلام
أفقت على صوت أمى وهى تنظر لى بإشفاق يقتلنى
- مفيش يا ماما
- حالكِ مش عاجبنى .. دايما سرحانة .. فيه حاجة يا بنتى

هززت رأسى بصمت وأنا أغمض عينى عن المزيد من النظرات التى تمزقنى .. سمعت تنهيدتها الحزينة قبل أن تغادرنى .. أسرعت إلى حجرتى حتى لا يرى أحد شلالات الدموع التى تفيض من عينى .. أفرغتها فوق وسادتى المسكينة التى لم تعد تحتمل المزيد .. ولا أدرى متى وجدتنى هناك

*****

أقف وحدى على حافة جبل شاهق .. والظلام يلف كل شىء .. والهواء البارد يلفح وجهى ويحرك ثوبى الأبيض الواسع فى كل الاتجاهات .. وأنا أنظر للهاوية المخيفة التى تنتظر سقوطى لتبتلعنى كوحش جائع .. شعور مخيف يتملكنى .. لا أدرى أين أنا ولا ما الذى أفعله هنا .. كل ما أعرفه هو أننى سأسقط لا محالة وتبتلعنى الهاوية ولن يعود لى أثر بعدها .. أغمضت عينى وكل كيانى يرتجف واستسلمت لمصيرى وقبل أن أخطو بقدمى إلى الفراغ ...

- أحلاااام

التفت خلفى بجزع وكادت حركتى المفاجئة تسقطنى من فوق الحافة قبل أن تمتد يده لتسندنى وتجذبنى بعيدا عن الخطر .. نظرت له بدهشة وابتسامته تنير الظلام من حولى

- خالد
- ليه يا أحلام؟
- خلاص يا خالد مفيش أحلام
- لأ فيه أحلام .. والدنيا كلها قدامك حتى شوفى

حرك يده أمامى كعصا سحرية وفجأة أشرقت الشمس وغمر النور كل شىء وامتدت مروج خضراء يانعة وأصوات عصافير تبعث الأمل .. لم يعد هناك ما يخيف .. نظرت حولى فى انبهار وقد تبدد اليأس داخلى .. نظرت إليه ولم أجده .. تلفت حولى أبحث عنه .. وجدته يبتعد .. ناديته .. لم يتوقف .. عدوت خلفه أسقطنى تعثرى فى الثوب الواسع الطويل .. نظرت له وهو يغيب فى الأفق وتودعه دمعة حزن تلمع فى عينى




رد مع اقتباس