منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #12


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(12)
أشياء تحدث


تفاديت فى الأيام الماضية أن أمر بالمكتبة حتى لا يقتلنى الحزن عليها .. وكنت أزور أرملة عم حامد من حين لآخر فقد جلب الحزن المرض لجسدها النحيل .. كانت تنسحب ببطء من الحياة وتتمنى اللحاق بشريك العمر .. لم يعد هنالك ما تتمسك به لتعود للحياة وقد أخفيت عنها ما فعله ابن الأخ العائد بحلم الراحل الطيب

فى إحدى المرات بعدما أنهيت زيارتى لها وما أن خرجت من باب البيت حتى اصطدمت به .. توقفت للحظات انظر له ببلاهة .. كيف نسيت أنه قريبها وقد يزورها أحيانا .. منحته نظرة قادرة على شطره نصفين قبل أن أشيح بوجهى عنه وتتوجه خطواتى نحو الدرج

- يا آنسة

توقفت دون أن ألتفت له

- هو حضرتك متضايقة منى ليه؟

التفت له ببطء وأثر بلاهة سؤاله على وجهى .. نظر لى بحيرة وحاول أن يقول شيئا ما لكن يبدو أن النظرة التى ارتسمت فى عينى أصابته بالبكم .. التفت وأكملت طريقى وتركته يحدق فى الفراغ

كم كنت أتمنى لو كيلت له الكلمات ليعرف فداحة ما فعل .. ولكن احتراما لصلة القربى بينه وبين عم حامد منعنى من ذلك

كنت غارقة فى أفكارى حين قطعها صوت آخر شخص أحتمل رؤيته الآن

- أحلااااااام

التفت لها بغيظ .. لا داع أبدا أن يسمعها الحى كله وهى تنادينى كما لو كنت فى مجرة أخرى .. ابتلعت غيظى وقلت بابتسامة صفراء

- أهلا سوما

انقضت علىّ بوابل من القبلات الحارة تركت آثارها الحمراء على وجهى من جراء طلاء شفاها الدموى وهى تقول

- وحشتينى يا أحلام .. كده تغيبى عننا المدة دى كلها

مسحت ما باستطاعتى من آثار العدوان وأنا أجيب

- معلش بقى ظروف انتِ عارفة

قالت وهى تلوك اللادن وترسم نظرة إشفاق فى عينيها

- آه والله زعلت أوى على عم حامد الله يرحمه

- الله يرحمه عن إذنك يا سوما

أمسكت بى قبل أن تهتف
- استنى مش تعرفى الأخبار الجديدة

- لا الأخبار عندى من زمان مبروك عليكوا المحل الجديد

نظرت لى بدهشة وقالت

- محل جديد!

- ايه معندكيش خبر

شردت بعينيها وهى تقول

- أبدا .. مين قالك إن فيه محل جديد

نظرت لها بعدم استيعاب وأنا أقول

- أمال مين اللى اشترى المكتبة وبيجددها؟

قالت لى بأسلوب الواثق من معلوماته
- مين قالك انها اتباعت .. اللى أعرفه انها زى ما هى

- انتِ متأكدة ؟!

شمخت بأنفها بثقة وهى تقول
- مش عيب السؤال ده .. ده أنا سوما

تركتها والذهول يعترينى ووجدتنى أقف هناك أمام المكتبة .. فعلا لقد اختلفت كثيرا .. تم تجديدها بالكامل .. لكن لم أتبين بعد ما الذى ستكون عليه بعد ذلك .. لا يهم .. قد لا يكون باعها لصاحب محل الملابس .. ربما باعها لآخر .. أو ربما يريد هو تغيير نشاطها لآخر أكثر ربحا .. ربما مقهى انترنت اعلم انه مشروع مربح هذه الأيام .. ربما صالون حلاقة .. لكن لم أجد أى مرايا هناك .. لابد أنه (سوبر ماركت) خاصة مع كل الأرفف الموضوعة هناك
فى كل الأحوال لن تعود المكتبة أبدا لسابق عهدها

وفى كل الأحوال أيضا

منك لله يا خالد




رد مع اقتباس