منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #18


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(17)
شعور جديد


هناك مشاعر جديدة تغزو قلبى .. إحساس غريب يطرق بابى للمرة الأولى .. لمسة من السعادة والعذاب فى آن واحد .. لأول مرة أعرف معنى الكلمات فى كل رواية قرأتها .. معنى دقات القلب ورعشة اليد وسهاد الليل وأحلام اليقظة .. تبدل بى الحال .. لم أعد أعرفنى .. حتى ملامحى تغيرت .. لمعة عينى وحمرة خدى وتلك النضارة التى تكسو وجهى وتجعلنى أبدو أصغر سنا

آه السن .. كيف نسيت ذلك .. شىء داخلى يشعر أن خالد يصغرنى سنا .. رغم مظهره الرجولى الذى أشعر جواره بأنى طفلة صغيرة .. لكن الواقع يختلف .. ماذا لو كان حقا يصغرنى ببضع سنوات .. يا إلهى .. ما من رجل يرغب فى الزواج بمن تكبره سنا .. لن يقبل أحد بذلك ..

هل سأظل أعاقب طوال حياتى على تلك الجريمة .. هل ستظل أعوامى الماضية تقف حائلا بينى وبين السعادة .. هل ستظل دوما تذكرنى أنى تعديت الخط الأحمر حيث لا مجال للأحلام بعده

ماذا حل بكِ يا أحلام؟ .. من قال لكِ أن خالد يفكر فى الارتباط بكِ .. لماذا تنسجين أحلام من خيوط عنكبوت واهية .. ستتمزق مع أول اصطدام لها بالواقع

نفضت رأسى بيأس وقد تبخرت السعادة من كل خلية فىّ .. وعدت لممارسة أحد أهم طقوس ما قبل النوم

أغرقت وسادتى بدموعى

*****
تلك هى حدودكِ يا أحلام .. يجب أن تقفى عندها صامتة .. فقط عليكِ الانتظار .. والانتظار فقط
كنت غارقة فى أفكارى الخاصة حين دخل خالد إلى المكتبة وابتسامته تزين وجهه
- صباح الخير يا أحلام
هززت رأسى بابتسامة بلهاء وعيناى تتفحص ملامحه التى افتقدتها كثيرا
- إيه الأخبار؟
انتزعت الكلمات من حلقى انتزاعا
- الحمد لله .. كله تمام
- أكيد .. البركة فيكِ

ابتسمت بصمت وتركت له المكتب وشغلت نفسى بترتيب الكتب وأنا أرجو قلبى أن يكف عن الدوى حتى لا يصل صوته إلى الحى كله

نظرت له بطرف عينى .. كان عيناه على شاشة الحاسب وأنامله تنساب على مفاتيحه بسرعة ودقة تثير الإعجاب

أبعدت عينى عنه وحاولت التركيز فيما أفعله .. والحق أنه لم يكن هناك ما أفعله .. لذا عادت كل خلايا عقلى تتآمر علىّ وتتوجه معا نحو خالد .. لم يعد هناك شىء آخر يحتلنى سواه .. كم تمنيت لو انفجرت فى البكاء الآن لأغرق الأرض بدموعى .. لا يمكننى احتمال وجوده معى هنا .. قريبا منى ولكنه أبعد ما يكون عنى .. أى عذاب هذا

انزلقت بعض الكتب من بين يدى .. حاولت أن أجمعها لكن شعور بالدوار منعنى من ذلك .. شعرت بقرب خالد منى بعدما لاحظ إعيائى

- مالك يا أحلام

قربه منى ورائحة عطره المميز تسببا فى زيادة نوبة الدوار وكدت أسقط أرضا .. أسندنى بيديه وأجلسنى على المقعد وشعور بالقلق يغزو عينيه

- فيه ايه يا أحلام انتِ تعبانة

(وتسألنى يا خالد .. لم تعد مفردة التعب قادرة على وصف حالتى)

- استريحى دلوقتى

(ليت الراحة تعرف لى عنوان)

- تحبى نروح لدكتور

(لا يوجد طبيب يختص بأمراض الحب)

هززت رأسى بوهن ولم أستطع الرد عليه

ربت على كفى وهو يقول
- طيب خليكِ مستريحة وأنا مش هتأخر

ابتعد من أمامى فى سرعة .. شعرت بكل كيانى يتأرجح كما لو كان أصابنى دوار البحر .. لا أملك تفسيرا لما يحدث لى .. لقد كنت على ما يرام منذ لحظات فحسب .. هل يمكن أن يكون لخالد كل هذا التأثير علىّ
لمست مكان أنامله على كفى .. أشعر بالحرارة تزداد .. والدوار يكاد يبتلعنى وكل ماحولى كالإعصار

عاد خالد بعد قليل وهو يحمل لى بعض الطعام وعلب العصير والحلوى .. وضعها أمامى وهو يقول
- أكيد انتِ مفطرتيش .. يلا يا أحلام كلى دلوقتى وهتبقى كويسة

(يا لقلبك الطيب يا خالد .. ليت ما بى ينتهى بتلك البساطة)

قلت بوهن
- متشكرة أوى .. بس أنا مش قادرة آكل دلوقتى

أجابنى بنظرة رجاء
- عشان خاطرى يا أحلام

حاولت قول شىء ما فقاطعنى بمرح
- طيب أنا كمان لسه مفطرتش وهافطر معاكِ

وقبل أن أرد كان قد أمسك بإحدى الشطائر وناولنى إياها وقام بتناول الأخرى وهو ينظر لى بابتسامة أذابت ما تبقى داخلى من تماسك .. ذلك الحنان الذى غمرنى به والذى لا يقصد به ما يصل لقلبى يقتلنى ويزيد من عذابى الصامت الذى لن يصل إليه يوما

يجب أن تفيقى يا أحلام .. كفاكِ حلما بالمستحيل

كفى




رد مع اقتباس