منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #16


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(15)
عـــــــودة


لا أدرى لم يخفق قلبى بهذا الشكل .. أشعر كما لو كنت ذاهبة للعمل لأول مرة فى حياتى .. أخطو خطوة وأتراجع خطوتين .. توقفت قليلا وأخذت نفس عميق وشددت قامتى وتوجهت نحو المكتبة الجديدة .. نعم جديدة لم يعد هناك ما يشير لكونها ذات المكتبة العتيقة التى عملت بها لسنوات مع عم حامد .. أصبحت شيئا براقا .. خطوت للداخل وأنا أتفحصها بانبهار

الكتب تبدو أكثر أناقة وقد اصطفت فوق رفوف المكتبة فى نظام ويبدو أن أحدهم قد قام بتنظيمها وتقسيمها لأقسام عدة .. مجهود كبير تم لتخرج المكتبة بتلك الهيئة المشرفة .. هناك مكتب صغير وأمامه ينتصب فى شموخ جهاز حاسب آلى .. وهناك ماكينة تصوير مستندات جديدة وبعض الأدوات المكتبية .. لقد تم إضافة نشاط آخر للمكتبة إذن .. لا يهم .. المهم أن الكتب العزيزة عادت لبيتها على أفضل ما يكون ..أين أنت يا عم حامد لترى حلمك فى ثوبه الجديد

- صباح الخير

انتفضت على الصوت الذى فاجأنى من خلفى وقطع علىّ أفكارى
التفت ببطء والخجل يكبلنى وأنا أغالبه لأرد عليه دون أن أنظر لوجهه
- صباح النور يا أستاذ خالد
فاجأتنى ضحكة انسابت منه وهو يقول
- أستاذ خالد!
- طبعا
- غريبة
- هى ايه اللى غريبة؟
- اللى يسمعك وانتِ بتكلمينى امبارح يقول ...
قاطعته بضيق
- يقول عنى قليلة الذوق مثلا
أجاب فى سرعة
- لا العفو .. بس يقول انك مش طايقانى
- الحقيقة انا .. يعنى افتكرت إن ...
- إنى هبيع المكتبة مثلا
- مثلا
- أو أغير نشاطها
- احتمال
- وإيه حكاية الكافيه والصالون ولا السوبر ماركت دول

ابتسمت بحرج وأنا أقول
- دى .. لا خلاص انساهم بقى
- ماشى ممكن نفتح بقى صفحة جديدة
- إن شاء الله

توجه نحو المكتب الصغير وداعب الحاسب الآلى بأنامله وهو يقول
- كل حاجة هتبقى زى ما كانت .. وهتقومى بالإشراف عليها بنفسك .. وأنا هتابع من وقت للتانى

سألته بدهشة
- يعنى حضرتك مش هتكون معانا على طول؟

نظر لى للحظات دفعت عينى للالتصاق بالأرضية اللامعة
- لا أنا هبقى مشغول الفترة الجاية بس ....
واقترب منى قليلا وهو يقول
- بس أنا واثق فيكِ ومتأكد انك هتمشى الشغل كأنى موجود

شعرت بحرارة تلفح كل كيانى وأنا أهز رأسى بصمت وعينى لا تفارق الأرض .. كيف تغيرت من ناحيته بتلك السرعة .. كيف تحولت النمرة الشرسة داخلى إلى تلك الهرة الناعمة المستكينة .. لا أدرى

حقا لا أدرى

مضت نحو نصف الساعة وهو يخبرنى بما علىّ فعله .. والنظام الذى قام بتحميله على الحاسب الآلى والذى يقوم بتنظيم العمل بشكل راقى .. وبعد أن أنهى حديثه معى استأذن بتهذيب وغادر المكتبة تاركا لى فرصة التنفس بصورة طبيعية أخيرا

لا شك أننى أشعر بسعادة لا حد لها .. ولكنى أعجز عن تفسير ذلك التوتر الذى ينتابنى عند الاقتراب من خالد أو الحديث معه

إنه شعور مخيف حقا

أخشى أن أجد له تفسير




رد مع اقتباس