31-08-2019
|
#199
|
شَمَمْتُ شَذَاهُ والشَّمْسُ مُقْبِلَةٌ
وَوَجْهُ الصَّباحِ فِيهِ قَدْ اشْتَعَلا
خَالَسْتُهُ اللَّحْظَ لا أدْرِي لِذَا سَبَبَاً
خالَسَنِي عَمْدًا بِالهَوَى مُقَلا
قُلْتُ "صَبَاحُ الخَير "
ردَّ "صَبَاحُكِ"
قُلْتُ "حُلْوٌ" ؟
قَالَ "بِكِ أحْلَى"
نَظَرْتُ إليْهِ والعَيْنُ فِي خَفَرٍ
قَالَ لا ، مَا فِي الهَوَى خَجَلا
هَزَّ النَّسِيمُ الوَرْدَ فَتَمَايَلَ
وحِينَ رَآهُ جُنَّ فَاعْتَدَلا
مَاذَا أَقُول ؟
وَهَلْ أَجِدُ لَهُ غَزَلاً ؟
لَوْلاهُ هَذا الوَحِي مَا نَزِلا
قُلْتُ لَكَ مَا شِئتَ مِنْ حَدِيقَتِنا
الرِّيحانَ والياسمينَ والفُلَّا
تَبَسَّمَ . ظَنَّ اني أُمَازِحُه
فعَادَ قَلبِي طُفْلاً بَعْدَمَا اكتَمَلا
أَضَاءَ مِن شَهْدِ الحَلاوَةِ وَجْهَهُ
رِمْشٌ أَطَلَّ وَهُدْبٌ جارِحٌ قَتَلا
العَيْنُ خَمْرُ اللَّيْلِ عُتِّقَتْ زَمَنَاً
يا لِقَلبِي كَمْ مِنْ نَظْرَةٍ نَهَلا
شَدَّني الوَلهُ فألقى بسمةَ ثَغْرٍ
عانَقْتُهُ فاضْحَتْ بسمَتي قُبَلا
صِرْتُ أَرْمُقُهُ شَوْقاً ويَرمُقُني
لولا سَوادُ العين حَسَبْتُهُا عَسَلا
جُنِنْتُ فِيهِ حَتَّى بَاتَ يَحْسُدُني
على جُنُونِي بَيْنَ النَّاسِ مَنْ عَقَلا....!
|
|
|
|