منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - ريش النعام
الموضوع: ريش النعام
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 16-02-2024
نجوى الروح متواجد حالياً
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام وسام 
 
 عضويتي » 4286
 جيت فيذا » Oct 2017
 آخر حضور » منذ دقيقة واحدة (12:41 AM)
آبدآعاتي » 41,211
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه » دولتي الحبيبه Libya
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » نجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond reputeنجوى الروح has a reputation beyond repute
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابي امقلب احد
sms ~
mms ~
MMS ~
 آوسِمتي »
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام وسام   مجموع الاوسمة: 6

 
افتراضي ريش النعام








تنبه بعد غفوة إلى أن صديقه غائب،
أصيب بذعر شديد، فهو ملاكه الحارس،
كيف سمح لنفسه أن يغادر دون أن
يخبره؟! صار العالم في عينيه مظلما،
صار كائنا مرعبا يهدد حياته. نهض
بسرعة يبحث عنه، فمنذ كان صغيرا
وهو يصرخ ولا من مجيب لتوسلاته،
ولا أحد تنبه لما تحمله آناته الضاجة من
رعب، ولا أحد تنبه لما تحمله من رسالة،
ونما خائفا حتى من ظله، كل أشياء العالم
تشكل له تهديدا، أي حركة أو نأمة يشعر
بها موجهة ضده، فيسارع إلى الاختباء.
قلبه يخفق بشدة، وملاكه الحارس، لا أثر له.
هو الوحيد الذي فك شيفرة خوفه، فبسط عليه
سلطانه، ورضي بأن يكون له تابعا، تنازل له
عن كل شيء، يفعل به ما يشاء، مقابل أن
يشعره بالأمان. هل تخلى عنه بعد أن
قضى منه وطرا؟ هل مل منه وذهب
ليبحث عن آخر يطلب مثله الأمان؟ كيف
سيعيش من دونه في هذا العالم الوحش
وهو القزم الذي ما نمت له لا أظافر ليدافع
بها عن نفسه، ولا جناحان ليحلق بهما
بعيدا عن مصادر الخوف..
ذهبت إلى مطبخي وأعددت فنجان
قهوة أستمتع بدفئها، ثم عدت إلى نافذتي..
كان ما يزال يبحث وبكل إصرار، يلتفت
يمنة ويسرة ولا وجود للصديق، كيف
يكون صديقا والصداقة لا تكون إلا في
المواقف الصعبة. ها هو يتركه يواجه
العالم من دون أسلحة، عاريا إلا من خوفه.
تكاد الدموع تطفر من عينيه وقلبه
لا يتوقف عن الخفقان الشديد حتى
لتكاد الدماء منه تنفجر.
مرعوبا من صغره، وكأن الرعب خبزه اليومي،
وعليه أن يتحمل مصيره الخائب بكل جلد،
وأنى له بالجلد؟ من أين يأتي به؟ كله
كتل خوف متراكبة على بعضها البعض
في بنيان هش ينهد لأقل نسمة أو صيحة
قد تأتي حتى من داخله هو الذي يرى
العالم بعيني الضعف، فيراه عملاقا ويرى
نفسه ذرة خفيفة في ميزان الصراع، ثم
إنه لم يتعلم كيف يواجه المخاطر بل كيف
يواجه خوفه ويصرعه، ضخم العالم حتى
لم يعد يرى نفسه تماما.
قريبا سيحل الليل بردائه الاسود
الفاحم، وستخرج الغيلان من غير انها
لتنزل به الأذى، أو ستزق جسده الهزيل
بسبب سوء التغذية وكثرة التفكير. أحدس
أنه يتساءل: أين المفر؟ أين سأبيت الليلة؟
وأين الصدر الحنون الذي سيحتويني،
لأنعم بأحلام لذيذة كما كنت أنعم بها
صحبة حارسي الأمين؟
أرتشف قهوتي فيسري دفئها في جسدي،
وأتابع المشاهدة والكتابة.
أراه يعدو في كل الاتجاهات، ولا منفذ ضوء
يأتيه بالفرج، أشعر بالضيق، ولأتخلص منه،
أرسم له طريقا ليسلكه، لكنه من دون حدس،
لا يمتلك الحاسة السادسة، يضيعه كما
ضيع حياته، وهل هذه حيات ليفخر بها؟
أقفل نافذتي ونافذة الكتابة وأضطجع
على فراشي منتشيا باللحظة الهاربة.

عبد الرحيم التدلاوي



الموضوع الأصلي: ريش النعام || الكاتب: نجوى الروح || المصدر: منتديات هبوب الجنوب

كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب





 توقيع : نجوى الروح



“دعوة المظلوم كالرصاصة القوية
تسافر في سماء الأيام بقوة
لتستقر بإذن ربها / في أغلى مايملك الظالم!”


رد مع اقتباس