منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #7


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(7)
لقب جديد

أخيرا عاد الهدوء للحى .. وعاد الصمت الحبيب يلف ما حولى وينزع عنى تلك الآلام التى كانت تفترس رأسى من صخب حفل أمس .. وعاد كل شىء لحاله .. ما عدا أغراضنا هى الوحيدة التى لم تعد بعد من بيت أم العروس .. يبدو أنها فضلت البقاء لتنعم بجو الفرح السائد هناك عوضا عن البقاء معنا لترقد بصمت وتنتظر حدوث معجزة ما لتخرجها للنور .. فأمى لا تمس تلك الأغراض المخصصة لكبار الزوار وبالأخص العريس المنتظر الذى لا نصيب له فى استخدامها حتى الآن .. لا أدرى أى كرم حاتمى تملك أمى لتدفع بأغراضها الثمينة تلك إلى مصير مجهول داخل السيرك الذى أقيم أمس فى بيت الجيران .. ربما أرادت لها أن تنال بعض بركات العروس لتنقل لنا عدوى الفرح قريبا

حقا أنا لا أفهمكِ يا أمى

لم أهنأ طويلا بالهدوء الجميل .. فقد هبطت فوق رؤوسنا فجأة ابنة خالتى العزيزة (ماجدة) ومشاغبيها الثلاثة الصغار القادرين على محو مفردة الهدوء من قاموس الكون ذاته .. فقد بدأت العاصفة فور دخولهم إلى البيت .. الوداع أيها الهدوء

رسمت ابتسامة على وجهى وخرجت لاستقبالهم .. كانت ماجدة كالعادة عابسة الوجه لا تكف عن التذمر والشكوى من كل شىء .. سلمت عليها وجلست جوارها استمع بصبر لحديثها مع أمى الذى لا يتعدى الشكوى من زوجها الذى لا يقدر جهودها ومن أطفالها الذين أتعبوها كثيرا ولم تعد تحتملهم وعن الأعباء التى تتحملها وحدها وعن طاقتها التى شارفت على النفاذ .. وكانت تقطع حديثها من حين لآخر لتصرخ فى أحد صغارها تارة .. وتهدد آخر بقطع أذنيه تارة أخرى .. وتكتفى بقذف حذاءها على الأخير

كانت نموذج مجسد للسخط على كل شىء .. لا تجد فى حياتها شىء يشعرها بالرضا .. لا تكف عن الرثاء لنفسها وتذكر كيف كان حالها قبل الزواج وتلعن حماقتها التى دفعتها للزواج يوما ما

يا للبشر .. متى يشعرون بالرضا .. ليتكِ تعرفين أى نعم تحيط بكِ ولا تريدين رؤيتها .. ليتك تقدرين عطية الله لكِ وتحمديه عليها بدلا من التذمر منها .. أتدرى كم فتاة تتمنى مثل حياتكِ؟ .. كم فتاة تحلم ببيت وزوج وأسرة .. أتدرى كم زوجة تتمنى طفل واحد يملأ عليها حياتها حتى وإن لم يكف عن الصخب لحظة واحدة؟ .. لو فكرتِ قليلا يا ماجدة لحمدتِ الله كثيرا

أفقت من شرودى على حديثهما .. كانت أمى تحاول تهدئتها وكانت لا تزال ترغى وتزبد وتلعن الزواج وأيامه .. وبعيدا عن أى تعقل خرجت كلماتها كالسهام المسمومة وهى تقول

- يا ريتنى ما كنت أتجوزت أبدا .. يا ريتنى عنست زى أحلام

توقف كل شىء فجأة ولفنا صمت مهيب بعد جملتها الأخيرة .. شعرت بالعرق البارد يغمرنى وستة أزواج من العيون تحملق بى .. فقد توقف الصغار عن صخبهم مع مى ووقفوا جميعا يرقبوننى تتباين فى عيونهم النظرات وتجتمع على الإمعان فى تعذيبى

نظرت لوجه ماجدة الذى غادرته مياه الحياة وبدت كالشبح .. أعرف أنها لم تقصد ما رمتنى به .. ولكن من يمكنه أن يعيد كلمة قالها وأصاب بها ما أصاب .. استجمعت شجاعتى الهاربة وشحذتها لتنطق شفتاى بابتسامة لا أدرى كيف شقت مكانها فى وجهى
- احمدى ربنا على نعمته يا ماجدة

تمتمت هى ببعض كلمات مبهمة وهى تقوم بسرعة تلملم شتات نفسها الغارقة فى الخجل وتلملم أطفالها وتغادرنا منكسة الرأس تتعثر فى خطواتها .. غابت نظرات أمى التى تتفحص الأرضية هربا من النظر لوجهى حتى لا أرى تلك الدمعة اللامعة التى تقف بحيرة عند جفنها لا تدرى هل تسيل بمجراها الطبيعى أم عليها الانتظار؟ .. قمت من مكانى لأقسح لها الطريق علها تريح نفس أمى المهمومة بى .. دخلت إلى حجرتى وكلمة ماجدة ترن فى أذنى بلا توقف

ماذا أفعل الآن؟ .. لا رغبة لى بالبكاء .. لا رغبة بى أبدا

انفجرت بالضحك .. نعم نوبة ضحك هستيرية من النوع الذى يدمع العينين .. كلا لم أجن بعد .. لكنى وأخيرا تخلصت من اللقب اللدود

لم أعد آنسة

فقد أصبحت

عانس

أغمضت عينى وأنا ابتلع حروف الكلمة الثقيلة

تماسكى يا أحلام .. واقبلى الواقع .. وليعينكِ الله




رد مع اقتباس