منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #2


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(2)
لا جديد فى الأفق

ذهبت فى طريقى للعمل فى تلك المكتبة الصغيرة التى تجاور بيتنا والتى يملكها كهل طيب هو عم حامد الذى ما زال يؤمن بقيمة الكتاب ويحلم بأن يقدره الناس حق قدره .. وبرغم صعوبة هذا الحلم فى وقتنا هذا إلا أنه ما زال يتشبث به وبكتبه الكثيرة التى تكتظ بها المكتبة والتى قليلا ما تجد رواجا عند الناس .. وقد رفض تماما أن يغير نشاط مكتبته أو حتى أن يضيف لها بعض ما يجعلها ذات نفع مادى له على الأقل .. يا له من موقف نادر وتمسك بالمبدأ قلما نراه عند أحد

قمت بفتح المكتبة وجلست فى مكانى المفضل لأكمل قراءة الرواية التى بدأتها بالأمس .. أنا أيضا أعشق الكتب والروايات .. أعشق أوراقها الصفراء والرائحة المميزة التى تنبعث منها والتى تنقلنى لعوالم أخرى تمنح شخوصها الحق فى الحياة والسعادة

- إزيك يا أحلام

رفعت عينى نحو الصوت الذى أعرفه ونظرت للقوس قزح البشرى الماثل أمامى .. كتلة من الألوان مُزجت معا لتخرج منها الآنسة سمية بشعرها المصبوغ بذهبى صارخ ووجهها الملون بألوان الطيف وملابسها التى لا تخرج عن الأحمر أوالبرتقالى أوالأصفر بكل درجاتهم .. وقفت أمامى وهى تلوك اللادن كعادتها ويبتسم فمها المطلى بلون شديد الحمرة كأنما فرغت لتوها من التهام دلو من المربى .. دفع مظهرها ابتسامة صغيرة لتشق جانب شفتى وأنا أقول

- أهلا يا سوما

سوما كما تحب أن يناديها كل من حولها تعمل فى محل الملابس الجاهزة القريب من المكتبة وهى فتاة شديدة الفضول ولا تكف عن زيارتى كل يوم صباحا لتروى لى آخر الأخبار كوكالة أنباء عالمية دون أن أطلب منها ذلك .. هززت رأسى بصمت دون أن أتابع كلامها وعيناى على صفحات الرواية حتى أنهت نشرة أخبارها وانصرفت بسلام .. تنهدت فى صبر وأكملت القراءة وقد عاد الهدوء إلى المكان أخيرا

انتهى يوم العمل الهادئ الذى لم يأت فيه سوى شخص أو اثنين إلى المكتبة ممن لا زالوا يقدرون قيمة الكتاب .. لكم أشفق عليك يا عم حامد .. عدت إلى البيت وما أن خطوت إلى الداخل حتى انشقت الأرض فجأة عن المشاغبة الصغيرة وهى تتقافز كالقرد وتهتف فى سعادة

- عريس .. عريس .. عريس يا أبلة أحلام

ويقفز معها قلبى ليستقر فى كعب حذائى




رد مع اقتباس