منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2014   #11


الصورة الرمزية سلطان الشوق

 
 عضويتي » 3309
 جيت فيذا » Mar 2014
 آخر حضور » 24-07-2021 (01:00 AM)
آبدآعاتي » 96
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه »
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » سلطان الشوق is on a distinguished road
اشجع shabab
مَزآجِي  »
 

سلطان الشوق غير متواجد حالياً

افتراضي رد: (أحلام ) قصة رائعة * كاملة/ بقلم/ رشا الصغير



(11)
ومات الحلم



أيام أكثر بطئا وأشد مرارة مرت علىّ .. لقد كان داخلى بعض من أمل أن يتحسن الحال وتعود المكتبة العتيقة للحياة وترى الكتب نور الشمس من جديد .. والآن كل شىء مصيره إلى المجهول .. ترى ماذا فعل ذو القلب الصخرى بكتبى الحبيبة؟ .. لو كنت أملك لكنت اشتريتها جميعا وخزنتها فى غرفتى حتى ولو لم يعد لى مكان فيها بعدها .. لكم يؤلمنى فراقها .. لا أدرى كم بكيت حتى تورمت عيناى

نظرت للمرآة وأنا امسح دموعى بأطراف أناملى .. لا أدرى لم رنت كلمته فى رأسى ( مدام) .. لماذا نادانى بها .. هل أبدو مدام حقا .. ولكن كيف هو شكل ( المدامات) اللاتى بت أشبههن

بدأت فى البحث عن كل مدام مرت بذاكرتى وأتفحص ملامحها بعين خيالى وأقارنها بتلك القابعة فى مرآتى

بحثت عن آثار قد تكون تركتها أعوامى الثلاثون على ملامحى دون أن ألحظها .. حتى أننى فتشت عن تجعيدة ما تزحف على وجهى أو ربما شعرة بيضاء مندسة بين خصلاتى

لابد أننى جننت حتما

تبا لك يا خالد

خالد .. كيف حفظت اسمه بتلك السرعة .. تذكرته وهو واقف أمامى بقامته المتناسقة وشعره الأسود وبشرته الخمرية .. يبدو أنه يصغرنى بعدة أعوام .. ما شأنى أنا بكل هذا؟ .. ترى ما الذى ينوى فعله بالمكتبة .. فمساحتها لا بأس بها .. وكم من مرة حاول صاحب محل الملابس الجاهزة الذى تعمل به سوما أن يعرض على عم حامد العرض تلو الآخر حتى يبيعه المكتبة ليحولها لمحل جديد .. ربما سيتمكن من إقناع الوريث الجاحد بذلك .. ليحتل القماش مكان الورق .. ويحل الكساء محل غذاء العقل .. تخيلته وقد افتتح المحل الجديد وصوت الصخب المزعج الذى لا يتوقف فى محله يدوى ليعصف بهدوء الحى

ضغطت بكفىّ على أذنى لأحميها من ضجيج وهمى لا يوجد سوى فى رأسى

لا .. هذا لن يحدث أبدا .. ولكن ما الذى بيدى فعله؟

- شفتى يا أبلة أحلام

خبر جديد من وكالة الأنباء المحلية فى بيتنا

- خير يا رويتر
- مين روتر ده؟!
- ده واحد صاحبنا شبهكِ كده
- آه
- خير فيه ايه؟
- المكتبة

سألتها بتوجس
- مالها تانى؟

اتسعت عيناها فى انبهار وحركت يديها فى كل الاتجاهات وهى تقول

- بقت حاجة تانية .. بيصلحوا فيها وبيلونوها بألوان حلوة وركبوا بلاط بيلمع .. بقت حلوة أوى يا أبلة

قلت من بين أسنانى
- عملتها يا خالد
- بتقولى حاجة يا أبلة؟
- لا يا حبيبتى روحى انتِ دلوقتى ولو شفتيهم حطوا المانيكانات ماتجيش تقوليلى

- مين المكنيكانات ده؟!

وبصرخة كينج كونج
- امشى من وشى

اختفت من أمامى فورا وعدت أجز على أسنانى وأهتف بحنق
- منك لله يا خالد




رد مع اقتباس