منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - الوسائل المعينة في صلاح الذرية
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 14-08-2022
الوافي غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
اوسمتي
وسام وسام 
 
 عضويتي » 1
 جيت فيذا » Mar 2009
 آخر حضور » منذ 16 ساعات (04:26 PM)
آبدآعاتي » 55,514
 حاليآ في » بمملكتي هنــا.
دولتى الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » الوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond reputeالوافي has a reputation beyond repute
اشجع
مَزآجِي  »
sms ~
يقولون من يرفع راسه فوق تنكسر رقبته
وأنا أبي أرفع رآسي فوق وأشوف منهو كفو يكسرهـ
تراني أنتظركـ ..
 آوسِمتي »
اوسمتي
وسام وسام   مجموع الاوسمة: 2

 
افتراضي الوسائل المعينة في صلاح الذرية



كل فرد منا يتمنَّى صلاح أبنائه ويدعو الله تعالى أن يرزقه الذرية الصالحة وهذا أقصى أمنيات الصالحين وأحبُّ دعوات المؤمنين، فهذا نبي الله إبراهيم سأل ربَّه الذرية الصالحة، فقال: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100] فجاءته البشرى من ربه: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101] وهذا نبي الله زكريا عندما رأى ما عند مريم من النِّعَم توجَّه إلى ربِّه وقال: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38] فلم يكتفِ زكريا بطلب الذرية فقط؛ بل طلب الذرية الطيبة التي تسير على الخير وتعمل الصالحات.

فطَلَبُ الأبناء الصالحين منهجُ الأنبياء ودعوة الأتقياء وأمنية الصُّلحاء فمن منا لا يحب أن يرى ربَّه قد أكرمه من الذرية من يؤمنون بالله ويطيعونه من بعده ويقيمون فرائضه، ويلتزمون بشريعته، فهذه أمنية الصالحين وأقصى ما يتمنونه من نعيم الدنيا قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74] وحتى تُرزَق بالذرية الصالحة لا بد أن تأخُذ بالأسباب المعينة على صلاحهم وأن تفعل الأمور التي تساعد على استقامتهم وتغرس الخير في نفوسهم، ومن هذه الوسائل المعينة:
أولًا: صلاح الآباء:
فصلاح الآباء سببٌ لصلاح الأبناء واستقامتهم والعكس بالعكس فمن حرص على طاعة الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب نواهيه رزقه الله من الأبناء ما تَقَرُّ به عينُه وتطيب به نفسُه، قال تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]

فيجب أن يعلم كل أب أن عمله الصالح سيبقى من بعده ويظهر أثره بعد مماته وأول من تظهر عليهم آثار ذلك العمل هم أبناؤه من بعده قال تعالى: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9] فقد أرشد الله تعالى عباده إذا خافوا على أبنائهم من بعد موتهم أن يتقوا الله تعالى ويخلصوا العمل في حياتهم، وألَّا يقولوا إلا ما يُرضيه سبحانه، وسوف يحفظ لهم الذرية، ويبارك لهم في الأبناء وقد ذكر بن القيم أن أعظم فساد للأبناء هو بسبب تفريط الآباء بحقوق الله تعالى والبعد عن منهجه يقول الإمام ابن القيم: "فما أفسد الأبناء مثل تَغافل الآباء وإهمالهم واستسهالهم شَرر النار بين الثياب فكم من والد حَرَم ولده خير الدنيا والآخرة وعَرضه لهلاك الدنيا والآخرة، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله وإضاعتهم لها وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح

حَرَمهم الانتفاع بأولادهم وحَرَم الأولاد خيرهم ونفعهم لهم هو من عقوبة الآباء وحقًّا ما قال ربُّنا: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]

ثانيًا: الدعاء:
الدعاء عبادة عظيمة وطاعة جليلة لا يُوفَّق إليها إلا من أحبَّه الله تعالى وقرَّبه وأعظم من ترفع لهم الأيدي بالدعاء هم الأبناء والذرية فأحدنا يفرح إذا رأى من صلبه ولدًا صالحًا طائعًا لله تعالى، والدعاء بصلاح الأبناء من سُنَن الأنبياء عليهم السلام فهذا الخليل إبراهيم عليه السلام يرفع يده متضرِّعًا إلى مولاه وهو يقول: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100] وهذا نبي الله زكريا يسأل ربه أن يرزقه ولدًا صالحًا مرضي العمل وهو قد بلغ من الكبر عتيًّا ولم يُرزَق بولد فكان يقول: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6] وهكذا سار الصالحون بعدهم يسألون الله تعالى أن يرزقهم الذرية الصالحة التي تَقَرُّ بها أعينُهم وتفرح بها نفوسُهم وحالهم ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74] فكن على طريق الأنبياء وارفع يدك بالدعاء وتوجَّه إلى رب السماء بدعوة خالصة من قلبك أن يرزقك الذرية وأن يصلح لك الأبناء، فما ذلك على الله بعزيز.

ثالثًا: اختيار الزوجة الصالحة

من أهم مراحل صلاح الأبناء اختيار الأم الصالحة فهي أساس البيت وعنوان التربية وأكثر الوالدين ملازمة للأبناء فالتربية في الدرجة الأولى تقع على عاتقها وهي أسمى مهمة من مهماتها وهي المسئولة المباشرة عنها

فإذا كانت صالحة غرست قيم الخير فيهم، وزرعت الأخلاق الفاضلة

فيهم فينشأ الابن على ما رُبِّي عليه وما تعلَّمه من أمه وأبيه
وَيَنْشأ ناشِئُ الفتيانِ مِنَّا على ما كان عوَّدَه أبُوه

وقد حثَّنا النبيُّ عليه الصلاة والسلام على أهمية اختيار الزوجة الصالحة التقيَّة وتخيُّرها من العوائل التي عُرِفَ عنهم الصلاح والتقوى فقال: ((تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُم وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ)) يقول المنشاوي في شرحة على الحديث أي: تكلفوا طلب ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعدها عن الخبث والفجور لأن الأبناء يتأثرون أولًا بأمهم وأبيهم ثم يأخذون أهلهم، فإذا كانت الزوجة صالحةً عابدةً انعكس ذلك على الأبناء

وظهر أثرُ ذلك في تربيتها لأبنائها وبناتها

رابعًا: اختيار الأصدقاء الصالحين:
إن الصديق تأثيره مثل تأثير الوالدين في المنزل، فهو يسحب صاحبه إلى ما هو عليه من الخير أو الشر، يقول عليه الصلاة والسلام: ((الصاحِبُ ساحِبٌ)) وورد في الحديث أيضًا قوله: ((المَرْءُ على دِينِ خَلِيلِه فَلْيَنْظُر أحدُكم مَنْ يُخالِل..)) فاختيار الصديق الصالح ومجالسة أهل الخير من أعظم أسباب الثبات والاستقامة على الحق ومخالطة أصدقاء السوء من أسباب الانحراف والميل عن الحق فكم يقع من الشرور بمصاحبة أصدقاء السوء وكم من المصائب تقع من مجالسة أهل الخبث والشرور يقول عليه الصلاة والسلام: ((مَثَلُ الجليسِ الصالحِ والجليسِ السَّوء كحامِلِ المِسْك ونافِخِ الكِيرِ، فحامِلُ المِسْكِ إما أن تبتاع منه وإما أن يَحْذِيَك وإما أن تجد منه رائحة طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه رائحة كريهة)) فعلى الآباء إذا أرادوا صلاح أبنائهم أن يُحسِنوا اختيار الأصدقاء.

خامسًا: حسن التربية

والحرص على غرس قيم الإسلام ومبادئه في الأبناء منذ الصغر
فالأبناء إذا رُبُّوا على الخير والصلاح اعتادته نفوسهم وغرس في أذهانهم ذلك الخير وإذا عُوِّدوا على المعصية ألِفُوها وأحبُّوها فيصعُب التخلي عنها إذا كبروا أغلب فساد الأبناء اليوم ناتج عن عدم التربية في المنزل وإهمال الآباء تأديبهم وتنشئتهم التنشئة الصالحة على تعاليم الدين وقيمه يقول ابن القيم رحمه الله: فمن أهملَ تعليمَ ولدِهِ ما ينفعه، وَتَرَكَهَ سُدًى فقد أَساءَ إليه غايةَ الإساءة وأكثرُ الأولادِ إِنما جاء فسادُهُم من قِبَلِ الآباءِ وإهمالِهِم لهم وتركِ تعليمِهِم فرائضَ الدينِ وَسُنَنَه فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسِهِم ولم ينفعوا آباءَهُم كِبَارًا لذلك من أولى المهام التي تقع على عاتق الأبوينِ في الأسرة هي التربية الصالحة للأبناء والعناية بهم وتعليمهم الخير وغرسه في نفوسهم فهم العدة التي ينبغي التعويل عليها في المستقبل، وهم الجيل الذي سيحمل راية الدين عالية

سادسًا: القدوة الصالحة:
إن الطفل في سنواته الأولى يُقلِّد ما يراه من حوله وبالأخص الوالدين فهم أقرب الناس إليه وأكثرهم اختلاطًا به، فإذا رأى أعمالًا صالحةً عمل مثلها، واقتدى بمن راه يعملها وإن رأى غير ذلك عمل مثل الذي يراه ولذلك نبَّه ربُّنا سبحانه وتعالى على أهمية القدوات في القرآن وضرورة أن يرتبط الطفل بأشخاص قبله حازوا من الفضائل والخير مبلغًا عظيمًا وعلى رأسهم الأنبياء والصالحون يقول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21] ويقول تعالى أيضًا: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90] فعلى الآباء أن يحرصوا على ألَّا يظهر منهم إلا كلُّ جميل، وأن يُبْرِزُوا أمام أطفالهم أعمالَ الخير والأخلاق الكريمة الفاضلة حتى تنغرس في ذهن الطفل فيقتدي بكم



كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب





 توقيع : الوافي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس