منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - يوميات طفل ( قصص للأطفال ) متجدد
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2009   #14


الصورة الرمزية سمو الروح

 
 عضويتي » 5
 جيت فيذا » Mar 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:18 PM)
آبدآعاتي » 37,001
 حاليآ في » منتديات هبوب الجنوب
دولتى الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  » التقني ♡
آلعمر  » 36 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » سمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond reputeسمو الروح has a reputation beyond repute
اشجع hilal
مَزآجِي  »  اجتماع عائلي
 

سمو الروح غير متواجد حالياً

افتراضي صاحب القصر وصديقه القديم



قصة : د. طارقالبكري

قصة جديدة تختزنمعان عديدة تناسب طفولة متأخرة .. تحكي قيمة وفاء وحب وألم .. قصة جديدة بطعم جديد ..

كتبتها هديه لطفولة عربية في زمن محن ..


صاحب القصر وصديقه القديم
في مكان بعيد بعيد .. على قمة ربوة خضراء عالية ، محاطة غالبا بسحب بيضاء مثل ثلج ناصح .. متوهج تحت شمس، يكاد متأمل يسحر بمرأى سماء تحتضن ربوة بحنو وسكينة .. يشعر في الليالي بقدرته على لمس نجوم مرتجفة ، تبدو من هاهنا دانية مثل ثمار شجر .. يكاد عابر في عتمة ( ظلمة ) دروب طويلة لا يحتاج ضوء قنديل أو شعاع سراج ..
هناك ..
حيث ينام قمر وتغفو عصافير دون خوف من صياد يأتيها بغتة ( فجأة ) .. تسير أرانب بخشوع آمن فيجوار ثعالب , وترقد ( تنام ) حملان قرب ضباع ..
هناك ..
في أعلى سنام الربوة قصر حجري قديم ..
قرميد سقفه .. صخر جدرانه .. عال جبينه .. مرتفعة هامته ..
منارته تخرق الفضاء ، ترمي بشباكها حيث تسكب أنوار بهيبة شموخ ، بلا استئذان ..

يطل القصر ببهاء باهر على حدائق وتلال ووديان ومروج .. معلنا نفسه حارسا أمينا للوحة فنية طبيعية ساحرة مبدعة صافية ..
وفي أيام شتوية .. وقت ما تتكدر سماء ( يتغير لونها )، تغيب منارات القصر الشامخة للعلا بين غيوم متكدسة كقطن حالك ( شديد السواد ) تتدلى من فوق إلى تحت، تتمدد من أسفل إلى أعلى .. تبدو تلالا قطنيةتنحدر بقوة .
سيد القصر وصاحبه لا يستسلم لجبروت طبيعة ..
يأبى أستار شتاء تحجب أنوارا مرسلة جذبا لتائهين ضائعين في عتمة ليل .. يطلبهم حثيثا ( سريعا) كما يطلب سراج نور فراشات هائمة ترنو( تحن ) لدفء وقبس ( شعلةُ نّار ) من أمل .. عندها يستنفر خدم القصر وعسسه ( حراسه ) ، ينطلقون بأمره ، يزرعون قناديل على أطرافالربوة .. في زوايا طرقات ودروب ، إسعافا ( إنقاذا ) لعابري ليل كالح ( متجهم عابس ) ، هديا لتائهين تحت لطم عواصف.. دعوة لمشردين باحثين عن مأوى ( ملجأ ) دافىء،يلوذون به ( يحتمون به ) ، يقيهم سياط برد وبلل شتاء وقرصة جوع .. ومن يعرف جوع يعرف أن قساوته في برد أشد وأمر ..

***
القصر واسع واسع ، غرفه كثيرة كثيرة .. تحيطه بساتين ممتدة تنتهي حيث ينتهي البصر..
مئات العمال يعملون دونملل ..
يزرعون أنواعا من أشهى فاكهة وخضراوات .. أرض الربوة خصبة خصبة ، لا تبخل بشيء مما في أحشائها ( بطنها ) ، لا تحتاج سمادا ولا جهدا كبيرا ، ماء يسيل حولها من كل صوب ، عشب ضار لا ينبت بها .. ترابها نظيف .. فاكهتها لذيذة .. كل ما عليها يعجز واصفا عن وصفه وساحرا عن سحره وفنانا عن فنه وشاعرا عن شعره .. في الربوة حركة دائبة ( جَادّةٌ مُنْهَمِكٌة ) ، أعمال مستمرة لا تتوقف .. مثل خلية نحل أو ثكنة جيش .
صاحب القصر هادئ رزين ( حليمٌ وقورٌ رصين ) .. لطيف في تعامله ، وهو دائما سعيد مبتسم بشوش ..
عمال يحبونه .. أزهار .. أشجار .. فراشات .. حتى حيوانات الزرائب ( حَظيرَةُ الْماشِيَةِ ) عندما تشم رائحته تطلق أصواتا تدل على رضى وحبور ( سرور ) .
كل من في القصر يقلد السيد الكريم .. حرس خدم حاشية .
هو لا يفرق بينهم .. علا شأن أحدهم أو انخفض .. كل متساوون سواسية ، وأكثر من ذلك، يساويهم بنفسه ، في مشرب ومأكل وملبس ، طعامهم طعامه ، ثيابهم ثيابه ، لو شاهدته برفقتهم مافرقت بينهم وبينه .. لا يبخل عليهم بعطاء .. لا يهينهم .. لا يكلفهم ما لا يطيقون ..
على هذه الحال عاش ساكنوا القصر بوئام وسلام ومحبة ، عاشوا دون أن تكدر صفو حياتهم شائبة ( علة ).

***
مرت أيام هنيئة سعيدة .. ليس فيها ما يقلق منمزعجات ..
توالت سنون وأيام آمنة مستقرة ..
كبر سيد القصر .. وبلغ أولاده الثلاثة : رستم ، حمزة ، تيمور سن فتوة وشباب ..
سار الأبناء على منوال ( أسلوب ) أبيهم .. عملوا بأيديهم ، لم يميزوا أنفسهم عن غيرهم من عمال القصر وزارعي حدائقه .. لم يكن زائر يفرق بينهم وبين أصغر عامل في القصر ..
عاش الجميع أيامهم بهدوء .. يتزوجون .. يتعلمون .. يزرعون .. يحصدون .. كانت أعدادهم تزداد إما بأولاد جددأو بعمال جدد .. وكان صاحب القصر يبني لعماله بيوتا حول قصره تبدو للرائي (للناظر) قصرا مصغرا عن قصر كبير .. لم يفعل ذلك إبعادا لهم عن قصره .. بل لأن قصره ضاق بساكنيه كما إنه أراد لهم أن يستقلوا ببيوت خاصة ويعشوا حياة طبيعية ..
سيد القصر متزوج من زمن بعيد .. لكن أحدا لا يعرف زوجه .. لم تكن تظهر على ناس أبدا.. وحتى على نساء كبار معاونيه ..
طلب بعض نساء إذنا بزيارتها .. كان طلبهن يرد دائما بلطف بالغ .
كن يتعجبن من هذا السر ، يتساءلن عن سرّ سيدةالقصر التي لا تخرج من جناحها ولا يعرفها أحد ..
ومع مضي الأيام خبا ( خف ، بهت ) كل حديث عنها وكاد الناس ينسون وجودها ولم يعد كلام عنها رائجا ( سائدا ) .
وفي ليلة صيفية ..
في وقت متأخر ..
انعدمت فيه أصوات البرية ( المخلوقات ) والنسائم الساكنة .
لم تكن تسمع أصوات طيور وحشرات ..
شق صمتاً بديعاً ( رائعاًَ ) صرخة مثل صاعقة مدوية .. انفجرت من ذاك الجناح المنسي .. المحرم على ساكني القصر وحدائقه ..


 توقيع : سمو الروح



رد مع اقتباس