|
ما يدريك ما يكون بعد يومك هذا
تاخدنا الدنيا بعيدا تشغلنا و تلهينا
و منا من ينسى نفسه وسط دوامتها
و يجري لاهثا وراءها و ينسى انه ما خلق عبثا
طوبى مؤمن
حين يرحل يومك و تخلد الى الفراش
و حين تتاهب ان تسلم روحك الى بارئها
هل نويت ان تقوم الى صلاة الفجر ؟
لك في النية اجرا فما بالك اذا وفقت في القيام
طوبى مؤمن
بعد يوم شاق ترتمي على سريرك و تبحث على الراحة
ترمي بكل ما كابدته و عانيته وراءك
تريد فقط ان تستسلم للنوم و ترتاح من هموم اليوم
لكن انتظر هل نسيت ان تضبط المنبه ؟
طوبى مؤمن
من يدريك ما يكون بعد يومك هذا
من يدريك انك ستفيق صباحا ؟
هل تعلمين انك ربما فارقت الدنيا الى الابد؟
و هل شعرت انك لحظتها بين يدي الله؟
طوبى مؤمن
تخيل معي انك فارقت الحياة
تخيل معي ما سيكون موقفك امام رب الخلق
يا الله اقشعر بدني من هول ذاك اليوم
طوبى مؤمن
تريث قليلا و فكر معي كم اكرمك المولى
كم حباك من النعم نعم لا تعد و لا تحصى
في صحتك
في عقلك
في مالك
و في اولادك
و يطول بنا المقام اذ ذكرناها
هل تستحق دنيانا حقا ان نلهث وراءها ؟
هل تستحق حقا تكالب من لا يشبع و لا يرتوي؟
ام اننا تناسينا انها الى الزوال؟
طوبى مؤمن
ننغمس فيها و تنسينا اننا مجرد عابري سبيل
و تلهينا اموالنا و اولادنا عن رؤية الحقيقة
لسنا سوى حفنة من تراب و اليه نعود
فما نفع ما لا ينفع بعد الممات ؟
طوبى مؤمن
اترانا تساءلنا متى يحين الرحيل؟
اترانا فكرنا باننا ذاهبون عن قريب؟
ام ظنناه بعيدا و لازال امامنا الكثير
يا الهي رحمتك فنحن لا نساوي شيئا دون رضاك
طوبى مؤمن
فلنداوي قلوبنا بحب الله و القرب منه
و لنكن اكثر طاعة و اكثر التزام
فقلوبنا دم و لحم و ليست حجر
و بالقران و الصلاة تشفى من كل بلاء
و ليس كحب الدنيا بلاء..ان احببناها
تهنا و اضاعتنا بين كر و فر نبحث عن لذة زائفة
طوبى مؤمن
لنعاهد انفسنا ان نسعى جاهدين لنيل رضا الرحمان
لنكن مسؤولين على ما يسطر في الكتاب
و لتكن حروفه من نور يوم نقف للحساب
اليس جميلا ان نضرب كل حين موعدا مع الله ؟
اليس جميلا ان نعيش في كنف القدير؟
طوبى مؤمن
ماعادت الدنيا تلهينا و قلوبنا مليئة بحب الله
ماعادت تشغلنا و لا تشجينا
فطوبى لمن طلق دنياه من اجل وجه الكريم الرحيم
و طوبى لمن وفقه الله و عاش فيها ضيفا مستعدا للرحيل
و هنيئا لكم احباب الله بما اعددتم من زاد للسفر الابدي
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|