منتديات هبوب الجنوب - عرض مشاركة واحدة - قوله تعالى (ولعلكم تشكرون)
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26-04-2021
جوري غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام 
 
 عضويتي » 4910
 جيت فيذا » Apr 2021
 آخر حضور » 08-12-2022 (06:31 PM)
آبدآعاتي » 17,744
 حاليآ في »
دولتى الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » جوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond reputeجوري has a reputation beyond repute
اشجع
مَزآجِي  »
 آوسِمتي »
اوسمتي
وسام وسام وسام وسام وسام   مجموع الاوسمة: 5

 
افتراضي قوله تعالى (ولعلكم تشكرون)



قوله تعالى: (ولعلكم تشكرون) تعليل آخر لحكمة الصيام والتخفيف فيه، لأن أداءه على الوجه المطلوب خير حافز على الشكر العملي الذي هو القيام بواجب الرسالة بعد التمسك بحقيقة الهداية، وقد سبق أن لفظة (لعل) للترجي الذي لا يكون إلا فيما جرت أسبابه، وحيث أن أداء الصيام على حقيقته المطلوبة يصقل القلوب، ويهذب النفوس، ويقوي فيها الإرادة وصدق العزيمة، جاء طلب الشكر من الصائمين بهذه الصيغة.

ولهذا جاء الأسلوب القرآني بهذا التغيير للإشارة إلى أن هذا المطلوب بمنـزلة المرجو لقوة الأسباب المتآخذة في حصوله. ففي آخر هذه الآية الكريمة نوع من اللف لطيف المسلك قلَّ من يهتدي إليه، ولهذا قال بعضهم عن الواو إنها زائدة.

والحاصل أن الشكر المطلوب منا هو الشكر العملي أو الشكر الكامل، وهو الواجب الصحيح، كما قدمنا من أنه يكون بالقلب والجوارح جميعها واللسان، ويكاد الشكر أن يكون هو الدين كله، كما قال تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)[2]. فشكر الله له أعظم المساس بأصل الأصول وأكبرها إلى أصغر الفروع وأدقها، إذ أن أصل الشكر وقوامه تجريد التوحيد لله بإخلاص المحبة، والتعظيم الموجب لطاعته، وتعظيم شعائره، وإقامة حدوده، وتنفيذ شريعته، وحصر الحاكمية له باعتباره الإله الملك المطاع، ووصفه بصفات الكمال، وتنـزيهه عن مشابهة خلقه في أي صفة وميلاد وعدم التقدم عليه وعلى رسوله بأي رأي أو تشريع، وحصر الحب والموالاة له وفي سبيله، والبغض والمعاداة من أجله، تحقيقاً لمحبته ومرضاته، وجعل الأولوية في الحب لله ورسوله على المحبوبات الثمانية من الآباء والأبناء والأزواج والإخوان والعشيرة والأموال والتجارة والأوطان، لأن من كان حبه لشيء من ذلك فوق حب الله ورسوله انصرف قلبه إليها وكان عمله لها ومجهوده في سبيلها، فيكون مشركاً في العمل لغير الله، غير شاكر له، لأنه قد جعل ما فضله في المحبة من هذه الأصناف ولياً من دون الله يحب من أجله ما شاء، ولو كان عدواً لله كالنصارى واليهود وأنواع الملاحدة ويواليهم على حساب دين الله، كما يعادي من شاء ولو من المسلمين أولياء الله، ويكون بذله ومجهوده الحربي من أجل أحد هذه الأصناف المنصوص عليها في الآية 24 من سورة التوبة، فما أبعده عن الشكر، وأما في الفروع فيكون متبعاً لهواه في أي شأن من شؤون حياته، فإذا لم يكتسب الشكر من أداء الصوم كان مفلساً والعياذ بالله.

[1]نذكّر بأن الكاتب ـ رحمه الله ـ قد توفي عام 1399هـ وقد كتب هذه المادة ضمن كتابه.. الصوم.. مدرسة تُربيّ الروح وتقوي الإرادة والذي طُبع عام 1404هـ.
[2] سورة البقرة:152.

الموضوع الأصلي: قوله تعالى (ولعلكم تشكرون) || الكاتب: جوري || المصدر: منتديات هبوب الجنوب

كلمات البحث

برامج | سيارات | هاكات | استايلات | أكواد | الوان مجموعات | برمجه | منتديات عامه | العاب





 توقيع : جوري

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس